أكد المخرج المسرحي نبيل مسعي أحمد أن العمل المسرحي في مدينة وادي سوف لقي نفسا آخر، من خلال تجسيد المكوّنات الطبيعية والتراث التاريخي والمعالم الدينية، مضيفا أنّ البيئة حاضنة للإبداع والمبدعين، وهي الدافع الحقيقي للإبداع الصادق الذي ينطلق من الموروث الثقافي. وحسب المتحدث، فإن الأعمال المسرحية المقدمة من طرف العديد من المخرجين، حتى وإن كانوا من الجيل الجديد، تعتبر محاولات جادة تستحق العناية بها وتشجيعها من أجل النهوض بالفعل المسرحي، وعلى حد تعبيره، فإن المسرح فن ينمّ عن فسيفساء داخلية تستمد قوتها من الإبداع الذي يعتبر هو الآخر قدرة من الله يمنحها للبعض... لذا وجب ترك كل التجارب المسرحية بين أيدي الجمهور، لأنه الحكم الحقيقي في انتقاء الأعمال الناجحة، وسيشهد لها التاريخ على حد سواء. وفيما يخص النصوص المسرحية، قال المخرج والسينوغرافي نبيل مسعي؛ إنّ أفضل النصوص هي تلك التي تحكي واقع المواطن البسيط حتى تجسّد واقعه المعيش، وهو أفضل رابط لنجاح المسرح، وأضاف أنّ الممثل مع صناعة عمل مسرحي مميّز، بعيدا عن ترجمة واقتباس نصوص مخالفة للعادات والتقاليد، تروي قصصا ليس لها علاقة بالواقع الاجتماعي الداخلي، وأوضح "وهو ما أنبذه كفنان تشبّع من العمل في البيئة الصحراوية الممزوجة بالبساطة والألواح الفنية التي تعكس تقاليد حاضرة في أذهان المجتمع الجزائري". ويشير محدّث "المساء" إلى أنّه خادم للجمهور ومنه استمد قوة الإبداع المسرحي بمختلف أنواعه، ويعرض على خشبة المسرح بعيدا عن الربح السريع الذي يعتبر آخر وسيلة بالنسبة للفنان، والغاية أن "يفعل كل مبدع ما يرضيه". ويسعى المخرج ورئيس جمعية "عشّاق الخشبة" للفنون المسرحية إلى تنظيم المهرجان المغاربي للمسرح الدورة الرابعة من 15 إلى 19 فيفري الجاري، دورة "المرحوم سيدي على كويرات" احتفاء بالمسرح العربي تحت شعار "من أجل مسرح صانع للثقافة، التسامح والسلم" بمشاركة 12 دولة منها الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، فلسطين، مصر، السعودية، العراق، السودان ، الأردن، سوريا والكويت. وسيتم بالمناسبة، تكريم بعض الأسماء، منها المنصف السويسي، فريد مخلوفي، بدر مناني، عز الدين عزوز، أمجد الحسين، صفاء البيلي، مها المصري، أما ضيوف الشرف فهم الناقد الأستاذ مجدي التل والفنان تيسير محمد علي من الأردن، وتضمّ لجنة التحكيم زرزور طبال، فتحي صحراوي، جمال الشيايجي، صفاء البيلي، خدوج صبري والعمري كعوان. للإشارة، من الأعمال المسرحية التي شارك فيها نبيل مسعي أحمد؛ "دكان السعادة"، وهي أوّل مسرحية قدّمت سنة 1988 للمرحوم عمار الزين، ثم أخرج مسرحية "من الثورة" سنة 1996، إلى جانب تقديم العديد من الأعمال المشارك فيها كسينوغرافي، منها مسرحية "عودة درواس الحكيم"، "سطح وأبواب"، "الاغتيال"، بالإضافة إلى مسرحيات أخرى أبدع فيها، كما أشرف على إخراج عدة مسرحيات، وهي مسرحية "الحاج كلوف"، "الدوامة"، "بقايا مجنون"، "ظلّ الجنرال". كما شارك في عدّة مهرجانات دولية وأخرى وطنية، منها مهرجان المسرح بمستغانم سنة 1999، الأيام المسرحية العاشرة 2009 بورقلة، مهرجان دوز للفن الرابع 2012 بتونس، الأيام الوطنية للمسرح "النخلة الذهبي"، أيام مسرح الجنوب الخامسة 2012 بالمسرح الوطني الجزائري، المهرجان العربي للفن الرابع 2013 بتونس، مهرجان فرحات امون الدولي للمسرح 2014 بجربة تونس، مهرجان المونودرام العربي 2014 القيروانبتونس، مهرجان الزرقاء للمسرح العربي بالأردن سنة 2015، مع المشاركة في عدة أسابيع ثقافية.