يشكل إنجاز ملعب لكرة القدم بمنطقة بوخالفة، أكبر إنجاز رياضي تشهده ولاية تيزي وزو منذ الاستقلال، وبلغت التكلفة المالية للمشروع 625 مليار سنتيم... ولا شك أن الأموال الباهظة المسخرة لإنجاز هذا الملعب، تعكس مدى الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة لتطوير الرياضة بمختلف فروعها على المستوى الوطني. عدة عوامل فرضت الإسراع في تحقيق هذا المشروع، منها النقص الكبير في المرافق الرياضية بالولاية، التي تملك ملعب واحدا فقط (ملعب أول نوفمبر)، حيث تفتقر بصفة خاصة الى قاعات حديثة خاصة بالرياضات الجماعية التي تراجع مستواها في السنوات الاخيرة، بل أن بعض الفروع توقف نشاطها نهائيا بسبب هذا المشكل العويص. وجاء الانطلاق في تشييد هذا الملعب بفضل تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي ألح في إحدى زيارته لتيزي وزو، على ضرورة بناء ملعب يليق بسمعة الولاية وسمعة ناديها الأول فريق شبيبة القبائل، صاحب السجل الكروي الكبير على المستويين الوطني والإفريقي؛ هذا الملعب يتسع لخمسين ألف متفرج وستكون مدرجاته مغطاة بأكملها حسب مدير الشباب والرياضة لولاية تيزي وزو، الذي صرح أن عملية تسقيف المدرجات تعد ضرورية من أجل ان يكون الملعب أكثر جمالية وتمكين المتفرجين من متابعة المباريات بدون حرج سواء في فصل الحر او في فصل الشتاء. تبلغ مساحة المشروع 44 هكتارا تابعة لأملاك الدولة ماعدا قطعتين أرضيتين ملك للخواص تم إدماجهما بمساحة المشروع في اطار تطبيق قانون نزع الملكية لفائدة المنفعة العامة. وكانت السلطات الولائية المكلفة بمتابعة أشغال المشروع، قد واجهت في البداية بعض المشاكل التي عطلت انطلاق الأشغال في الموعد المحدد لها، حيث صرح مدير الشباب والرياضة لولاية تيزي وزو في هذا الصدد : » كان لابد من إزالة بعض العوائق التي حالت دون الانطلاق في بناء المشروع بالمكان المخصص له، حيث قمنا بتحويل خط كهربائي للضغط العالي وأنبوب للغاز الطبيعي كانا موجودين على حدود مساحة المشروع«. للإشارة أيضا، عملية تسطيح أرضية الملعب تسير بوتيرة سريعة، حيث أن المرحلة الأولى منها انتهت قبل الآجال المحددة لها، مما سمح بتحقيق تخفيض نسبي في التكاليف المالية المخصصة للتسطيح، حيث تم استهلاك 50 مليار سنتيم من مجموع 97 مليارا كانت مخصصة لهذه العملية. وحسب توقعات المكتب الكندي للدراسات »سيما« المكلف بتقديم الإعانة التقنية، فإنه يمكن الانتهاء من عملية تسطيح الارضية في شهر ديسمبر من السنة الجارية لتبدأ بعدها البناءات الفوقية. ويأخذ هذا المشروع إطار مركب رياضي بالنظر الى المرافق الرياضية الأخرى التي يحتويها، ومن أهمها ملعب ألعاب القوى يضم عشرة مضامير مخصصة للسباقات وأرضية للتدريبات مغطاة بالعشب الطبيعي.. كما سيتم تهيئة مساحات رياضية تحمل المواصفات القانونية مخصصة لرياضات كرة اليد، كرة السلة، الكرة الطائرة، الكرة الحديدية وتنس الميدان، فضلا عن تشييد قاعات مغطاة لفروع الفنون القتالية. ومن بين مرافق هذا المشروع تجدر الإشارة بصفة خاصة الى تشييد ملحق للإيواء سيضم 120 سرير، بالإضافة الى مطعم يسع لمائة شخص وقاعتين للعلاج والاسترجاع وقاعة للمحاضرات، الى جانب تشييد ملحق إداري يضم في أحد أجنحته مدرسة للتكوين في كرة القدم. وقد أخذ محيط هذه التحفة المعمارية، حيزا كبيرا من اهتمام المكلفين بتسييد المشروع، لاسيما في ما يخص الطرق القريبة من الملعب والمؤدية إلى مختلف مداخله، وذلك من اجل اجتناب ازدحام السير على الأقدام أو السيارات، فضلا عن تخصيص مساحات خضراء ستزيد من جمال هذا المركب الرياضي الذي ستسغرق مدة إنجازه خمس سنوات.