تواصل الأوركسترا السيمفونية الوطنية إحياء سهرات الجزائر الفنية، حيث يكون جمهور العاصمة، يومي الثلاثاء والأربعاء بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي على موعد مع العرض الأوبرالي الضخم «دون جيوفاني» للموسيقار العالمي موزار، بقيادة المايسترو أمين قويدر، وذلك تحت رعاية وزيرة الثقافة نادية لعبيدي. أكّد مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، عبد القادر بوعزارة، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الأوركسترا، أنه بعد غياب لأكثر من 10 سنوات تعود الأوركسترا السيمفونية الوطنية، لتقدّم هذا النوع من الفنون، وهي الأوبرا ذات البعد الإنساني لرفع الذوق العام لدى الجمهور الجزائري، الذي اثبت عبر مختلف الحفلات التي تقوم بها الأوركسترا السيمفونية الوطنية دوريا، أنه بحاجة لمثل هذه العروض الضخمة والراقية. وأضاف بأن السبب الآخر والمهم لهذا العمل الفني الكبير، هو أن الجزائر على مقربة من افتتاح دار أوبرا الجزائر بأولاد فايت، والتي ستكون دعامة أخرى لهذا النوع الموسيقي، خاصة أن دار الأوبرا كانت ثمرة التعاون الرسمي بين الجزائر والصين، حيث قدمتها هذه الأخيرة كهبة للجزائر، بعد أن لاحظ الصينيون شغف الجمهور الجزائري الكبير بالموسيقى السيمفونية وتعطشه لها، مشيرا في سياق حديثه أن دار أوبرا الجزائر ما هي إلا لبنة أولية لإنجازات أخرى ستوسع من انتشار هذا النوع الموسيقي، حيث تعتبر مثل هذه الفعاليات عودة قوية للفنون بصفة عامة وبالأخص الغناء الأوبرالي. وعن العرض الأوبرالي «دون جيوفاني» للموسيقار العالمي موزار، قال بوعزارة إنه يمكن اعتباره من أهم الأعمال الفنية الكبرى على مرّ التاريخ، والذي سيتم تجسيده على خشبة المسرح الوطني بقيادة المايسترو أمين قويدر مع موسيقي الأوركسترا السيمفونية الوطنية، ومغني أوبرا من فرنسا، والذي استعملت فيه كل متطلبات العمل الأوبرالي من اكسيسوارات سواء من لباس، ماكياج، وحتى الإخراج الذي يعود للفرنسي «نيكولا ريغاس». كما صرح عبد القادر بوعزارة أن «أوبرا دون جيوفاني المعروفة عالميا تنتسب لمسرح موليير، والذي يصدم هو طابعها الهزلي المغطي لموضوعها الجدي المنتهي بنهاية مأساوية، تحمل بين طياتها دعوة الإنسان إلى تحمل مسؤوليته، وكذا دعوته إلى الغوص في حرية اختياراته مهما كلّفه الأمر»، معتبرا هذا النوع من الإبداع يضع المتفرج على تماس مباشر مع الفكرة، كما أنه عمل لا يفتأ يداعب خيال الكثيرين من أهل الفن والإبداع سواء من موسيقيين أو مسرحيين. والهدف من هذا العرض الأوبرالي حسب مدير الأوركسترا هو إهداء للجمهور الجزائري عملا عالي الجودة وباحترافية كبيرة، تعكس المستوى الذي وصلت إليه الأوركسترا السيمفونية الوطنية، وبفضل أيضا رجال الإعلام يقول «والذين كنتم معنا منذ بداية تحدي مؤسسة الأوركسترا السيمفونية الوطنية وإلى اليوم، حيث استطعنا سوية المساهمة في صناعة جمهور ذواق يبحث دائما عن الأفضل». للإشارة «دون جيوفاني» عمل فني يتحدّث عن زير نساء اسمه «دون جيوفاني» الذي يقيم في واحدة من مدن إسبانيا، ويمضي وقته يتنقل من مغامرة إلى أخرى، ومن موقف الخطر الذي تعرض له عندما قام بمغازلة Donna Anna التي ترفضه، ثم يتولى أبوها مطاردته، ويدعوه إلى مبارزة، يقتل على إثرها الأب فيجد دون جيوفاني نفسه في مأزق يهدّد وجوده ناهيك عن سمعته ومكانته، غير أن هذا لا يرده عن متابعة مغامراته، إلى أن ينتهي أمره على يد والد Donna الذي قتله رغم أنه أصبح مجرد تمثال من حجر.