يسعى فريق مولودية الجزائر غدا، لدى استقباله لاتحاد الحراش في داربي عاصمي على أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي، في إطار الجولة ال 21 من الرابطة المحترفة الأولى، إلى تأكيد نتائجه المسجلة مؤخرا، بعدما عاد بنقطة في الجولة 20 من وهران، ضد الجمعية المحلية، وتأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس الجزائر، في حين أن منافسه اتحاد الحراش سيكون مطالبا بالفوز لا غير، وهذا حتى ينسي أنصاره الإقصاء الأخير في الدور ثمن النهائي للكأس أمام اتحاد تبسة، وبه ضيع كل شيء هذا الموسم. من المفروض أن تعرف مباراة مولودية الجزائر باتحاد الحراش، الإثارة والتنافس فوق الميدان وطالما صنع الأنصار من الجانبين أجمل اللوحات، خاصة من مدرجات الملعب الكبير 5 جويلية، إلا أن مباراة الغد ستكون بلا طعم نظرا للغياب المفروض على الجمهور، بسبب العقوبة المسلطة على المولودية، غير أنه من جانب هذا النادي، فكل التركيز منصب على الفوز على شارف وتعميق جراح الحراش، الذي لم يتجرع بعد إقصاءه الأخير من الكأس، والذي كانت له تداعيات كثيرة، فالفريق مطالب بالفوز أكثر من أي وقت مضى، والمدرب بوعلام شارف سيكون في ضغط رهيب، فالإدارة تطالبه بالمغادرة بعد هزيمة تبسة، إلا أنه متشبث بمنصبه ويريد أن يُقال ليحصل على التعويضات، الأمر الذي يريد الرئيس مانع أن يتفاداه، لهذا فلا يمكن القول بأن شارف سيلعب رأسه ضد المولودية، الفريق الذي سبق وأن درّبه الموسم الماضي ولم يعمّر فيه طويلا، وهذا لأن الإدارة الحراشية تنتظر منه تقديم الاستقالة، قبل أربعة أشهر عن نهاية عقده. ولا تهتم مولودية الجزائر، بما يحدث في الفريق الحراشي، بقدر ما يهم مدربها لطفي عمروش، الذي سيكون غدا في تحد آخر، سوى الفوز بنقاط المباراة، والتي تسمح لفريقه بأن يتقدم في الترتيب إلى المرتبة الثانية، قبل إجراء بقية الجولة 21 يوم السبت المقبل، فالمدرب أكد للاعبيه على ضرورة الفوز للالتحاق بالمقدمة، محذرا إياهم بالتفكير في مباراة أمل غريس في ربع نهائي الكأس، حيث أصر بأن التأهل لن يكون له أي معنى، إن لم يستغل الفريق الفرصة ويفوز على اتحاد الحراش، فقد رصدت الإدارة 15 مليون سنتيم من أجل تحفيز اللاعبين، على بذل كل ما لديهم من مجهودات للخروج منتصرين في هذا اللقاء، ففترة الفراغ التي يمر بها اتحاد الحراش لا تريد المولودية أن تكون مباراتها معه فرصة ليستفيق منها. وعلى صعيد آخر، تطالب مولودية الجزائر من لجنة تنظيم كأس الجزائر، تأجيل لقائها في الدور ربع النهائي ضد أمل غريس إلى يوم 5 مارس، عوضا عن 4 مارس، وهذا بسبب استدعاء أربعة لاعبين من النادي إلى تربص المنتخب المحلي. عبد القادر مانع رئيس اتحاد الحراش ل "المساء": لن أرضخ للتهديدات وعازم على إعادة الاعتبار للنادي كان رئيس اتحاد الحراش، عبد القادر مانع قبل إقصاء فريقه من كأس الجمهورية مترددا في التنديد ببعض الأوضاع الضارة التي لاحظها عند عودته إلى ترأس النادي في بداية الموسم الجاري. فمن جهة كان خائفا من التسبب في إحداث أزمة أعمق من تلك التي يمر بها اتحاد الحراش في الوقت الراهن، ومن جهة أخرى كان لا بد عليه القيام كمسؤول أول عن النادي بإعادة النظر في الكيفية التي يتم بها تسيير الفريق من طرف الطاقم الفني، غير أن انهزام تشكيلة "الصفراء" في تبسة لحساب كأس الجمهورية وما تبع ذلك من تذمر واستياء وقلق غير مسبوقين لدى الأوساط الرياضية الحراشية، دفع مانع في الأخير إلى الحديث في العلن عن بعض الحقائق المثيرة فيما يتعلق بتسيير الفريق وبسياسة التكوين المنتهجة من قبل النادي قبل عودته إلى رئاسته في بداية الموسم الجاري، وكان لا بد بالنسبة لعبد القادر