يتكرر سيناريو إنتاج الطماطم الصناعية كل موسم وذلك إما لكميات الإنتاج الكبيرة التي يصعب على الفلاحين تصريفها وإما للمشاكل التي واجهها المحولون، وإن كانت كل تلك العواقف وجدت لها حلولا خلال السنوات الماضية من خلال إجراءات تحفيزية من طرف وزارة الفلاحة، إلا أن واقح الحال بالنسبة لمنتجي ولاية قالمة التي احتلت لعدة سنوات المرتب الأولى وطنيا مازالت تتخبط في معضلة تصريف المنتوج الوفير، والذي تجسد في تلاك الطوابير اللامتناهية أمام ثلاث وحدات للتحويل فقط. وهو الأمر الذي يستدعي حسب المختصين إلى ضرورة إعادة النظر في الموضوع خصوصا في جانبه المتعلق بتشجيع إقامة استثمارات جديدة في الميدان. وقد وقفت "المساء على واقع القطاع الفلاحي بولاية قالمة في هذا الموضوع من اجل تسليط الضوء على فرع حساس من فروع الصناعة الغذائية في الجزائر. وتعتبر قالمة قطبا وطنيا لإنتاج الطماطم الصناعية، إذ يوجد بها 3 محولات صناعية من بينها محولان لمجمع "بن عمر" ببلديتي لفجوج وبوعاتي، ومحول آخر "مصبرات زيمبة" فيما يعرف مصنع "مصبرات الجنوب" توقفا بسبب نزاعات بين الشركاء، كما أن قالمة رائدة في إنتاج الطماطم الصناعية والأولى وطنيا منذ 6 سنوات من حيث المردود العام إذ وصل إلى 800 قنطار في الهكتار فيما بلغ 1200 قنطار في الهكتار بالتقطير في بعض مناطق الولاية، وهذا نتيجة الزيادة في المساحات المسقية وزيادة في مساحات الغرس التي كانت مستغلة لإنتاج محاصيل أخرى، وكذا اندماج الفلاحين في هذه الشعبة ونقص الأمراض في حقول الطماطم، بالإضافة إلى الدعم والقروض التي تمنحها الدولة للمصانع التحويلية إلى جانب توفر البذور والأسمدة والأدوية. نفس المتاعب تجدد كل موسم ومع كل موسم جديد من مواسم الطماطم الصناعية بقالمة تتجدد متاعب المزارعين مع الطوابير وساعات الانتظار الطويلة ليلا ونهارا، بحيث تعرف عملية جني الطماطم الصناعية وسط ظروف مناخية صعبة تحت تأثير الحرارة التي تصل إلى 40 درجة تحت الظل مع ارتفاع في الرطوبة، وتسجيل عجز في اليد العاملة، كما أن مصانع التحويل أصبحت غير قادرة على تحمل ضغط الطوابير، الأمر الذي يدعو إلى بناء وحدات تحويل جديدة لاستيعاب قدرة المنتوج وتقليص مدة الانتظار في عملية التفريغ، وبالتالي تجنب ضياع كميات هامة من شحنات الطماطم التي تعرف الذوبان بسبب الحرارة المرتفعة ينتج عنها تقليص في كميات الطماطم المحولة وهذا ما يؤدي إلى خلق مشاكل بين المزارعين وأصحاب النقل بسبب الانخفاض المسجل في كمية الطماطم ثم انخفاض في الثمن المتفق عليه بينهما، بحيث يتم الاتفاق حسب ثمن النقل وفق الوزن المدون على الوصل المسلم من طرف وحدة التحويل والمقدر بدينارين للكيلوغرام، وفي هذا السياق يأمل القائمون على شعبة الطماطم بولاية قالمة إلى وضع نظام لإعادة بعث شعبة الطماطم لبلوغ الاكتفاء الذاتي ثم التوجه إلى عملية التصدير خاصة وبلادنا لها مؤهلات لتطوير الشعبة وأن القدرات الموجودة بالولاية ستسمح بمضاعفة الإنتاج في هذه شعبة. "المساء" تنقلت إلى مصنع الطماطم الصناعية "مصبرات "زمبة" على مستوى الطريق الرابط بين مدينة قالمة ودائرة لخزارة ونقلت انطباعات صاحب المصنع وكذا القائمين على قطاع الفلاحة بقالمة. محمد عبيدي: "عملية جني الطماطم دفعة واحدة تفرض ضغطا كبيرا على مصانع