يعتبر المطرب الشاوي نصر الدين حرة واحدا من الأصوات الشبابية التي أخذت تشق طريقها في عالم الغناء والطرب من الباب الواسع، رشحه العديد من المتتبعين لمشواره المتميز وأخلاقه العالية ملكا على عرش الأغنية الشاوية دون منازع، "المساء" التقت به في قصر الثقافة والفنون في مدينة سكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة. ❊ ما جديد المطرب نصر الدين حرة؟ — سأشرع بداية من شهر مارس المقبل، في تسجيل ألبوم غنائي جديد يضم مجموعة من الأغاني ذات الطابع الشاوي، جزء منها مستمد من تراث المنطقة، وأخرى جديدة للشاعر عمر جوماطي، هي باللغة العربية، لكن روح الأغاني ستكون بالطابع الشاوي، خاصة استخباراتها المستمدة من عمق الأوراس الأشم، بالإضافة إلى مشروع غنائي ثنائي مع المطرب مراد جعفري الذي سأؤدي معه عدة أغان تراثية ستكون مزيجا بين طابعي الشاوي والشعبي العاصمي، وأعتقد أنها ستكون تجربة فريدة من نوعها عندما نزاوج بين طابعين هما في الأصل من عمق تراث وطننا الغالي. كما لدي ثنائي مع المطربة التونسية سوسن المتخصصة في الطرب الشعبي. ❊ كم في رصيدك من ألبوم؟ — عندي 15 ألبوما، سجلتها خلال مساري الفني الممتد من سنة 2000 إلى غاية 2016. ❊ كيف ترى واقع الأغنية الشاوية الآن؟ — أعتقد أن الأغنية الشاوية في أحسن حالاتها، لها جمهور كبير عبر التراب الوطني، ويكفيها فخرا أن العديد من المطربين الشباب اليوم يؤدون الأغاني الشاوية التي عرفت تطورا، وهذا بشهادة كل المختصين بامتياز كبير. ❊ ألا ترى بأن الأغنية الشاوية هي الأخرى مستها العصرنة؟ — خلال السنوات الأخيرة، لم تعد الأغنية الشاوية تعتمد على"القصبة" و"البندير"... وقد مستها روح العصرنة، بدخول العديد من الآلات الموسيقية العصرية عليها، لكن رغم كل هذا ف"القصبة" و"البندير الشاوي" يبقى لهما حضور متميز فيها، حتى وإن دخلتها الآلات العصرية، لأنه لا يمكن إطلاقا أن يكون هناك طرب شاوي دون هاتين الأداتين المتميزتين اللتين تعبران حقيقة عن هوية وثقافة المنطقة، ولا أخفي عليكم بأن الشباب اليوم وبخلاف ما يُعتقد، يميل إلى أغاني "القصبة" و"البندير". ❊ هل ترى نفسك خليفة المطرب المرحوم "كاتشو"؟ — أنا لست من الصنف الذي يقارن نفسه بغيره من الفنانين أو المطربين، فلكل واحد منا طريقته في الغناء ونمطه في الأداء، لكنني أسعى دائما إلى أن أكون متميزا عن غيري من حيث الأداء. ويكفيني فخرا أن لي جمهورا كبيرا في ربوع كل تراب وطننا الحبيب. ❊ من منظورك أنك مطرب ملتزم، كيف ترى واقع أغنية الراي؟ — هي في وضع يرثى لها ودون الشابين خالد ومامي لا يمكن الحديث عن الراي وعن عالميته، زيادة على هذا، فالراي أفرغ من محتواه سواء من حيث الموسيقى المستعملة أو الأداء أو من حيث الكلمات التي أصبحت سوقية، وأقول لكم بكل صراحة، بأن أغلب مطربي هذا النوع من الغناء ليس لديهم أصوات فنية، فهم يعتمدون عند إصدارهم للألبومات على التقنيات الحديثة التي تسمح بالتصرف في الصوت، بالتالي فهم يفبركون أصواتهم التي تخالف الواقع بلجوئهم إلى التكنولوجيا، بخلاف كل من خالد ومامي. ❊ من المسؤول عن هذا الوضع؟ — للأسف، لا توجد رقابة، فالفن اليوم أصبح في متناول كل من هبّ ودبّ، لقد اكتشفت بأن كل فرد في الجزائر له مطربه وهذا لا يخدم الأغنية الجزائرية الشبابية الملتزمة والهادفة. ❊ وهل نفس الوضع ينطبق على الطابع الشاوي؟ — لا أظن ذلك، لأن الغناء الشاوي له أصوله وقواعده، فهو مستمد من التراث، يمكن سماعه في الوسط العائلي لأن كلماته منتقاة من عمق المجتمع الشاوي، وكما سبق وأن قلت، فهو في تطور. ❊ في رأيك، ما هو شرط نجاح أي فنان؟ — لنجاح أي فنان يجب أن تتوفر فيه جملة من الشروط، منها عنصر الصوت والثقافة الموسيقية، مع اختيار الطابع الغنائي المناسب. كما يشترط على الفنان أو المطرب أن يكون حسن الخلق وقدوة لغيره، إضافة إلى ضرورة توفر عنصر المثابرة في العمل والاجتهاد. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ — أشكر يومية "المساء" على منحي هذه الفرصة الطيبة التي أعتبرها بمثابة تحفيز يدفعني إلى العمل أكثر.