تعتبر الآنسة راضية فرتول إحدى اللاعبات الأوائل التي انضمت إلى الفريق الوطني كبريات لكرة القدم النسوية، حيث لعبت رفقة نعيمة لعوادي، المدربة الحالية لفريق وسط الجزائر وصبرينة دلهوم وعايس وفريدة فتحان وآمال بولفلفل وفتيحة بغدادي وسهيلي. نالت فرتول مع الفريق الوطني لقب الكأس العربية في القاهرة سنة 2006 واحتلت معه المركز الثالث في الألعاب الإفريقية بالموزمبيق (2011)، إلى جانب المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2014 بناميبيا. وقطعت راضية فرتول أشواطا طويلة في هذه الرياضة كلاعبة ومدرّبة قبل أن تصبح عضوا في المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مكلفة بلجنة تطوير كرة القدم النسوية عبر التراب الوطني. وتقول فرتول عن تجربتها: "كنت من بين مؤسسي فريق فتيات وئام قسنطينة لكرة القدم النسوية سنة 2004، لم يكن من السهل تكوين فريق نسوي في مدينة محافظة على تقاليدها العريقة، لكن توصلنا إلى إقناع بعض العائلات بالسماح لبناتهن بممارسة كرة القدم بعدما اكتشفت الدور التربوي والأخلاقي الذي يقوم به النادي. كانت المتوسطات والثانويات التعليمية تشكل بالنسبة للنادي الوجهة المفضلة لجلب اللاعبات. وشيئا فشيئا، أصبح فريق فتيات وئام قسنطينة يشارك في البطولة والكأس، وكانت بداية التتويجات بفريق أقل من 20 سنة الذي فاز بلقب البطولة سنتي 2011 و2013، بعدها وصل فريق الكبريات ست مرات إلى نهائي كأس الجزائر وجاء في المركز الثاني لبطولة موسم 2015 / 2016، حيث خسر في المباراة الفاصلة أمام فريق آفاق غيلزان. ولدى الفئات الأخرى، وصل فريق قسنطينة (أقل من 17 سنة) إلى نهائي كأس الجزائر ونال لقب البطولة. وآخر تتويج للنادي كان مع فريق أقل من 20 سنة الذي فاز بلقب بطولة الموسم الذي انتهى. وأصبح فريق فتيات وئام قسنطينة خزانا حقيقيا للفريق الوطني في فئة الكبريات وفي فئة أقل من 17 و20 سنة. ورغم كل النتائج الإيجابية التي سجلها والدور الكبير الذي يقوم به لتطوير كرة القدم النسوية عبر الولاية، إلا أن فريق فتيات وئام قسنطينة يعاني من مشاكل عديدة تعيق مهمته، بل تهدد النادي بالتوقف عن نشاطه، على حد تعبير الآنسة فرتول التي قالت في هذا الشأن: "هناك تعليمات رسمية تؤكد على ضرورة تقديم مختلف المساعدات للنادي الذي يقوم بالتكوين ويسجل نتائج إيجابية في مختلف المنافسات الوطنية ويحوز على لاعبات دوليات، لكن فريق فتيات وئام قسنطينة لم تصله مساعدات كبيرة من السلطات الولائية لقسنطينة، وتضيف؛ تصلنا فقط إعانات ضئيلة من الصندوق والمجلس الولائي. حاليا نسيّر النادي بفضل الميزانية التي تخصصها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لكل نوادي كرة القدم النسوية عبر التراب الوطني، لكنها غير كافية. نقوم بصرف أكثر من مائتي مليون سنويا في تنقل فرقنا للمشاركة في مختلف المنافسات وخمسين مليون لاقتناء الألبسة الرياضية. أظن أن مديرية الشباب والرياضة والصندوق الولائي مقصران اتجاه النادي الذي نسيره، عكس ما يفعله مع أندية أخرى لها سجل رياضي ضعيف مقارنة بما تسجله فرقنا طيلة الموسم، لذا نطالب بأن تعيد الهيئات المعنية هذه المساعدات والنظر في كيفية تقديمها وأن تأخذ بعين الاعتبار النتائج التي يسجلها كل ناد في الموسم، مع مراعاة أيضا مجال التكوين الذي يعد في نظرنا أساس التقييم لدى هذه الهيئات، عندما يحين تقديم المساعدات المالية للنوادي". وعبرت محدّثتنا عن خشيتها من أن تزداد مصاعب التسيير في النادي بعد أن تقرر "الفاف" قطع مساعداتها المالية لأندية كرة القدم النسوية في نهاية السنة الجارية، حيث أن دفع الميزانيات لهذه الأخيرة ستتكفل به تلقائيا وزارة الشباب والرياضة بعد اتفاق مع اتحادية كرة القدم. ومن المنتظر أن تقوم الوصية بتكليف الصندوق الوطني لكرة القدم هواة بهدف تقديم ميزانية النوادي النسوية لكرة القدم السنوية". لكن الآنسة فرتول تخشى أن تكون هذه الميزانية ضئيلة ولن تحل مشكل تسيير هذه الأندية. الحل بالنسبة للمسؤولة عن النادي القسنطيني هو أن تطبق الهيئات المعنية القانون في مجال توزيع المساعدات المالية على الأندية.