تشهد المناطق الجنوبية لولاية تيزي وزو، حالة من الخوف والرعب بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحمى المالطية إلى 11 حالة، فبالرغم من اتخاذ مصالح الفلاحة والصحة إجراءات لاحتواء المرض، إلا أن الجرثومة تواصل زحفها متسببة في هلاك الماشية واتساع رقعة الأشخاص المصابين. وقد سجلت مديرية الصحة عند اكتشاف المرض شهر جوان الماضي بعض حالات الإصابة بالحمى المالطية على مستوى بلدية عين الزاوية (جنوب الولاية)، تم إخضاع 4 حالات مؤكدة للتحاليل الطبية على مستوى معهد باستور بالعاصمة، وبعد أن تم التأكد من وجود جرثومة "البروسيلا" في دمهم، تم تحويلهم إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى الولاية، أين يخضعون للعلاج. وفور تسجيل هذه الحالات، اتخذت مديرية الصحة بالتنسيق مع مديرية الفلاحة، سلسلة من الإجراءات لعزل والقضاء على المواقع المسجل فيها حالات الإصابة بالحمى، كما تم توسيع الفحوصات الطبية وإخضاع الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع الحيوانات المريضة لفحصوات طبية للتأكد من عدم انتقال العدوى إليهم. في هذا السياق، أوضح السيد عبد الناصر بودة مدير الصحة بالولاية ل«المساء"، أن الفحوصات كشفت عن حالات إصابة جديدة، حيث تم تسجيل لحد الان 11 حالة إصابة مؤكدة بمرض"بريسيلوز الإنساني" تخضع للعلاج على مستوى مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي "نذير محمد" بتزي وزو، مؤكدا أن الخطر لا يزال قائما طالما لم يتم بعد التأكد من عدم وجود حالات مرضية أخرى وسط محيط الحالات المؤكدة، مشيرا إلى أن حالات الإصابة المسجلة تقع بالناحية الجنوبية للولاية، بكل من ذراع الميزان، عين الزاوية، بوغني وغيرها، التي تنتشر بها تربية المواشي. وأرجع السيد بودة ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحمى المالطية إلى عدم التزام المربين بالنصائح والتوجيهات التي يقدمها لهم البياطرة وكذا عدم إخضاع الأبقار للفحوصات وتحاليل الدم، فضلا عن اختلاط القطعان التي يجهل مصدرها، واعتبر أن استهلاك الحليب غير المعقم أو المواد المشتقة من الحليب الطازج من أهم أسباب انتقال هذه الجرثومة مما يزيد من نسبة الإصابة بالمرض، داعيا المستهلكين وأصحاب المواشي إلى ضرورة غلي الحليب الطازج قبل تناوله على اعتبار أن درجة الحرارة المرتفعة تقضي على الجرثومة. وحرصا على تفادي انتشار المرض، تم تجنيد فريق من البياطرة والأطباء للسهر على مراقبة دائمة للماشية، حيث تواصل مصالح المراقبة تكثيف نشاطها بالتنسيق مع رؤساء الدوائر والبلديات المعنية بالمرض إلى جانب حملات التحسيس المستمرة والدائمة لفائدة الموالين بأهمية تنظيف الإسطبلات وتلقيح المواشي والأبقار، في حين لم يخف سكان المناطق الجنوبية للولاية وحتى القاطنون خارجها من انتقال العدوى، وتزايد الإصابات بمرض الحمى المالطية على ضوء تزايد البيع العشوائي للحليب في الطرقات دون مراقبة.