نظمت خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن دائرة باب الوادي بالتنسيق مع جمعية إطارات إعلام وتنشيط الشباب، أمس يوما تحسيسيا حول مرض فقدان المناعة، لفائدة متربصات مركز التكوين والتمهين لذات المنطقة، شدد المشاركون فيه على ضرورة التوعية بخطر هذا المرض طيلة أيام السنة، وألا يقتصر على اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا المصادف لأول ديسمبر من كل سنة. وأظهرت إحصائيات قدمت بالمناسبة، تسجيل 7381 حالة إصابة بالسيدا، و1234 حاملة للفيروس منذ اكتشاف أول حالة إصابة في الجزائر. ودعت رئيسة خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن دائرة باب الوادي، زكية جودي في تصريح ل«الشعب» إلى اعتماد خطة تحسيسية وإعلامية دائمة تهتم بكشف مخاطر داء فقدان المناعة، وألا تقتصر التوعية بخطر هذا الداء على يوم 1 ديسمبر وفقط، منبهة إلى ضرورة فتح باب الحوار لجميع شرائح المجتمع والحديث عن هذا المرض دون استحياء، لتفادي توسيع رقعة انتشاره بين الشباب لاسيما المدمنين منهم لأن الإصابة بهذا المرض مرتبطة كذلك بالإدمان على المخدرات. وسجلت ذات المسؤولة في هذا الصدد، رفض الكثيرين من حاملي فيروس السيدا أو المصابين بالداء التصريح بمرضهم، خوفا من النظرة الدونية للمجتمع، داعية إلى احترام هذه الفئة ومساعدتها على تخطي محنتها من خلال الاستماع لها، وتشجيعها على التصريح بمرضها لتجنب انتقاله إلى أناس آخرين. وحرصت جودي، في مداخلة ألقتها على فتيات مركز التكوين والتمهين لباب الوادي، على توضيح طرق انتقال فيروس الإيدز، مشيرة إلى أن هذا المرض لا ينتقل بممارسة العلاقة الجنسية كما يعتقد الكثيرون فقط، وإنما بإمكان الشخص أن يصاب به وهو عند طبيب الأسنان، أو أثناء عملية نقل الدم، منبهة الطالبات إلى ضرورة إجراء تحاليل دورية بالمستشفيات، وعدم الارتباط بأجنبي قبل التأكد من سلامته الصحية، مستعرضة في هذا الصدد حالات أصيبت بمرض السيدا بعد زواج من أجنبيات. وأشادت المسؤولة، بقانون الأسرة الجديد، الذي يلزم في أحد بنوده المقبلين على الزواج بإجراء تحاليل طبية قبل العقد، وهو ما يسمح باكتشاف الأمراض المعدية أو حالات إصابة بالفيروس غير ظاهرة. من جهته، أبرز محافظ الشرطة بأمن دائرة باب الوادي كريم قراط، أهمية تنظيم مثل هذه الأيام التحسيسية ودورها في توعية الشباب لاسيما المدمنين على المخدرات. وأشار قراط إلى أن خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لأمن المقاطعة الإدارية لباب الوادي، تتكفل بتوجيه الشباب المدمنين على المخدرات إلى مستشفى فرانس فانون بالبليدة لتلقي العلاج، على أن يقوم هذا الأخير بإخضاع هؤلاء إلى تحاليل طبية، تسمح بتحديد الحالات المصابة بالمرض أو الحاملة للفيروس. وسجل ذات المسؤول، ارتفاع عدد طالبي المساعدة من الخلية في السنوات الأخيرة بلغ إلى حوالي 50 شخصا في السنة، أغلبهم من المدمنين على المخدرات، كما تمكنت الخلية من اكتشاف حالات إدمان بالمتوسطات والثانويات ومراكز التكوين المهني عن طريق الأيام التحسيسية والتوعوية التي تنظمها، أو عن طريق توجيه مدمنين آخرين سبق وأن تلقوا مساعدة من هذه الخلية. واعتبر قراط، أن الإستراتيجية الجديدة التي سنتها المديرية العامة للأمن الوطني لاسيما تلك المتعلقة بالشرطة الجوارية، قد مكنت من استعادة ثقة الشباب في مصالح الأمن والتجاوب مع جميع النشاطات التحسيسية المنظمة على مستوى المقاطعة. جدير بالذكر، أن اليوم التحسيسي حول مكافحة مرض فقدان المناعة فتح النقاش حول داء العصر، بمشاركة أفراد من الشرطة، أطباء مختصين نفسانيين وأئمة، كما تم بالمناسبة توزيع مطويات، وعرض فيلم وثائقي يحسس بخطر هذا الداء، ويظهر طرق الوقاية منه.