التحويل" دعا صاحب مصنع "مصبرات زيمبة" محمد عبيدي إلى تنظيم شعبة الطماطم الصناعية بولاية قالمة في عملية الجني التي تفرض ضغطا كبيرا على مصانع التحويل بحيث أن النضج المبكر للمنتوج في جميع مناطق الولاية وطريقة الجني وكذا منهجية العمل المعروفة على مستوى ولاية قالمة دفعة واحدة تعرف ضغطا على مصانع التحويل إلى غاية نهاية شهر جويلية من كل سنة، فقالمة حسبه تعرف نظاما جيدا في هذه الشعبة خاصة مع المجهودات والتطورات في مرافقة الفلاحين فيما يخص ظروف العمل، مراقبة المساحات المغروسة، الأدوية، البذور والشتلات وحتى الأكياس البلاستيكية تبعا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين، لكن الخلل يكمن حسبه في عملية جني المحصول بحيث يتم غرس الطماطم الصناعية من أول مارس إلى غاية نهاية شهر أفريل في جميع مناطق الولاية، وعند عملية جني المنتوج في أوائل شهر جويلية تشهد العملية فرض ضغط على حملة الجني وبعدها ضغط على مصانع التحويل للتفريغ، وفي هذا الإطار يدعو المتحدث إلى تنظيم شعبة الطماطم سيما وهناك مصالح تقنية باستطاعتها وضع رزنامة لعملية الجني حسب المساحات المغروسة على مستوى الولاية، مشيرا أن أصحاب الشاحنات والجرارات وأصحاب النقل هم من يقومون بعملية الفوضى بسبب فترة الانتظار، بحيث يطالب الكل بدوره في التفريغ وهذا ما يخلق ضغط على وحدات التحويل بحيث أن العامل يخرج عن نطاق قانون العمل، وأرجع الدور هنا إلى الغرفة الفلاحية لتنظيم الشعبة وكذا الجمعيات الخاصة بشعبة الطماطم بالتنسيق مع المصالح الفلاحية والمحولين للقيام بوضع نظام خاص بالمزارعين بالتداول في عملية الجني حسب المنطقة أين يكون النضج مبكرا لتقليص مدة الانتظار والقضاء على الطوابير المزعجة وذالك بإتباع استراتيجية تباعد حملة الغرس حسب طبيعة كل منطقة حتى لا تنضج الطماطم دفعة واحدة ومن ثم يكون هناك تنظيم في عملية الجني وكذا في الطوابير، وفيما يخص عملية المكننة أشار محمد عبيدي إلى أنها عملية متطورة جدا بتقنيات حديثة خاصة بعد تسجيل إنتاج وفير في الطماطم، نحن نعمل يقول المتحدث بتكنولوجيا متطورة لكن العنصر البشري لا يزال حاضرا بقوة للقيام بعملية فرز حبات الطماطم المصابة وغير الناضجة لأن المحول يؤثر على نوعية الطماطم المتمثلة في الطماطم غير الناضجة وهنا يكمن دور مديرية التجارة فيما يخص جني المنتوج غير الناضج، فلا بد من وضع منهجية لتحسيس الفلاحين والمزارعين في شعبة الطماطم ومرافقتهم حتى يكون هناك تنظيم في الشعبة، يجب إذن إعادة بعث شعبة الطماطم لبلوغ الاكتفاء الذاتي ثم التوجه إلى مرحلة التصدير. عمار حديدي رئيس الغرفة الفلاحية بقالمة: «نطالب بأبحاث حول أصناف جديدة للطماطم الصناعية" يقول مدير الغرفة الفلاحية بقالمة عمار حديدي أن شعبة الطماطم الصناعية بقالمة تطورت كثيرا وطريقة جني الطماطم دفعة واحدة هي عملية لا تليق بجميع الفلاحين خاصة عند التفريغ بسبب الطوابير التي تصل إلى 4 أيام من الانتظار وهذا يؤدي إلى نقص في كميات الطماطم التي تعرف ذوبان وفساد تحت أشعة الشمس المحرقة والحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية تصل في بعض الأحيان إلى 45 درجة تحت الظل مع ارتفاع في الرطوبة، ويؤكد المتحدث أن المحولين الذين يعملون 24 ساعة على 24 ساعة يفرضون على