شرع وفد من الكونغرس الأمريكي ابتداء من أمس في زيارة تدوم خمسة أيام إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين يطلعون خلالها عن قرب على حقيقة الوضع لشعب اضطر إلى العيش في الملاجئ عنوة بعدما أنكرت عليه دولة جارة حقه في تقرير مصيره. وأكدت "مؤسسة منتدى الدفاع" وهي منظمة أمريكية غير حكومية المبادرة بتنظيم هذه الزيارة أن الوفد الأمريكي يتكون من عدة مستشارين ونواب ديمقراطيين وجمهوريين أعضاء من مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأمريكيين. وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها لممثلين عن البرلمان الأمريكي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين حيث سبق وجرت زيارة أولى منتصف شهر جانفي الماضي، أعرب خلالها أعضاء الوفد الأمريكي عن دعمهم لحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير كما عبروا عن رفضهم لسياسة الاستعمار التي ينتهجها المغرب. وتأتي هذه الزيارة المساندة للشعب الصحراوي بعد أن وصل صوت القضية الصحراوية العادلة وانتهاكات حقوق الإنسان المغربية في الصحراء الغربية إلى قبة الكونغرس الأمريكي، حيث تم ولأول مرة في تاريخه شهر مارس الماضي عقد جلسة خاصة حول الصحراء الغربية. وكان توم لانتوس عضو الكونغرس الأمريكي قد نظم الجلسة في إطار لجنة حقوق الإنسان بما جعل تلك الجلسة غير المسبوقة بمثابة محاكمة حقيقية لسياسة المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة. وحاول نظام المخزن من خلال تكثيف نشاط لوبياته الحيلولة دون نقل ذلك النقاش على مستوى هذه الهيئة الهامة التي لها تأثير كبير على الحياة السياسية الأمريكية. وهو ما جعل المتضامنين مع القضية الصحراوية يؤكدون أن عقد تلك الجلسة شكل في حد ذاته إنجازا كونها نجحت في استمالة العديد من أعضاء الكونغرس ومنظمات غير حكومية وهيئات دولية لصالح قضية الصحراء الغربية. كما تجند مؤخرا المجتمع المدني الأمريكي ممثلا بمنظمات غير حكومية للتنديد بالانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من قبل المغرب. وكانت مؤسسة كينيدي قد أحصت شهر مارس الماضي تلك الانتهاكات في تقرير موثق اظهر انتهاكات خطيرة اقترفتها قوات الأمن المغربية ضد السكان الصحراويين في الفترة الممتدة بين شهر جويلية وديسمبر 2015. كما تأتي زيارة الوفد الأمريكي إلى مخيمات اللاجئين في الوقت الذي لا تزال فيه الأممالمتحدة تنتظر عودة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" إلى عملها بمدينة العيون المحتلة. وكان المغرب عمد إلى تفكيك المكون المدني لبعثة المينورسو من خلال إجراءات انتقامية ردا على تصريح الأمين العام الأممي بان كي مون حول احتلال الصحراء الغربية.