فيلم ''إنلاند'' هو الإنتاج السينمائي الثاني للمخرج الشاب طارق تقيّة، بعد النجاح الذي حقّقه فيلمه المطول الأول ''روما ولا أنتوما'' الذي أخرجه سنة 6002، وهو الفيلم الذي ظهرت فيه ميولات المخرج نحو التصوير الفوتوغرافي، قبل أن يعزّز هذه الملَكة، في فيلمه الجديد ''إنلاند''، الحائز مؤخراً على جائزة فيبريسي بالمهرجان الدولي للبندقية•• يروي الفيلم، قصة مهندس طوبوغرافي، في العقد الرابع من عمره، كلّفه مكتب دراسات بإجراء دراسات طوبوغرافية وتخطيط معالم الخط الكهربائي الجديد الذي ستزود بعض المداشر النائية بالغرب الجزائري، وبالتحديد في منطقة ''قبلة'' التي كانت عرضة للإرهاب خلال العقد الماضي• يقدم تقية، الذي وضع السيناريو بمشاركة أخيه ياسين، أحد منتجي الفيلم أيضا، رؤية سوداوية للجزائر العميقة لكنها رؤية لا تخلو من أمل تتبعه كاميرا، ترصد أبعاد فراغ المكان المسمى ''قبلة'' والذي اقتبس منه عنوان الفيلم• تتفحص الكاميرا بعين الراصد تلك الجزائر العميقة التي استكشفها المخرج طويلا، قبل أن يتخذ من زواياها الشاسعة، مواقع لتصوير فيلمه• حاول تقية وفريقه الابتعاد عن المشهد الصحراوي البحت فلم يصور كثبان الرمال ولا شجر النخيل بل صور تعددية ذلك المشهد الذي يحفل أيضا بالأحجار والصخور وبمساحات خضراء كثيرة• ويلامس الفيلم وقائع جزائرية كثيرة مثل البيروقراطية والبطالة والهجرة والعزلة والفراغ، لكنه لا يصور شخصيات بقدر ما يصور وضعيات وحركات أجساد وكلمات تسمع أو تخفض إراديا، حسبما جاء على لسان طارق تقية، في تصريحات لوكالة فرانس برس• الفيلم يستغرق 041 دقيقة، وفيه مشاهد طويلة أصر عليها المخرج في فيلمه وأوردها ليصور السفر والابتعاد في قلب بلد وفي عقل شخص يترك كل شيء ويرحل•