ستعرف أسعار اللحوم الحمراء انخفاضا لم يشهد له نظير ، خلال شهر أفريل كأقصى تقدير بموجب الإتفاقية التي سيوقعها وفد من مستوردي اللحوم الحمراء مع نظرائهم من دولة السودان في الأسابيع الأولى من شهر مارس الداخل، حيث ستعمل الإتفاقية على استقرار الأسعار على مدار السنة وستضع حدا للإضطرابات التي تشهدها هذه المادة الحيوية خاصة خلال المناسبات الدينية. وكشف، محمد عليوي، الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين أمس، في تصريح خص به "النهار"، عن زيارة مرتقبة لوفد من مستوردي اللحوم الحمراء في الجزائر، إلى العاصمة السودانية الخرطوم في الأسابيع الأولى من شهر مارس الداخل من أجل التوقيع على اتفاقية مع أطراف من اتحاد المزارعين السودانيين، يتم بموجبها استيراد اللحوم الحمراء الطازجة، اللحوم المجمدة ورؤوس الأغنام، بدعوة أن السودان تتوفر على ثروة حيوانية متنوعة تتكون من أزيد 147 مليون رأس. وأضاف عليوي، أن عمليات الإستيراد لن تتم مباشرتها، إلا بعد إخضاع الثروة الحيوانية المرشحة للإستيراد لفحوصات طبية من قبل المصالح البيطرية التابعة إلى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، لضمان سلامتها من الأمراض المعدية، كالحمى المالطية، اللسان الأزرق، الطاعون وغيرها من الأمراض الأخرى. وأرجع الأسباب التي كانت وراء الشروع في استيراد اللحوم الحمراء ورؤوس الأغنام من السودان، تعود إلى المفاوضات الحاصلة بين اتحاد المزارعين السودانيين الذي زار الجزائر خلال شهر جانفي المنصرم والإتحاد الوطني للفلاحين بدعوة من هذا الأخير. وتقدر، أسعار اللحوم الحمراء حاليا 800 دينار للكيلوغرام الواحد، وهي أسعار جد مرتفعة مقارنة بالثروة الحيوانية التي تتوفر عليها الجزائر والمحددة بأزيد من 20 مليون رأس، وعليه فإن هذا السعر سيعرف انخفاضا ويصل إلى 400 دينار خلال شهر أفريل المقبل ليكون بذلك في متناول فئة "زوالية الجزائر" المحرومة من تناول هذه المادة الحيوية في ظل السياسة غير المحكمة المنتهجة من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والحكومة أيضا، هذه الأخيرة التي تلعب دور الغائب الأكبر عن مراقبة السوق الوطنية. وقد بلغ حجم استيراد اللحوم الحمراء المجمدة منها والطازجة من كل من دول الأرجنتين، الأورغواي ونيوزرلندا المشكوك في طريقة ذبحها "جيفة"، أزيد من 93 مليون دولار، في الفترة الممتدة من جانفي إلى غاية سبتمبر المنصرم من 2009، مقابل 170 مليون دولار كحجم استيراد مسجل خلال 2008، حيث أنه وبموجب الشروع في تفعيل الإتفاقية التي من المنتظر أن توقع اتحاد المزارعين السودانيين في مارس الداخل، سيتم التقليص وبشكل كبير من استيراد اللحوم "جيفة" من الدول سالفة الذكر إلى أن يتم توقيف الإستيراد نهائيا مستقبلا.