أكّدت الجزائروأنغولا على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي في شتى المجالات واستغلال الفرص المتاحة خارج مجال المحروقات، فضلا عن خلق شركات واستثمارات مشتركة في البلدين للبحث عن أسواق لمنتوجاتهما، كما أبدتا في الشق السياسي تطابقا في وجهات نظرهما لا سيما فيما يتعلّق بتسوية النزاعات بالحلول السلمية. جاء ذلك في تصريح أدلى به وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة، عقب المحادثات التي جمعته بنظيره الأنغولي جورج ريبيلو بينتو شيكوتي، أول أمس بمقر وزير الخارجية، إذ عرّج السيد لعمامرة على العلاقات المتميزة والمتجذّرة للبلدين والتي تعود إلى فترة نضالهما من أجل الاستقلال، قائلا في هذا الصدد "إن التضامن بين البلدين ساهم في صنع ملحمة التحرّر في القارة الإفريقية". لعمامرة أشار إلى أن المصالح الاقتصادية المشتركة "تجعلنا اليوم أكثر من أي وقت مضى نعتمد على بعضنا البعض، ونحاول من خلال ابتكار صيغ جديدة للتعاون والشراكة تعويض مخلّفات تدهور أسعار النفط في الأسواق العالمية". رئيس الدبلوماسية الجزائرية قدّم في هذا الصدد أمثلة عن التعاون القائم بين البلدين، كما هو الشأن لمساهمة شركة سوناطراك في بناء الشركة الأنغولية للمحروقات، كما أبرز اهتمام الطرف الأنغولي بما تزخر به الجزائر من إمكانيات، متطرقا في هذا السياق إلى الزيارة التي قام بها شيكوتي إلى ولاية قسنطينة، حيث أعجب بتقدم الجزائر في صنع الجرارات مما يجعلنا -يضيف لعمامرة- "نفكّر أن هناك مجالات حقيقية تسمح لنا أن نطمح في بناء التكامل الاقتصادي". لعمامرة الذي أشار إلى وجود "تطابق" في وجهات النظر في المجالات السياسية بين البلدين، شدّد على ضرورة "توفر مؤهلات تجعلنا نتفاءل بمستقل، معلنا في هذا السياق عن زيارات متبادلة في "القريب العاجل" لوزراء من البلدين من مختلف القطاعات، كما خلص بالقول "نأمل أن يؤدي هذا المسار إلى قيام الرئيس الأنغولي دوس سانتوس، بزيارة دولة إلى الجزائر استجابة للدعوة التي وجّهها له رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". أما الوزير الأنغولي، فقد أشار إلى أن اللجنة المختلطة للتعاون تجتمع كل سنتين ويترأسها وزيرا طاقة البلدين ولمح إلى إمكانية أن يتوسع مجال عملها إلى قطاعات أخرى، معلنا بهذه المناسبة عن عقد الدورة المقبلة للجنة في العاصمة الأنغولية. على الصعيد السياسي نوّه السيد شيكوتي، الذي يعد أول وزير خارجية انغولي يزور بلادنا بالدور الهام الذي تضطلع به الجزائر في تسوية النزاعات لاسيما في منطقة الساحل، معتبرا الجزائر "بلدا مساعدا على الاستقرار في المنطقة". للإشارة استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، وزير الشؤون الخارجية الأنغولي، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وخلال هذا اللقاء تم "تأكيد جودة العلاقات السياسية التاريخية القائمة بين البلدين"، كما تم الاتفاق على تكثيف اللقاءات لتطوير مجالات كفيلة برفع المبادلات الاقتصادية بين البلدين. وزير خارجية أنغولا يدعو إلى التعجيل بتسوية القضية الصحراوية شدّد وزير الشؤون الخارجية الأنغولي جورج ريبيلو بينتو شيكوتي، بالعاصمة على ضرورة التعجيل بتسوية مسألة الصحراء الغربية القائمة على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، داعيا المجموعة الإفريقية بالخصوص إلى الالتزام بشكل أكبر لتسوية هذا النزاع المستمر منذ أكثر من 40 سنة. شيكوتي أشار في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي جمعته بوزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، إلى أنه زار مخيمات اللاجئين الصحراويين وأنه تفاجأ كثيرا للقدرة التنظيمية للصحراويين. الوزير الأنغولي أكد أن ما قامت به بلادنا تجاه الشعب الصحراوي هو واجب معنوي يفترض أن تحتذي به الشعوب الإفريقية، مضيفا أنه شكر الجزائر وشجّعها على مساعدتها للشعب الصحراوي، قبل أن يستطرد بالقول إنه "واجب أخلاقي أن يقوم جميع الأفارقة بالمثل وسنقدّم توصيات في هذا الخصوص، كما إنه لدينا الآن سفارة للجمهورية العربية الصحراوية في أنغولا "، في حين أكد أن بلاده بإمكانها القيام بجهود أكبر لصالح القضية باعتبارها عضوا فاعلا في مجلس الأمن. من جهته أكد السيد لعمامرة أن "تضامن أنغولا مع كفاح الشعب الصحراوي دليل على تشبّث بلدينا بمبدأ حق الشعوب في تقرير المصير"، مبرزا "التزام الجزائروأنغولا، باعتبارهما من الدول الإفريقية الفاعلة بالعمل على تحقيق المبادئ المكرّسة في ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية سابقا (الإتحاد الإفريقي حاليا).