طالب محمد مشرارة، الرئيس السابق للرابطة الوطنية الاحترافية، السلطات الرياضية وهيئاتها المكلفة بتسيير كرة القدم بالتحرك عاجلا؛ من أجل وضع حد - كما قال - للفوضى القائمة في سوق انتدابات اللاعبين في الأندية المحترفة. وأكد مشرارة في تصريح ل "المساء"، أنّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية الاحترافية تأخّرتا كثيرا في وضع حدّ للضبابية التي تحوم حول تنقّل اللاعبين بين الأندية، لافتا إلى أنّ هذه الأخيرة ضربت عرض الحائط القانون الصادر عن الفاف منذ سنتين، والذي يلزم النوادي بإشراك سبعة لاعين من فئة الآمال في بطولة فئة الأكابر. "اليوم أندية الرابطة الأولى والثانية انكشف أمرها؛ فهي لا تولي أي اهتمام بمجال التكوين، ولا يمكنها التستر وراء أي حجة لتبرير غياب اهتمامها بهذا الجانب. كيف يمكن لهذه الأندية تطبيق تعليمات الفاف مادامت قامت باستقدامات قياسية، ستشكل، لا محالة، سدّا منيعا أمام رغبة لاعبي فئة الآمال في المشاركة في منافسة فئة الأكابر؟ أندية مثل اتحاد بلعباس، شباب باتنة وسريع غيلزان عجزت، إلى حد الآن، عن تسديد ديونها تجاه لاعبيها السابقين، ولا يمكنها أن تشارك في البطولة مادامت لم تقم بهذا الإجراء الضروري. أظنّ أنّ وصول الأندية إلى توظيف 12 لاعبا لا يمكن وصفه سوى بالجنون، وهو تصرف يبين بوضوح، أن هذه الأخيرة ضربت عرض الحائط تعليمات الهيئات الكروية المكلفة بتسيير منافسة الرابطتين الأولى والثانية". وأضاف محدثنا أنّه متأسف جدا لغياب نظرة مستقبلية لتطور كرة القدم لدى الفاف والرابطة الوطنية الاحترافية، مطالبا هاتين الهيئتين بسنّ قوانين جديدة تنظم أمور هذه الرياضة، وتجعل، بشكل خاص، حدّا لهيمنة الأندية على سوق تحويل واستقدام اللاعبين قبل انطلاق الموسم أو خلال مرحلة الميركاتو. محدّثنا عبّر عن مخاوفه من تراجع مستوى الكرة الجزائرية في ظل عدم انشغال الأندية بمجال التكوين، مستدلا في ذلك بعدم بروز مواهب شابة يمكنها اللعب في المستقبل ضمن صفوف مختلف المنتخبات الوطنية. وتابع قائلا إنّه لا يمكن الاعتقاد بأن تشكيل المنتخب الوطني الأولمبي المتأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو، نتاجُ عمل قاعدي في الأندية، بل هو نتيجة العمل الكبير والدؤوب الذي خضعت له عناصر هذا المنتخب في أكاديمية الفاف، حيث إنّ ظروف العمل متوفرة بامتياز. وخلص مشرارة إلى قول إنّه لا يمكن الاعتماد إلى الأبد على لاعبينا المحترفين في الخارج، بل لا بدّ من الاعتماد على لاعبين من خرّيجي المدرسة الجزائرية مثلما هو معمول به في تونس والمغرب.