حالة من التحفظ والترقب تسود أجواء أوبرا الجزائر التي بعد أن كان من المقرر أن تفتح أبوابها بمناسبة عيد الاستقلال، ها هي الأمور تتأجل إلى تاريخ لاحق قد يكون حسب بعض الأصداء التي رصدتها "المساء" يوم الفاتح من نوفمبر الذي يتزامن مع الاحتفال بالعيد الثاني والستين للثورة المظفرة. فلا مدير الأوبرا السيد نور الدين سعودي ولا حتى وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، أفصحا عن تاريخ افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير وأوكلا الأمر إلى السلطات العليا. بالمقابل يُنتظر إصدار مراسيم تنفيذية حول إدماج مؤسسات الأوركسترا السمفونية الوطنية والبالي الوطني والجوق الوطني الأندلسي تحت راية أوبرا الجزائر، وهو ما كشف عنه كل من مدير الأوبرا وكذا مدير الجوق الأندلسي، في حين رفض مدير الاوركسترا بوعزارة ومديرة البالي ناموس، تأكيد هذا الخبر، بحجة عدم تلقيهما أي تعليمة رسمية. هذا في ظل مخاوف من صعوبة مهمة المدير في تسيير هيئات متنوعة بإدارات مختلفة رغم تأكيد هذا الأخير على عدم وجود أي تضارب في عمل هذه الجهات الثلاث التي ستشكل ثلاثة أقسام وكل هيئة لديها مسؤولها المباشر. وتظل أوبرا الجزائر، تنتظر ميعاد افتتاحها الرسمي وهي التي تمثل هبة من الصينيين بقيمة 30مليون يورو،وتتربع على مساحة 1800 متر مربع، كما تتّسع قاعة عرضها لما لا يقل عن 1400 شخص. فهل سترى الأوبرا، النور قريبا، وهي التي قال عنها الوزير أنها لاتزال تنقصها بعض الرتوشات حينما تم تعيين مديرها مطلع السنة الماضية؟. رحماوي يؤكد، وبوعزارة وناموس ينتظران المرسوم: دمج البالي والأوركسترا والجوق الأندلسي تحت لواء أوبرا الجزائر رفض كل من السيد بوعزارة عبد القادر مدير الأوركسترا السمفونية الوطنية والسيدة فاطمة الزهراء ناموس مديرة البالي الوطني، الإدلاء بأي تصريح ل "المساء" حول حقيقة إدماج مؤسستيهما تحت لواء أوبرا الجزائر، معللين ذلك بعدم تلقّيهما أي معلومات رسمية حول الموضوع. في حين قال السيد عيسى رحماوي مدير الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية، إنه سيتم إدماج الأوركسترا والبالي والجوق في الأوبرا، كما أنه من الممكن جدا إصدار مراسيم تنفيذية في هذا الشأن، في هذا السياق، قال السيد بوعزارة ل "المساء" إن حالة من الغموض تسود شأن الأوبرا، وإنه لم يتلقّ أي معلومات بشأن طبيعة مشاركة الأوركسترا الوطنية، كما أنه لا يملك أي فكرة حول تاريخ افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير. بينما أعلنت السيدة ناموس في حديثها إلى "المساء"، عن تحضير البالي لإحياء السهرة الثانية لافتتاح الأوبرا؛ من خلال تقديم آخر عروضها، مثل عرض "الجزائر حريتي"، وعرض آخر من نوع الفلكلور بعنوان "رحلة إلى الجزائر"، تُقدم فيه رقصات تقليدية. بالمقابل، طالبت المتحدثة بعدم تصديق الأقاويل التي تحوم حول الأوبرا، وقالت إنها تلقت فقط تعليمات حول التحضير لإحياء السهرة الثانية لافتتاح الأوبرا ليس إلا. من جهته، قال السيد رحماوي مدير الجوق الوطني الأندلسي، إن سبب تأجيل افتتاح الأوبرا التي كان من المقرر فتحها يوم الخامس من جويلية الجاري، يعود إلى تزامن هذا التاريخ مع الشهر الفضيل، ليضيف أن هذا الصرح الثقافي الذي أُنجز بناء على جودة العلاقات بين الجزائر والصين، بيد السلطات العليا للبلد، ليكشف عن إحياء الجوق الوطني الأندلسي المشكَّل من مدرسة الصنعة بالجزائر ومدرسة المالوف بقسنطينة ومدرسة الغرناطي بتلمسان، السهرة الثالثة لافتتاح الأوبرا، حيث سيقدّم برنامجا ثريا يدوم ساعتين. أما عن قضية إدماج المؤسسات الثلاث في مؤسسة الأوبرا فقال رحماوي إن ذلك يرجع إلى توجهات الحكومة الجزائرية منذ مطلع السنة الجارية في تطبيق سياسة ترشيد النفقات، وكذا في إطار تجسيدها مخططا يلائم التوجه الاقتصادي الجديد للبلد، مضيفا أنه تم دمج البالي والأوركسترا والجوق تحت لواء أوبرا الجزائر، لأنها تهدف كلها إلى الحفاظ على التراث الجزائري. كما سيتم في الأفق القريب، إصدار مراسيم تنفيذية حول هذا الإدماج.