يتجدد الحديث مع حلول فصل الربيع من كل سنة لدى العائلات الأوراسية حول طقوس النزهة والاستجمام والتمتع بسحر الطبيعة، ومنح فرصة للصغار من أجل تجديد الطاقة واستئناف الدراسة بجد واجتهاد، ولا يستثنى الكبار من الشغف بالتجوال بعد أن فتحت مواقع سياحية كانت محرمة لانعدام الأمن بها، ومن بين المواقع التي بدأت تشد انتباه الزائرين منطقة ”أمقر أغزران” جنوب غرب ولاية باتنة بالمكان المسمى ”الكوندورسي”. مع حلول فصل الربيع بدأ توافد العائلات على منطقة ”أمقر أغزران” بعد أن بادر أحد المستثمرين إلى تهيئة وسائل الراحة للعائلات والزوار الذين يأتون من داخل الولاية وخارجها وقد بدأ توافدهم يتزايد يوما بعد يوم. جهود بسيطة لوضع أساس منتجع سياحي جبلي بدأت هذه المنطقة تأخذ مقومات المنتجع السياحي الجبلي، حيث بادرأحد المستثمرين إلى إقامة مساحة للعائلات في هذا الفضاء الخلاب بعد عودة الأمن والهدوء إلى المنطقة التي عانت الويلات من جحيم الإرهاب، وما زاد في اطمئنان العائلات والزوار هو التواجد الدائم لعناصر الأمن التي تقوم بدوريات منتظمة بغية وضع حد لعصابات الأشرار التي أقلقت في وقت سابق راحة السواح، وقد أكد العشرات من الشباب في وقت سابق أن هذه الفضاءات يمكن أن تضمن لهم عيشا رغيدا إن وجدوا الدعم اللازم لإقامة نشاطات سياحية وتجارية تتماشى معها. شباب يستغلون ظلال الأرز لبيع الشواء والمشروبات ومما يزيد في روعة المكان الأعداد المعتبرة لأشجار الأرز التي تنفرد بها منطقة الأوراس ووجود أنواع من الحيوانات المحمية ما زاد من مظاهر الفرحة والابتهاج للزوار وهم يحلون بهذا الموقع السياحي بصحبة أطفالهم، وما يشد انتباهك وأنت تدخل هذا المنتجع السياحي طاولات بيع الشواء الطازج وكل المستلزمات التي يحتاجها الزوار وهم يتهافتون لأكل الشواء وشرب الشاي. وتبدأ الرحلة السياحية بعد ذلك صوب الغابات المجاورة لمنطقة ”أمقر أغزران” التي تشكل بقراها ومشاتلها الجبلية وينابيعها المائية المتدفقة، واجهة متقدمة للسياحة الجبلية، حيث تمر ببعض المسالك التي تفتح فيها للزائر نافذة تمكنه من الاطلاع على ما أبدع الخالق من مناظر طبيعية خلابة، جبال، كهوف ووديان يمتد فيها البصر بعيدا. توافد كبير لمحبي مياه الينابيع خلقت جاذبية المكان عادات لدى الكثير من المواطنين، قد يراها البعض غريبة، حيث تصطف أعداد كبيرة من محبي مياه الطبيعة أمام الينابيع لملئ الدلاء والقارورات. ويؤكد العارفون بخبايا هذه المياه بأنها ذات خصائص علاجية عالية سيما لمرضى الكلى، ما جعلهم يستغنون عن قارورات المياه المعدنية، ويقول البعض بأن عذوبتها لا تقاوم وقد أصبحوا يفرقون مذاق المياه بين ينبوع طبيعي وآخر. وذكر أحد المتوافدين عليها أنه اعتاد على التنويع في المياه الطبيعية، مشيرا إلى أنه يجد في ذلك نكهة خاصة، في حين كشف زائر آخر أنه يأتي يوميا رفقة بعض أصدقائه لجلب كميات من مياه هذه الينابيع لأنها تحافظ على برودتها الطبيعية حتى وإن بقيت فترة طويلة خارج الثلاجة.