مانع أن يطلع الرأي العام الرياضي على ما يحدث من تصرفات وممارسات لم تخدم مستقبل الفريق منذ تواجد الطاقم الفني الحالي للأكابر على حد قوله. وحسب أقوال البعض من محيط الرئيس مانع، فإنه لم يكن بوسع هذا الأخير السكوت أو غض الطرف عن المساوئ التي أحدثتها سياسة التكوين والتسيير الفني لكل الأصناف العمرية المنتهجة من قبل النادي. بالنسبة لمانع، فإن سياسة التكوين التي كانت تصنع في السابق شهرة اتحاد الحراش بعد إنجابها للاعبين كبار في السبعينات والثمانينات، قد انحرفت عن أهدافها الحقيقية. وقال رئيس الفريق الحراشي في تصريح ل«المساء" حول هذا الموضوع "مسيرون سابقون وأشخاص يحومون حول الفريق، استحوذوا على سياسة تدعيم التعداد من خلال خلق شبكة استقدام لاعبين جدد عبر "مناجرة" مزيفين يقومون بجلب لاعبين من منطقة معروفة لدى العام والخاص. هؤلاء اللاعبون الجدد لا يملكون عادة مستوى جيدا، يتم إدماجهم في النادي في شكل متربصين على حساب لاعبين من الحراش الذين عادة ما يجدون أنفسهم معزولين ويضطرون لمغادرة اتحاد الحراش نحو فرق أخرى. فجلب اللاعبين خارج العاصمة يكلف أموالا كبيرة وهذا ما يفسر استمرار هذه العملية منذ قرابة الست سنوات التي تضاهي تواجد الطاقم الفني الحالي مع اتحاد الحراش". وذهب مانع إلى حد اتهام المدرب شارف بالتواطؤ في هذه العملية مع المناجير العوفي الذي قال عنه رئيس اتحاد الحراش إنه جلب لوحده ما لا يقل عن عشرين لاعبا، استلم منهم أموالا طائلة على حد قول محدثنا الذي أوضح أن هذه التلاعبات في استقدام اللاعبين تؤكد غياب الشفافية في تدعيم تعداد اتحاد الحراش بعناصر جديدة. وتساءل مانع كيف يتم الحديث في النادي عن وجود سياسة قصيرة وطويلة المدى في ظل الفشل المستمر لفريق الأكابر في الاستحواذ على لقب في البطولة والكأس. "لقد عدت - يقول مانع - إلى اتحاد الحراش من أجل وضع حد للسياسة المصطنعة في مجال التكوين والتسيير الفني لكل الفئات العمرية والتي لا تخدم مصالح النادي. اليوم، نريد العودة إلى الإستراتيجية القديمة في العمل التي مكنتنا من تكوين لاعبين كبار، فاز اتحاد الحراش بفضلهم بلقبين في كأس الجمهورية سنتي 1974 و1987 وصعد إلى حظيرة النخبة في 1975، وكنت آنذاك رئيسا للنادي ولا أحد يمكنه اليوم إنكار الإنجازات الكبيرة التي حققها اتحاد الحراش تحت قيادتي". وأضاف عبد القادر مانع أنه لا زال عند وعده الرامي إلى استعادة هيبة النادي الحراشي وجعله من أحسن الأندية في الجزائر، موضحا أنه قام بفتح الممتلكات المالية والمادية للنادي، وهو إجراء فرضته الرابطة على جميع الأندية المحترفة، فضلا عن أنه يعد بالنسبة لعبد القادر مانع الوسيلة الوحيدة لتمكين اتحاد الحراش من ضمان تمويل دائم والخروج بصفة نهائية من الأزمات المالية التي أثقلت كاهل النادي وجعلته يعيش تبعية مالية غير منتهية المدة. ومعلوم أيضا أن الرئيس عبد القادر مانع قام مؤخرا بتعيين اللاعب الدولي السابق لاتحاد الحراش، خالد لونيسي في منصب مناجير عام للنادي وكلفه بالسهر على عملية استقدام اللاعبين الجدد تحسبا للبطولة القادمة، وقال مانع في هذا الصدد إنه يريد فعلا تقديم حلول ناجعة لكل المشاكل التي يعاني منها النادي بالرغم من الضعوطات التي يواجهها هذه الأيام. وقال مانع في هذا الصدد "لقد تعرضت لمحاولات اعتداء قامت بها مجموعة من الأشخاص تدعي أنها من لجنة الأنصار، في حين أن هذه الأخيرة لا تنشط منذ فترة طويلة، وهذا ما يؤكد نوايا بعض الأطراف المناوئة لسياستي والتي ترغب في انسحابي لكي تفعل ما تشاء في النادي". وأضاف مانع أنه لن يرضخ لهذه التهديدات وقد قرر تقديم شكوى لدى مصالح الأمن للكشف عن الأطراف التي تقوم بتهديده.