محمد مشرارة "قانون منع اللاعبين الأجانب فرضته ظروف استثنائية" "بطولة الأقل من 20 سنة تجربة ناجحة ومشجعة" بابتسامة عريضة استقبلنا رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم ونائب رئيس الفاف، الحاج محمد مشرارة، في مكتبه بمقر الرابطة الجديد بدالي إبراهيم، حيث كشف لنا أنه تم تمديد تاريخ آجال بطولة القسم الأول إلى غاية نهاية شهر ماي القادم بعدما كان مقررا أن تنتهي في الخامس عشر من ذات الشهر. كما أكد المسؤول الأول في الرابطة أن 15 أفريل سيكوت تاريخ إجراء آخر مباراة متخلفة من البطولة * هذا الحوار يؤكد أن دخول الجزائر عالم الاحتراف أمر لا مفر منه، معتبرا أنه السبيل الوحيد لإنقاذ كرة القدم والرفع من مستوى أنديتنا. * * أولا، مبروك المقر الجديد.. * - شكرا لك * * لو تسمح لي سيدي، سنبدأ حديثنا من موعد انتهاء البطولة الوطنية الذي يبدو أنه تم تمديده.. لماذا؟ * فعلا، كان من المفروض أن تنتهي بطولة القسم الوطني الأول في 15 ماي القادم، وهذا تماشيا مع توصيات الاتحادية الدولية (الفيفا) التي أرادت بذلك فسح المجال أمام المنتخبات من أجل التحضير للمونديال، لكن للأسف أجبرنا على إعادة النظر في هذا التاريخ وتم تغييره إلى غاية نهاية شهر ماي القادم، وهذا بسبب كثافة المنافسة وكثرة المباريات المتأخرة. * * * وهل بإمكانكم احترام هذا التاريخ بالنظر لعدد اللقاءات المتأخرة المتبقية، خاصة لفريق وفاق سطيف؟ * لقد ضبطنا البرنامج بكيفية يمكن إنهاء البطولة في الوقت المحدد، حيث لعبت هذا الأسبوع ثلاث لقاءات، في انتظار اللقائين المبرمجين هذا الأسبوع بين شباب بلوزداد ووفاق سطيف واتحاد الحراش ومولودية الجزائر. بعدها يبقى لدينا تقريبا ثمانية أسابيع تكفي لإجراء كل الجولات المتبقية بما فيها اللقاءات المتأخرة وحتى منافسة كأس الجمهورية ولقاءات كأس إفريقيا للأندية المعنية بذلك، وإذا سارت الأمور كما ينبغي فإنه بعد تاريخ 15 أفريل لن تبقى هناك أي مباراة متأخرة. * * لكن هناك أيضا مباراة العودة للمنتخب الوطني للمحليين الذي قد يجبركم على تأجيل بعض اللقاءات.. أليس كذلك؟ * كما قلت لك ركزنا في شهر أفريل على إنهاء مسألة اللقاءات المتأخرة، وإلى غاية الجولة ال 31 من عمر البطولة لا يوجد أي إشكال بعدها فإن مباريات البطولة المتبقية ستلعب بدون اللاعبين الدوليين بسبب تحضيرات المنتخب الوطني للمونديال ولا أعتقد أن ذلك سيعيق الفرق طالما عدد اللاعبين المحليين المعنيين بالمونديال ليس كبيرا. * * هناك بعض رؤساء الفرق انتقدوا قضية منع جلب اللاعبين الأفارقة في البطولة الوطنية.. هل هناك نية إعادة النظر في هذه المسألة؟ * أولا أريد أن أوضح بأن الإشكالية التي كانت قائمة تتمثل في الوضعية غير اللائقة للكثير من هؤلاء اللاعبين الأفارقة وكيفية التعامل معهم من طرف الكثير من الفرق التي لا تحترم القوانين المعمول بها في علاقاتها بهؤلاء اللاعبين، وهو ما دفع معظمهم لرفع شكاوى ضد الفرق الجزائرية على مستوى الفيفا، بسبب عدم تسديد مستحقاتهم المالية، وتقريبا كل الفرق اصبح لديها مشاكل من هذا النوع، لذلك قررنا وضع حد لذلك ومنع جلب اللاعبين الأفارقة. وبعد تنسوية كل النزاعات الموجودة سنرى بعدها إمكانية إعادة النظر في جلب هذه الفئة من اللاعبين في بطولتنا. * * لقد ذكرتم مؤخرا عبر موقع الرابطة الإلكتروني، جميع أندية القسمين الأول والثاني بضرورة مضاعفة الجهد لإشراك فئة الشبان مع الأكابر.. هل أنتم راضون عن ذلك؟ * رغم النتائج التي تبقى موجودة فإن النتائج مشجعة للغاية، وعلى الفرق بذل مجهودات إضافية. * * وما هو تقييمك لتجربة بطولة فئة أقل من 20 سنة؟ * أعتبر أن هذه التجربة كانت رائعة، فلأول مرة منذ 30 سنة أصبح لدينا بطولة خاصة بهذه الفئة وشبان يلعبون 34 مباراة في الموسم، إنه أمر لم يكن موجودا في السابق، نتمنى فقط أن تعتني الفرق أكثر بهذه الفئة. * * لكنهم لا يلعبون في افتتاح مباريات الأكابر مثلما كان مقررا؟ * هذا صحيح، لكن العبرة بعدد اللقاءات التي أصبحوا يلعبونها طيلة الموسم، أما أن يلعبوا في افتتاح مباريات الأكابر فذاك مرتبط بنقص الهياكل الرياضية، حيث أن عدد الملاعب الموجودة لا يكفي لبرمجة مبارياتهم في نفس الملعب مع الأكابر. وهذا ليس ذنب الفرق طبعا وحتى في فصل الشتاء الملاعب المعشوشبة طبيعيا لا يمكن أن تتحمل ذلك أيضا. * * الحديث عن هذه الفئة يجرنا للحديث عن فئة أقل من 23 سنة.. ألا تفكرون في إنشاء بطولة خاصة بها؟ * كنا نتمنى فعلا لو كانت هناك بطولة خاصة بهذه الفئة، لكن كما سبق وذكرته نقص الملاعب هو العائق، بالإضافة إلى عدم قدرة الفرق تحمل نفقات فئة أخرى على عاتقها من لباس، أكل ونقل فالوضعية المالية لفرقنا لا تسمح بذلك. * * علمنا أن مدرب المنتخب الأولمبي عبد الحق بن شيخة إشتكى بدوره من هذه النقطة، خاصة وأنه يحضر المنتخب للألعاب الأولمبية؟ * حقيقة توجد الألعاب الأولميية 2012 من أهدافنا وكذا كأس إفريقيا 2013 لأقل من 20 سنة التي ستحتضنها الجزائر، لذلك وفرت الفاف كل الإمكانات لهؤلاء الشبان من أجل الرفع من مستواهم، لكن فيما يخص المدرب بن شيخة أظن أنه يتابع لاعبيه ولديه كل المعلومات الضرورية بفضل التنسيق الذي يقوم به مع جميع الفرق الوطنية. * * كلام كثير قيل عن تطبيق الاحتراف في الجزائر.. هل تستطيع أن تشرح لنا نوع الاحتراف الذي من الممكن تطبيقه عندنا؟ * أولا، لا يوجد أنواع من الاحتراف، فهو نفسه في أي بطولة كانت، والاختلاف يتمثل في الإمكانات فقط، ثم بين نوادي هاوية وأخرى محترفة، فالأندية الهاوية مثلما هو موجود عندنا تقوم بما تستطيع تحقيقه من أهداف ولا تبحث عن الربح، بينما الفرق المحترفة فهي بمثابة مؤسسات اقتصادية أو تجارية تبحث عن تحقيق الفائدة ولديها أهداف يجب أن تصل إليها، وأعتقد أن الوسيلة الوحيدة لإنقاذ فرقنا وكرتنا هو دخول عالم الاحتراف. * * وهل تعتقد أن فرقنا جاهزة لتتحول إلى فرق محترفة؟ * فرقنا أصبحت تهتم فقط بكرة القدم وما بقي لها إلا التحول إلى فرق محترفة من خلال التحول إلى مؤسسات تجارية لديها سجل تجاري وما تتطلبه أية مؤسسة اقتصادية عادية، ثم أن تطبيق الاحتراف لن يتم إلا عبر مراحل مدروسة وفق توفير بعض الشروط اللازمة التي ينص عليها دفتر شروط الفيفا. * * نفهم أن تطبيق الاحتراف عندنا سيتم تدريجيا عبر مراحل؟ * بطبيعة الحال، فلا يمكن للفرق عندنا أن تستجيب حاليا لكل ما ينص عليه دفتر الشروط، لذلك من الضروري أن نعطي الأندية فترة لتتأقلم مع دفتر الشروط، فمثلا لا يمكن أن نجبر الفرق على توفير مراحيض خاصة بالنساء في كل ملاعبنا، فهذا أمر غير ممكن في الوقت الراهن، بالمقابل يمكن إجبار الفرق على تعيين ملحق صحفي أو عون مكلف بالأمن. * * .. ومتى سنرى أول بطولة محترفة في الجزائر؟ * في البداية سننشىء رابطة احترافية لتسيير هذه البطولة، ثم تنظم إليها الأندية التي تتحول إلى مؤسسات تجارية رياضية ولديها الاعتماد وفق دفتر الشروط الذي يتم إعداده لهذا الغرض. وإذا كانت هناك 10 فرق ستنطلق البطولة الاحترافية مباشرة، وبإمكان الفرق الأخرى الالتحاق تباعا ويمكن أن تلعب هذه البطولة لثلاث سنوات بدون سقوط أو صعود. * * وما مصير الفرق الأخرى التي تبقى هاوية؟ * تبقى الفرق الأخرى تابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم خاصة بالفرق الهاوية مثلما هو معمول به في فرنسا عندهم ما يسمى (CFA). * وعلى كل فإن الملف موجود حاليا قيد الدراسة على مستوى مصالح وزارة الشباب والرياضة، وكما سبق ذكره سيتم تحوير دفتر الشوط وتخفيفه نوعا ما حتى نعطي الفرق القدرة على الاستجابة له.