كان موسى بسّة ضمن الفريق الوطني للثمانينات، وقد لعب أدوارا أساسية في صفوفه خلال حصول هذا الأخير على نتائج إيجابية في مختلف المنافسات الدولية التي شارك فيها. ظل بسّة ينشط على المستوى الدولي لمدة فاقت العشر سنوات، سمحت له بكسب تجربة يريد اليوم وضعها في خدمة الدراجة الجزائرية. تحدث بسة ل"المساء" بكثير من الحسرة والحزن عن وضعيته ووضعية زملائه الذين كانوا معه في التشكيلة الوطنية، ذاكرا منهم: مير والسبتي بن زين والإخوة لعقاب سيد أحمد والياس وداود وقصراوي وعبدي. قال؛ "نعيش كلنا عزلة تامة وليست لنا أية عضوية في النشاط الرسمي للهيئة الفيدرالية للفرع أو حتى على مستوى رابطاتها. اتصلت برئيس الاتحادية رشيد فزوين بغرض الحصول على منصب مدرب وطني في أي صنف يراه مناسبا لي، لكنه رفض طلبي وذهب إلى حد إجابتي بهذا الكلام؛ أنتم قدامى وأبطال على الطريقة الجزائرية ولا يمكنكم تقديم أي شيء للدراجة الجزائرية. اسألوه أين كان يمارس نشاطه الرياضي وفي أي اختصاص وكيف حط الرحال في رياضة الدراجات؟ نحن أبناء هذه الرياضة قدمنا الكثير لبلدنا في هذا المجال ولا يمكن لرشيد فزوين أن يمحو ماضينا المجيد في رياضة الدراجات. سِجلّنا الرياضي لا زال محفوظا في ذاكرة من تابعوا مشوارنا أثناء تواجدنا في صفوف الفريق الوطني الذي مثله أحسن تمثيل، منهم عبد القادر شعبان، بطل العالم في الدراجة العسكرية ولعقاب سيد أحمد الذي نال ألقابا إفريقية والسبتي بن الزين الذي يعد من بين أحسن الدراجين الذين أنجبتهم الجزائر منذ الاستقلال". أقولها بكل صراحة: "فزوين يخشى أن نأخذ مكانه في الاتحادية، ومن أجل هذا يجتهد دائما لعزلنا وتركنا بعيدا عن النشاط الرسمي للفرع". أثناء دورة الجزائر الأخيرة، لم يستدعنا كضيوف شرف لهذه المنافسة أو حتى لتوزيع قمصان الفائزين، لهذا، فإن رياضة الدراجة في الجزائر لا يمكنها أن تتقدم دون مشاركة أبطالها السابقين في تطويرها". وعن الهدف من إنشاء جمعية قدامى الدراجين، قال محدثنا بأن العزلة التي يعيشها هؤلاء الدراجون أجبرتهم على إنشاء هذه الجمعية التي يعتبرها منبرا حقيقيا لهم يمكنهم من خلالها الدفاع عن حقوقهم المهضومة وإسماع صوتهم للسلطات المكلفة بالقطاع الرياضي. وأضاف موسى بسة أن زملاءه لا يطلبون أكثر من رد الاعتبار لهم من خلال إشراكهم في تطوير الفرع. أما عن دورة الجزائر للدراجات في طبعتها الجديدة، فقال بسة؛ "توجد مغالطات كثيرة فيما يتعلق بالتسمية التي أعطيت لها"، وشرح ذلك بالقول: "نحن الدراجون القدامى نسمي دورة الجزائر الحالية بدورة الولايات أو المهرجان الرياضي. دورة الجزائر فقدت من شعبيتها ونفضل أن تتجه الاتحادية إلى اتباع المسلك القديم الذي كانت تمر به قافلة الدراجين الذين كانوا يقطعون ما بين 150 و170 كلم في مرحلة واحدة، وكنا نكتسب الكثير من التجارب في المقاومة والمثابرة، لأن المسالك الطويلة عادة ما يتم قطعها بالاعتماد على العمل الجماعي، لمّا يتعين تحقيق الفوز حسب الفرق. وتأسف محدثنا لغياب تضامن الاتحادية مع الدراجين الذين يتواجدون في وضعيات صعبة ويحتاجون إلى مساعدة مادية أو معنوية، وذكر في هذا الصدد أن مسيري الاتحادية لم يكترثوا لوضعه الصحي عندما أجرى عملية جراحية على مستوى الكليتين، قائلا بأنه لم يتلق المساندة من أي مسؤول في الهيئة الفيدرالية. شاشو (نائب رئيس سابق في الاتحادية): نحن ضحية قرار تعسفي تفادى العضو السابق في المكتب الفيدرالي للدراجات، السيد شاشو، الخوض في المسائل الحساسة الخاصة بالتسيير داخل الاتحادية، حيث قال بأنه لم يحن بعد الوقت للكشف عن بعضها. وفضل شاشو التطرق إلى قرار إقصائه هو وثلاثة من المسيرين من عضوية المكتب الفيدرالي، حيث أوضح قائلا: "فزوين اتخذ قرارا تعسفيا ضدنا، مدعيا أننا قمنا بالكشف عما تضمنه محضر اجتماع المكتب الفيدرالي في إحدى دوراته الأسبوعية. رشيد فزوين رفض الرد على اتصالاتنا أردنا إبراز أهمية هذا التحقيق حول وضعية الدراجين الدوليين القدامى، من خلال أخذ رأي رئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات رشيد فزوين، لكن مساعينا في سبيل الاتصال به باءت كلها بالفشل، حيث تنقلنا إلى مقر الهيئة الفيدرالية فلم نجده هناك، ثم حاولنا الاتصال به عبر الهاتف، لكن يبدو أنه لم يشأ الرد على مكالمتنا أو استقبالنا. على كل، ستظل صفحات الجريدة مفتوحة إذا أراد التوضيح أو الرد، لاسيما أن الدراجين والأبطال السابقين في رياضة الدراجات عازمون على إحياء هذه الرياضة وإعادة مجدها ومناشدة سلطة الإشراف التدخل والمساعدة "لإنقاذ" رياضة لها تاريخ حافل بالانتصارات والإنجازات والبطولات منذ ثورة التحرير. الدراجون يؤكدون عزمهم على التحرك ورفضهم للتهميش، لأن الأمر يعتبر واجبا وطنيا لا يمكن السكوت عنه.