تشارك مجموعة من المؤسسات الجزائرية في معرض الاستثمار والتجارة الدولي بإكزامين بالصين، في طبعته 19، والذي يُعد من بين التظاهرات الاقتصادية والتجارية الأربع الكبرى في الصين، وذلك من 8 إلى 11 سبتمبر المقبل؛ في خطوة لتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وإقامة علاقات شراكة متعددة المجالات بين كل المشاركين من مختلف دول العالم. وسيكون هذا الصالون الذي يُعد من بين الصالونات الأكثر أهمية في الصين، فرصة للمؤسسات الجزائرية المشاركة للتفاوض مع المؤسسات الصينية والدولية الحاضرة في هذه التظاهرة، التي تشهد حضورا مميزا لأكبر رجال الأعمال والمصنّعين من عدة مناطق؛ قصد إقامة شراكة جديدة في ميادين أخرى، والبحث عن أسواق جديدة لتنويع الاقتصاد خارج المحروقات؛ حيث سينظَّم على هامش المعرض، لقاءات أعمال ثنائية بين رجال الأعمال المهتمين بإقامة شراكات أو توقيع اتفاقيات عمل لترقية الاستثمار في مختلف المجالات، كما أكدت الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة على موقعها الإلكتروني. وسيقوم أصحاب المؤسسات الجزائرية خلال هذا المعرض، بتعريف نظرائهم الصينيين والأجانب المشاركين في المعرض، بمناخ الاستثمار في الجزائر ومختلف القوانين التي تحكمه وكذا الإجراءات المشجعة على ذلك؛ لفتح شهية المستثمرين الراغبين في إقامة مشاريع بالجزائر التي تُعد سوقا واعدة وخصبة، تفتح آفاقا لشراكة ناجحة ومستدامة؛ سواء مع الصين أو مع باقي الدول التي ستشارك في الصالون. كما سيكون فرصة للتعريف بالمنتوج الجزائري للبحث عن أسواق جديدة لتصديره بالدول الآسيوية وباقي الدول الأخرى؛ تجسيدا للتوجهات الجديدة للاقتصاد، الرامية إلى تطوير الصادرات الجزائرية خارج المحروقات. وللتذكير، فقد عرفت المبادلات التجارية بين الجزائروالصين التي تقدَّر ب 10 ملايير دولار سنويا، عرفت ارتفاعا قياسيا خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة تحويل الصين إلى أهم ممون للجزائر، لتقوم بكين بزحزحة مكانة فرنسا التقليدية لعدة سنوات، اتسمت التعاملات على محور بكينالجزائر بالكثير من الاختلال وعدم التوازن في أطراف التبادل، إذ يعتبر العجز التجاري بين الجزائروبكين الأهم في مجموع المبادلات لغير صالح الجزائر؛ بسبب ارتفاع نسبة صادرات الصين للجزائر وقلة صادرات الجزائر إلى الصين التي تقتصر أساسا على البترول والغاز والفلين، وهو ما يدفع الطرف الجزائري إلى محاولة النظر في إمكانية تقليص هذا العجز من خلال محاولة الحصول على مشاريع بالمشاركة في مثل هذه التظاهرات الاقتصادية، خاصة أن الشريك الصيني الذي يبقى من بين أهم المستفيدين من الصفقات العمومية ومشاريع البنى التحتية، مطالَب بضرورة إحداث توازن في الشراكة، خاصة أن الجزائر تُعد من بين أهم الأسواق للمنتجات الصينية في إفريقيا، ومن أكبر الأسواق أيضا، وتمثل حاليا فردوسا للشركات الصينية التي استفادت من محافظ معتبرة فاقت 30 مليار دولار، أغلبها صفقات عمومية في مجال الإنشاءات والبنى التحتية؛ من طرقات وموانئ وسكنات. كما تستفيد الصين من تحويل جزء معتبر من العمالة يقدَّر بحوالي 40 ألف عامل صيني ينشطون في الورشات الجزائرية، فيما تسعى بكين إلى ضمان تموقعها في سوق أضحت تنافس فيه أبرز الشركاء الاقتصاديين.