تراجع حجم استيراد اللحوم المجمدة خلال الأشهر الثمانية الماضية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث بلغ ما يقارب ال 40 ألف طن مقابل أزيد من 45 ألف طن في سنة 2007. وحسب مسؤول من الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين السيد محمد عليوي - الذي طالب الحكومة بتوقيف استيراد هذه اللحوم إلى غاية نهاية السنة، فإن هذا التراجع سببه عزوف العديد من الجزائريين في الفترة الأخيرة عن استهلاكه. وقد عاد المستوردون إلى تموين السوق باللحوم المجمدة مجددا، بعد تعليق الحكومة قرار الحظر بداية من الفاتح سبتمبر الذي تزامن مع بداية شهر رمضان المبارك هذا الأخير الذي كان الموالون يعولون عليه لتسويق أكبر عدد من رؤوس الأغنام المتوفرة لديهم. وحسب مصادر عليمة فإن الحكومة ابدت رغبتها في استيراد ما لا يقل عن 50 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة، لتلبية حاجيات السوق خلال رمضان الذي نعيش آخر اسبوع له. ولقد حاولت »المساء« الإطلاع على عملية الاستيراد بعد رفع قرار التجميد، حيث اتصلت بالعديد من الجهات المعنية بالقضية الا أنها لم تتمكن من ذلك فالجمارك وحسب مصدر عليم منها اكتفت بموافاتنا بحجم الاستيراد خلال فترة الأشهر الماضية الذي يبين تراجع حجم الاستيراد بأزيد من 5 آلاف طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2008 مقارنة بنفس الفترة من 2007 لكن حصيلة شهر سبتمبر لم تضبط بعد يضيف المصدر في حين لم يتسن للأمين العام لاتحاد الفلاحين إيفادنا بما اذا تم استيراد لحوم مجمدة بعد قرار رفع التجميد، ونفس الشيء بالنسبة للجنة الوطنية للحوم، المنضوية تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين. وأوضح الأمين العام لاتحاد الفلاحين السيد محمد عليوي ل » المساء« أن الجزائر تستورد عادة ما مقداره 6 آلاف طن شهريا، مضيفا أن مصالحه طالبت الحكومة بتوقيف استيراد لحم الأغنام المجمد الى غاية نهاية السنة. وأوضح المتحدث ان الظروف والأسباب التي أدت بالحكومة إلى تجميد عملية الاستيراد لاتزال قائمة بل ستزداد حدة وتدهورا مع الأسابيع والأشهر القادمة. وكان عدد هام من المستوردين قد سارع مع اقتراب انتهاء آجال تجميد استيراد اللحوم المجمدة، القرار الذي اتخذته الحكومة خلال ماي الماضي، إلى تقديم طلباتهم بمجرد أن اقترب تاريخ رفع الحظر على استيراد هذه المادة حتى يتمكنوا من إدخالها وتسويقها قبل أن يفوتهم شهر رمضان الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لتسويق أكبر كمية. كما تقدم هؤلاء المستوردون بطليات للخارج لاستيراد أطنان من لحوم الأغنام المجمدة لتمويل السوق الوطنية خلال شهر رمضان، تزامنا مع انتهاء أجال التجميد، حيث أكد احدهم وهو معروف في استيراد اللحوم والأسماك والمواد الغذائية المجمدة أن كل المستوردين كانوا ينتظرون نهاية الأشهر الثلاثة لمباشرة الاستيراد. وأشار المتحدث إلى أن عددا هائلا من الحاويات القادمة من مختلف الدول محملة بأطنان من اللحوم المجمدة كان من المنتظر أن تدخل السوق الجزائرية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان، لتلبية الطلب المتزايد على هذا النوع من اللحوم في رمضان والذي يغذيه الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار اللحوم الطازجة . وكان قرار رفع التجميد عن استيراد لحم الأغنام المجمدة قد أثار ولا يزال استياء الموالين ومعهم الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين الذي اعتبر على لسان أمينه العام السيد عليوي أن مرحلة الجفاف لم تنته بعد، بل ازدادت حدتها أكثر خلال موسم الصيف مقارنة بشهر مارس الفارط، مضيفا أن الحكومة مخيرة بين خيارين لا ثالث لهما إما تمديد أجال التجميد أو البحث عن سوق أجنبية لتسويق العدد الهائل من الأغنام التي لم يتمكن الموالون من تسويقها في الجزائر. وكانت الحكومة قد اتخذت قرار توقيف استيراد لحوم الأغنام يوم 10 ماي الماضي على خلفية الوضعية الصعبة التي كان يعاني منها هذا القطاع، كنقص تساقط الأمطار وندرة الكلأ التي كادت تودي بهلاك الماشية . وتشكل حاليا هذه الثروة الحيوانية أزيد من 20 مليون رأس لتسجل بذلك فائضا يقدر ب 3 مليون رأس من الغنم، حيث اقترح وزير الفلاحة والتنمية الريفية تصدير هذا الفائض إلى الخارج وفقا للمعطيات التي قدمها مؤخرا على هامش لقاء جمعه بالمدراء الجهويين والولائيين للتجارة ومسؤولي القطاع الفلاحي..