ردت منظمة الأممالمتحدة على الإجراءات التعسفية التي اتخذها المغرب ضد بعثتها من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" بغلق مكتبها للاتصال العسكري المتواجد بمدينة الداخلة المحتلة. وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأمين العام الاممي بان كي مون في تصريح صحافي امس أنه "تم يوم الاثنين نقل المراقبين الثلاثة الذين كانوا يعملون في مكتب الاتصال العسكري التابع لبعثة المينورسو إلى موقع أوسرد" الواقع في الجزء الغربي من الأراضي الصحراوية المحتلة من طرف المغرب. وأضاف أن منظمة الأممالمتحدة أغلقت هذا المكتب وسحبت 72 عضوا من التشكيلة المدنية للمينورسو لضمان أمن أعضائها الذين يتعرضون لضغط كبير في الأراضي الصحراوية المحتلة. وأشار حق إلى أن المكتب كان يشكل همزة الوصل الوحيدة بالنسبة للجيش المغربي فيما يخص المسائل المرتبطة بمراقبة وقف إطلاق النار ونشر دوريات بعثة المينورسو. مضيفا أن المكتب يعتبر أيضا نقطة إجلاء بالنسبة للتشكيلة العسكرية للبعثة وبغلقه أصبح الحوار بين المينورسو والجيش المغربي تقريبا مستحيلا. وهو ما جعل المسؤول الاممي يؤكد انه ما زال ينتظر موقفا حازما وواضحا من مجلس الأمن الدولي للرد على تجاوزات المغرب. وكان حق قد حذر قبل يومين من أن القرار المغربي بتقليص مكون البعثة الأممية ستكون له تداعيات ليس على المينورسو فحسب بل على بعثات حفظ السلام الأممية أيضا. وقال خلال لقائه الصحفي اليومي "كيف يمكننا ضمان استقرار بعثة أممية لحفظ السلام هذا ما ينبغي أن يدركه مجلس الأمن ونحن في انتظار رد فعله". وقد تمكنت بعثة المينورسو التي تم نشرها في الأراضي الصحراوية المحتلة منذ أكثر من ربع قرن لمراقبة وقف إطلاق النار من تحقيق نوع من الاستقرار والحد من التوترات وهي التي تتمثل مهمتا الرئيسية في تلبية المطالب المشروعة للشعب الصحراوي في تنظيم استفتاء لتقرير المصير يشمل كافة أراضي الصحراء الغربية.. يذكر أن مجلس الأمن الدولي الذي اجتمع يوم الاثنين الماضي في جلسة مغلقة للمرة الثالثة على التوالي لدراسة انعكاسات هذه الإجراءات على البعثة قد امتنع عن الإدلاء بأي تصريح بهذا الشأن. وكانت جبهة البوليزاريو قد وجهت نداء عاجلا إلى مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته باعتباره المسؤول الأول عن بعثة المينورسو وأشهدته على التوسع المغربي. وفي رسالة وجهها الرئيس الصحراوي لرئيس مجلس الأمن إسماعيل غاسبار مارتين حذر الطرف الصحراوي من إرادة قوة الاحتلال في تحويل المينورسو إلى أداة لحماية الاحتلال. وفي انتظار موقف حازم من مجلس الأمن إزاء التجاوزات المغربية أكدت المنظمة الدولية لدعم الصحراء الغربية بالمملكة المتحدة "واسترن صحرا اكسين فوروم" أن المغرب ليس له أي حق حول صلاحيات بعثات منظمة الأممالمتحدة في أقاليم لا سلطة له عليها وتمكينه من هذا الحق سيكون سابقة خطيرة. وجاء في بيان للمنظمة غير الحكومية انه "لا يمكن السماح للمغرب بإملاء صلاحيات بعثات السلام الأممية في الأقاليم التي ليست ملكا له وتمكينه من ذلك سيكون سابقة تهدد أولوية القانون الدولي في تقرير المصير ومبدأ السلامة الترابية". كما أعربت المنظمة عن "قلقها" إزاء رد الفعل المغربي بعد زيارة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة في بئر لحلو معتبرة أن المحتل ليس له أي حق على البعثات الأممية. كما اعتبرت المنظمة رد الفعل المغربي "إهانة كبيرة لشخص بان كي مون ولمجلس الأمن الدولي وحتى للقانون الدولي".