المزارعين النوعية الجيدة من الطماطم، ولحد الآن ليس بالإمكان إيجاد حل لمشكل اكتظاظ الشاحنات والجرارات المعبأة بالطماطم الصناعية أمام المصانع في انتظار التفريغ، ولكي يكون هناك حل لابد من التنويع في أصناف الطماطم التي لا تنضج دفعة واحدة، ولهذا نطالب من المعاهد المتخصصة في الفلاحة بالقيام بالبحوث حول أصناف جديدة للطماطم وذلك باستيرادها من الدول الأجنبية في إطار الاستثمارات، ويضيف المتحدث أن مشكل الطوابير الطويلة مؤقت ككل موسم وسيزول في غضون أيام قليلة بعد تراجع حملة الجني بمناطق الإنتاج. العيد عوادي مدير الفلاحة بقالمة: «توسعة مصنعين وانجاز مصنع آخر" كشف مدير الفلاحة بقالمة العيد عوادي أن هناك مشاريع لإنجاز مصانع للتطوير في عملية تحويل الطماطم الصناعية على مستوى ولاية قالمة منها توسعة لمصنع "مصبرات زيمبة" وتوسعة مع إعادة النشاط لمصنع "مصبرات الجنوب" قريبا بعدما كان متوقفا بسبب مشاكل ونزاعات، وانجاز مصنع ثالث ل«كاب بن عمر" ببلدية عين بن بيضاء، وهذا ما يساعد على تخفيض طوابير الشاحنات والجرارات في انتظار تفريغ المنتوج، أما قدرة استيعاب المصانع فهي حاليا حوالي 6 آلاف طن يوميا، وأفاد المتحدث أنه سجل خلال هذا الموسم زيادة في مساحات الغرس في شعبة الطماطم الصناعية مقارنة بالسنة الفارطة في نفس الفترة ويرجع هذا إلى اندماج الفلاحين في هذه الشعبة مع زيادة في مساحة الغرس التي كانت مستغلة لإنتاج محاصيل أخرى وحولت لإنتاج الطماطم، حيث تقرر غرس 4135 هكتارا أنجز منها شتلات بلغت 181870 متر مربع، ما يعادل غرس 4435 هكتارا وقد تم تحضير الشتلات بزيادة عن المساحة المقرر انجازها من بينها مساحة 21 ألف متر مربع أنجزت من طرف أحد الخواص وهي شتلة "بن عمر"، وبلغت المساحة المزروعة بقالمة هذا الموسم تقريبا 4350 هكتارا، مشيرا أنه تم تسجيل ارتياح كبير لهذا المنتوج خلال هذا الموسم والمواسم الفارطة كما لم يتم تسجيل أمراض، ويتوقع إنتاج أزيد من 3 ملايين قنطارا من الطماطم بمعدل إنتاج من 600 إلى 800 قنطارا في الهكتار، حيث انطلقت عملية جني الطماطم الصناعية مباشرة بعد عيد الفطر المبارك ولا تزال متواصلة، ويأمل مدير الفلاحة أن تصبح قالمة قطبا وطنيا كبيرا في إنتاج الطماطم الصناعية لتغطية الطلب الوطني على الطماطم المصبرة ووضع حد للاستيراد من الخارج. محمد منتري فلاح بقالمة: «نطالب بإيجاد حل لمشكل الطوابير" يقول أحد الفلاحين محمد منتري الذي التقته "المساء" أن التطور الكبير الذي تعرفه شعبة الطماطم الصناعية بقالمة يتطلب مزيدا من الاستثمارات لتوسيع قدرات الاستقبال والقضاء على مشكل الانتظار والطوابير الطويلة في كل موسم مع حملة جني الطماطم الصناعية، خاصة بعد حققت شعبة الطماطم بالولاية أهدافها في السنوات القليلة الماضية، حيث تلقى منتجوها الدعم من طرف الدولة ويتجلى ذلك في الإنتاج الوفير في كل موسم، لكن مشكل الطوابير ومدة الانتظار التي تصل في أغلب الأحيان إلى 4 أيام في موسم الجني خلال شهر جويلية دفعة واحدة يؤدي إلى ضياع الوزن وكميات كبيرة للطماطم بسبب الحرارة وطول الانتظار، مشيرا كذلك إلى معاناة الفلاحين في اليد العاملة في عملية جني المنتوج، ويطالب المتحدث من المسئولين بالتنسيق مع المحولين إيجاد حل لكل هذه المشاكل لتنظيم شعبة الطماطم.