يشرف المخرج خيدر حاسيد على الانتهاء من تصوير أوّل فيلم طويل له تحت عنوان "بين اليأس والأمل" (غار لاياس ذوسيرم) وهوعبارة عن دراما اجتماعية ناطقة بالأمازيغية تلقي الضوء على إحدى القضايا المسكوت عنها وهي المجاهدون المزيّفون. الفيلم يلامس إحدى القضايا الحسّاسة التي ظلّت بعيدة عن الكاميرا رغم أهميتها وراهنيتها والمتعلّقة بالمجاهدين المزيفين والحركى، وذلك عبر قصة أرزقي الشاب الجامعي الذي يجد نفسه بعد سنوات بدون منصب عمل. أرزقي هو ابن مجاهد كبير رفض الجهر ببطولاته خلال الثورة المجيدة ولم يسع للحصول على أية منحة مقابل واجبه الوطني بل وامتنع حتى عن أن يحكي لأبنائه ومن حوله عن ماضيه المجيد مؤمنا بأنّ ما قام به هو فرض عين جزاؤه سيكون عند ربّ العالمين، بالمقابل هناك شخصية فريد ابن أحد المجاهدين المزيفين يعمل في أحد البنوك في نفس هذا البنك تعمل ثنينة التي تسعى لمساعدة أرزقي. ومع مرور الأيام وتعاقب الأحداث تنكشف الحقيقة عندما يتّجه "سي صديق" أحد المجاهدين إلى ارزقي الذي لم يجد سوى كتابة الرسائل كمصدر للاسترزاق، ليساعده في إرسال مكتوب وهما يتجاذبان أطراف الحديث يكلّم "السي صديق" ارزقي عن بطولات أحد مجاهدي المنطقة المدعو "دا مزيان" الذي يدين له بحياته، والذي ما هو إلاّ والد أرزقي الذي كان يسميه الثوار ب"المخ"، ويسقط القناع عن المجاهد المزيّف الذي لم يكن سوى "خائنا"، ويقرّر ابنه فريد الرحيل وترك كلّ شيء بعد أن تكشف صديقته صبرينة حقيقة ماضي والده المزيّف. المخرج اختار النهاية السعيدة لعمله وذلك بحصول ارزقي على عمل في البنك بمساعدة ثنينة التي يتزوّجها، وموت فروجة الزوجة الانتهازية والمتعجرفة للخائن، وتخلي فريد عن كل شيء والهروب بعيدا. وعن اختياره لموضوع العمل الذي أخرجه وكتب سيناريوه أشار خيدر حاسيد أنّه لم يتردّد ولم يخش فتح النقاش حول هذا القضية لأنّها الحقيقة ويعرفها الخاص والعام، لكن يتفادى الجميع الخوض فيها، مضيفا أنّ كلّ واحد مسؤول عن عمله وليس من الطبيعي أن يستفيد أناس لم يشاركوا في الثورة واستطاعوا أن يحصلوا على وثائق المجاهدين في حين اختار بعض المجاهدين البقاء في الظلّ. وفي نفس السياق أوضح المخرج أنّ عمله الذي يصبّ في إطار الدراما الاجتماعية يسعى كذلك إلى إلقاء الضوء على مشاكل الشباب وخاصة البطالة وكذا إبراز مختلف الآفات الاجتماعية عبر شخصيات مختلفة، أمّا عن النهاية السعيدة البعيدة عن الواقع أشار المخرج إلى انّه تعمّد إنهاء عمله بمسحة تفاؤلية لإعطاء أمل في مستقبل أفضل خاصة للشباب، مشيرا إلى أنّ رسالة الفيلم هي" أن" الذي يصبر ويكد يصل لا محال لهدفه. أمّا عن الممثلين المشاركين في العمل، فأوضح المتحدّث انّه لم يعتمد على كاستينغ لاختيار الوجوه المشاركة في العمل بل سعى للبحث شخصيا عن الوجوه التي تتوفّر فيها شروط شخصيات عمله بحكم انتمائه لعالم المسرح الذي كان مدرسته الأولى، ومن تمّ انتقى مجموعة من الفنانين بين محترفين وهواة. تمويل العمل الذي يعدّ من أهم المشاكل التي تواجه السينما في الجزائر، فأشار في هذا الصدد إلى أنّ الأمر لم يكن سهلا أبدا، بحيث اضطر إلى طرق مختلف الأبواب من أجل جمع الميزانية الضرورية للعمل من عدة مؤسسات وممولين خواص. ومن المنتظر أن ينتهي تصوير الفيلم الذي شكّلت كلّ من منطقة سوامع، مقلع، عزازقة، بجاية فضاء له، في 10 أكتوبر المقبل حسب المخرج ليدخل مرحلة التركيب ويكون جاهزا نهاية نوفمبر للمشاركة في الطبعة المقبلة لمهرجان الفيلم الأمازيغي المنتظر تنظيمه نهاية ديسمبر المقبل، باعتباره من الأفلام الناطقة باللغة الأمازيغية وفي هذا الإطار أشار المتحدث إلى أنّه حرص على إرفاق الفيلم بدبلجة عربية وأخرى فرنسية حتى يتسنى للجمهور الواسع متابعة أطوار "غار لاياس ذوسيرم".