حذّرت البروفيسور موفق نجاة رئيسة مصلحة الأمراض المعدية والأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الدكتور بن زرجب بوهران، من التزايد المستمر في حالة الإصابة بفقدان المناعة المكتسبة ببلادنا سنويا، حيث كشفت أن المصلحة تستقبل شهريا 60 حالة إصابة جديدة، فيما يخضع حاليا أزيد من 4 آلاف مصاب للعلاج، من بينها 250 طفلا من مختلف ولايات الجهة الغربية من الوطن، حيث تتصدر ولاية وهران قائمة الحالات، ثم تيارت، سيدي بالعباس، سعيدة، مستغانم وغليزان. جاء ذلك خلال الأسبوع التحسيسي المنظم من قبل ذات المؤسسة الاستشفائية حول "داء السيدا والتسممات الغذائية "، التي تدخل، حسب البروفسور موفق، في إطار استراتيجية وزارة الصحة، الداعية إلى توجيه القطاع نحو محاربة الأمراض الناجمة عن داء فقدان المناعة من أجل إرساء ولوج عالمي لخدمات الوقاية والتشخيص والعلاج والعلاجات الداعمة ذات الصلة بفيروس السيدا. كما دعت البروفيسور الموفق المواطنين إلى ضرورة الكشف الدوري عن هذا الداء القاتل، الذي يمكن للشخص أن يكون حاملا له، ولن تظهر عليه الأعراض إلا بعد عشر سنوات، وهو ما يجعله ينقل المرض إلى أشخاص آخرين؛ سواء عن طريق العلاقات الجنسية غير الآمنة أو عن طريق نقل الدم أو انتقاله من المرأة الحامل لجنينها. وتساهم الحملات التحسيسية المكثفة في التقليل من نسبة الإصابة بهذا الداء، لاسيما فئة الشباب باعتبارهم الشريحة الحساسة في المجتمع، قصد توعيتهم بمدى خطورة داء السيدا، الذي أضحى يتربص بحياة العديد من الأفراد، وبالتالي ينبغي تنبيههم بصفة مستمرة وجعلهم على دراية بكل الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذه الأنواع من الأمراض والطرق الأنجع للتصدي لها. وحسب البروفسور موفق دائما، فبالرغم من أنه لا يوجد أي علاج لهذا الداء إلى حد الساعة إلا أن العلاجات المضادة لفيروسات - الريترو تحسن شروط حياة حاملي الفيروس، وتمكنهم من الاستمرار في حياة منتجة، حيث سجلت ولاية وهران 36 حالة زواج بين مصابين بداء السيدا؛ نزولا عند رغبة بعض الأفراد الذين رفضوا التخلي عن الطرف الثاني بمجرد التعرض للعدوى، وعن طريق العلاج الثلاثي يتم الزواج وضمان عدم تنقّل الفيروس حتى للأولاد.وطالبت ذات المتحدثة الجهة المعنية بتخصيص لقاءات للشباب المقبلين على الزواج، كشرط قبل عقد القران، يكون في وقت مبكر يجمعهم بالأطباء المختصين للحصول على معلومات كافية بخصوص الكشف الطبي الواجب القيام به، للتأكد من سلامة الطرفين الصحية، قصد تفادي المشاكل الصحية التي قد يقع فيها الزوجان وأطفالهم مستقبلا.من جهته، كشف رئيس مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة والسكان بالولاية الدكتور بوخاري يوسف، عن تخصيص مديرية الصحة والسكان مع بداية موسم الاصطياف المقبل، حملات تحسيسية لفائدة المصطافين حول داء السيدا، كونها مقصدا للكثير من الشباب، والذين يُعدون الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، سيتم خلالها تقديم تدخلات من طرف مختصين. كما سيتم توزيع مطويات تحمل تعليمات حول كيفية تفادي الإصابة بهذا المرض المزمن، وذلك من أجل تطوير حس المسؤولية لدى هؤلاء لحمايتهم من الإصابة وتجنب تنقّل الفيروس وتوفير العلاج والدعم للأفراد المصابين به. للإشارة، فقد استفاد المواطنون الذين توافدوا أمس على مقر تواجد الحملة التحسيسية، من الكشف عن داء السيدا؛ حيث تلقوا نتائج آنية إلى جانب مطويات تضم الإجراءات الوقائية من الداء.