أدخلت مؤسسة تطوير المساحات الخضراء لولاية الجزائر "أوديفال" مؤخرا، تقنية جديدة لزرع بذور العشب عن طريق الرش، باستعمال آلة جد متطورة تم اقتناؤها من شركة أمريكية، مثلما أوضح مدير المؤسسة عبد الكريم بولحية، على هامش الزيارة التي قام بها والي العاصمة لعدة مشاريع خاصة بالتهيئة في نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هذه التقنية مستعملة في الدول المتقدمة وهي الأولى من نوعها في الجزائر. ذكّر المتحدث بخصائص هذه التقنية الرائجة في الدول المتقدمة التي تسمح باقتصاد الوقت والتكاليف التي كانت تترتب عن غرس العشب بالطريقة التقليدية، كما أن غرسه يتم بسرعة، حيث يمكن غرس أربعة آلاف كلم مربع منه في ظرف قصير، كما أن هناك نقطة جد إيجابية تتمثل في أن هذا العشب لا ينمو بسرعة، مثل العشب العادي، ولا يتطلب كمية كبيرة من الماء، فضلا عن أن السعر المرجعي لهذه التقنية جد معقول. وفي هذا الصدد، أوضح السيد بولحية أن تركيبة الخليط الذي يوضع داخل الآلة عبارة عن عدة بذور مختلفة كل بذرة لها خاصية، منها تلك التي تتحمل الجفاف ومواد أخرى عبارة عن أسمدة وغيرها من المواد، مضيفا أن هذه التقنية الأمريكية الرائدة في الدول المتقدمة، تم تطبيقها في الجزائر منذ حوالي 04 أشهر في المساحات المهيأة، على غرار تلك المتواجدة بجامع الجزائر. وتعتبر هذه التقنية، مثلما ذكر المسؤول الأول على مؤسسة تطوير المساحات الخضراء في ولاية الجزائر، تجربة ناجحة أثبتت نجاعتها منذ حوالي أربعة أشهر من الشروع في استعمالها، حيث بدأ العشب ينمو بعد 15 يوما، أي مباشرة بعد عملية الزرع مقابل المتابعة المستمرة والمنتظمة لعمليات السقي، على عكس الطريقة المعتمدة سابقا. وحسب المتحدث، فإن اللون الأخضر من الخليط الذي يوضع على المساحات الترابية، يسمح بتمييز المساحات التي تم رشها من غيرها لاستكمال باقي المساحات، أما من الناحية الاقتصادية، فإن هذه التقنية تسمح بتوفير 130 دج للمتر المربع الواحد، حيث يقتنى العشب ب400 دج للمتر الواحد، على عكس التقنية الجديدة التي يتم اقتناؤها ب270 دينارا للمتر المربع الواحد، إلى جانب الجهد والوقت الذين يتطلبهما. وينتظر أن تقوم"أوديفال" باستعمال هذه التقنية بعدة أماكن في العاصمة، منها المحور المار بمطار الجزائر الدولي "هواري بومدين"، والمدخل الغربي انطلاقا من ولاية تيبازة، مرورا بالطريق السريع لزرالدة والطريق السريع المار بمحطة خروبة للنقل البري، والمدخل الجنوبي للعاصمة الرابط بين بلديتي بئر خادم وبئر توتة. وتندرج هذه العملية في إطار المخطط الإستراتيجي لتطوير مدينة الجزائر الممتد من عام 2009 إلى سنة 2029، الهادف إلى إعطاء أولوية خاصة للجانب الجمالي للمحيط، خاصة مداخل العاصمة ومخارجها، من خلال تهيئة المساحات الخضراء وغرس الأشجار على حواف الطرق السريعة، مع تزويد كافة مساحات العشب الطبيعي الذي سيتم غرسه بنظام سقي خاص للحفاظ على تلك المساحات.