تشرع ولاية الجزائر خلال الأسبوع الجاري، في ترحيل أكثر من ألفي عائلة مقيمة بالأحياء القصديرية إلى سكنات جديدة، في إطار المرحلة الرابعة من عملية إعادة الإسكان ال 20 التي انطلقت في ديسمبر الماضي، والتي شملت حوالي 6 آلاف عائلة للقضاء على الأحياء القصديرية بالعاصمة. وتستعد أكثر من ألفي عائلة تقطن بالدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، وبالضبط ببلدية جسر قسنطينة، لتوديع الظروف السيئة التي كانت تقيم فيها منذ سنوات داخل بيوت قصديرية متواجدة بثلاثة مواقع، هي المالحة 1، 2 و3، والذي يُعتبر ثاني أكبر حي قصديري بالعاصمة بعد حي الرملي بنفس البلدية الذي تم القضاء عليه في عمليات الترحيل السابقة. وذكرت مصادر محلية ل "المساء" أن السلطات المعنية قامت بالتحضير لترحيل المعنيين نهاية الأسبوع الجاري، ووفّرت كل الإمكانيات لنقل العائلات إلى سكناتها بثلاثة مواقع بالأحياء الجديدة، بكل من 871 مسكنا بعين الكحلة ببئر توتة وحي 4000 مسكن بكوريفة بالحراش و411 بالحي الجديد بدرقانة ببرج الكيفان. وبترحيل سكان المالحة يكون هذا الموقع قد تخلص من أحد أكبر الأحياء القصديرية التي كانت تشكل هاجسا بالنسبة لسكان هذا الحي، منهم الذين استفادوا من شقق جديدة في إطار السكن الاجتماعي، وعدد من سكنات البيع بالإيجار، الذين واجهوا مشاكل كبيرة بسبب المشادات التي كانت تحدث بين أبناء المرحّلين والمقيمين بالقصدير، الذين تجرّأوا في إحدى المشادات على حرق ممتلكات السكان، منها سياراتهم التي كانت مركونة بحظيرة الحي السكني التابع ل "عدل". كما شوّه حي المالحة القصديري المحيط؛ كونه يضم أكثر من 2000 عائلة، فضلا عن تربّعه على مساحة عقارية هامة تفوق ثمانية هكتارات، تستغلها السلطات المعنية بعد الترحيل في خلق فضاء تجاري لفائدة السكان، مثلما أكد عليه وزير التجارة بختي بلعايب خلال زيارته للموقع قبل أيام. وبالرغم من ترحيل عدد كبير من سكان القصدير ببلدية جسر قسنطينة، إلا أن الأخيرة لم تتخلص بعد من هذا المشكل؛ كونها كانت تضم أكبر عدد من هذه الأحياء التي تنامت كالفطريات في السنوات الماضية لتصل إلى 19 موقعا، بسبب تهاون بعض مسؤوليها المحليين السابقين، وتواطؤ البعض الآخر، ما جعل هذه البلدية محاطة بالقصدير من جميع الجهات، فبعد القضاء على الرملي والمالحة لازال الكثير من المواقع ينتظر دوره، على غرار قرية الشوك، الوئام، كازنوس، واد الكرمة، مقنوش، عين النعجة القديمة، مقطع ب 2 و«أوناب". يُذكر أن المرحلة ال 20 لعملية الترحيل التي انطلقت في ديسمبر الماضي، قُسمت إلى أربع مراحل بالنظر إلى العدد الكبير للمستفيدين منها، والذي قارب 6 آلاف عائلة، منها أكثر من ألفين يتم ترحيلها هذا الأسبوع، بينما يتم إقصاء العديد من العائلات التي يتبين أنها تحايلت للاستفادة من سكن بغير وجه حق من قبل لجنة الطعون، التي تواصل دراسة كل الملفات منذ بداية عملية الترحيل سنة 2014، حيث كشف مصدر من اللجنة ل "المساء" عن دراسة 8 آلاف طعن منذ بداية عملية الترحيل، والتي تتعلق أساسا بالعائلات كثيرة العدد التي ترغب في الاستفادة من عدة شقق. يُذكر أن عملية إعادة الإسكان في مرحلتها ال 20 التي تتواصل هذا الأسبوع، ستسمح باسترجاع 130 هكتارا، ستمكّن اللجنة التقنية المكلفة باختيار الأرضيات، من توطين العديد من المشاريع بما يتوافق ومخطط التهيئة والتعمير، بينما تجاوزت المساحات العقارية المسترجعة إلى غاية الآن، 300 هكتار.