أبقى كريستوفر هيل المفاوض الأمريكي المكلف بالملف النووي الكوري الشمالي في ختام الزيارة التي قام بها إلى بيونغ يونغ على حالة الترقب بخصوص القبضة الحديدية التي ظهرت بشكل مفاجئ بين بلاده وكوريا الشمالية على خلفية استئناف الأولى لأنشطتها النووية. وغادر المفاوض الأمريكي العاصمة الكورية الشمالية بعد محادثات مكثفة أجراها طيلة ثلاثة أيام مع نظيره الكوري الشمالي وعدد من المسؤولين السامين في هذا البلد حاول خلالها إقناعهم بعدم تنفيذ بيونغ يونغ لتهديداتها بإعادة تشغيل منشآتها النووية. وقال هيل في ختام زيارته انه حقق نتائج جد ايجابية من خلال المحادثات التي أجراها مع مختلف المسؤولين الكوريين الشماليين بعد القبضة الحديدة التي ظهرت فجأة بين بيونغ يونغ وواشنطن مباشرة بعد إعلان الأولى على عدم تقيدها بنص الاتفاق المتوصل إليه العام الماضي وقرارها بإعادة تشغيل منشآتها النووية من جديد. ولكن المفاوض الأمريكي لم يكشف عن طبيعة المحادثات التي أجراها مع نظيره الكوري الشمالي كيم كوي غوان وما إذا كان قد تمكن من إقناع المسؤولين الكوريين بالعدول عن قرارهم باستئناف المفاوضات الخاصة بوقف تخصيب اليورانيوم أو القيام بعمليات تفتيش لمنشآتها. واكتفى المفاوض الأمريكي بالقول في ختام زيارته الحاسمة إلى بيونغ يونغ انه يفضل إجراء محادثات مع الأطراف الأخرى المعنية مباشرة بالمسألة النووية الكورية الشمالية. وكان كريستوفر هيل الذي يعتبر مهندس اتفاق الصيف الماضي حول الملف النووي الكوري الشمالي حل مساء أمس بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول عائدا من العاصمة الكورية الشمالية التي قضى بها ثلاثة أيام لإطلاع المسؤولين الكوريين الشماليين وأيضا المفاوض الياباني اكيتاكا صايكي عن نتائج محادثاته قبل توجهه إلى العاصمة الصينية بكين لعقد لقاء مع نظيره الصيني يو داي وي. يذكر أن المفاوض الأمريكي حل بالعاصمة بيونغ يونغ بدعوة من المسؤولين الكوريين الشماليين في مسعى لإنقاذ اتفاق السلام الموقع مع اللجنة السداسية في صيف العام الماضي والذي التزمت بمقتضاه السلطات الكورية الشمالية بوقف أنشطتها النووية مقابل حصولها على امتيازات تكنولوجية نووية ومساعدات مالية ضخمة مقابل توقفها عن تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية ولكن خلافات حادة حالت بعد عام منذ التوقيع على هذا الاتفاق دون تجسيده ميدانيا. وينص الاتفاق على قبول السلطات الكورية الشمالية بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها النووية وعدم الاعتراض على دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى منشآتها وأخذ عيينات للتأكد من عدم مخالفتها للمعايير الدولية للتفتيش والمراقبة. ولكن السلطات بيونغ يونغ اعترضت على مثل هذه الشروط وأكدت أن هذه النقاط التي يصر عليها الطرف الأمريكي لم يتضمنها الاتفاق الموقع ضمن مجموعة الستة المكلفة بالملف النووي الكوري الشمالي.