تشهد هذه الأيام المكتبات والمحلات التجارية والفضاءات الكبرى بوهران، حركة العائلات التي تستعد لاستقبال الدخول الاجتماعي المقبل لأبنائها المتمدرسين، من خلال شراء مختلف المستلزمات، غير أنها اصطدمت بارتفاع أسعرها ككل مناسبة بمر بها الجزائريون ويستغلها بعض التجار بغرض الربح. عند تجوالنا ببعض المحلات التجارية المتواجدة بسوق المدينة الجديدة، لاحظنا تشكيلة واسعة من الأدوات المدرسية المستوردة، تباينت أسعارها بالنسبة للمآزر لمختلف الأعمار بين 300 و1500 دينار، حسب نوعية القماش، أما الحقائب فتراوحت أسعارها بين 600 دينار و3 آلاف دينار، حسب الأحجام والنوعية، ناهيك عن الكراريس والأدوات الأخرى المدرسية التي أخذت أشكالا مختلفة للحيوانات والألعاب التي تستهوي الأطفال. غير أن العديد من الأولياء الذين صادفناهم وكانوا بصدد شراء مستلزمات الدخول المدرسي، أجمعوا على إعطاء الأولوية للمآزر والمحافظ لأطفالهم، بينما تأجل اقتناء الأدوات الأخرى إلى ما بعد الدخول المدرسي ومعرفة قوائم مستلزمات كل طفل، حسبما أكدته السيدة راضية، لأنها تعودت كما تقول، على نفس سيناريو ارتفاع الأسعار وأصبحت مجبرة على تخصيص مبلغ معين لتمدرس أطفالها من ميزانية البيت حتى وإن كانت على حساب متطلبات أخرى، بينما تعد عائلات أخرى محدودة الدخل صعوبة في التكفل بمصاريف تمدرس أطفالها، مما يدفعها إلى اللجوء للاستعانة بمختلف الجمعيات الخيرية التي تتجند هذه الأيام في سبيل إطلاق حملتها التضامنية لفائدة أبناء العائلات المعوزة، على غرار جمعية "كافل اليتيم" التي ستوزع خلال الأيام المقبلة 650 محفظة ومآزر لفائدة الأطفال اليتامى الذين تم إحصاؤهم، حسبما أكده رئيس الجمعية الشيخ الفيزازي البغدادي. إلى جانب جمعية "ناس الخير" التي أطلقت مؤخرا حملة تضامنية واسعة للسنة الثالثة على التوالي، تحت اسم حقيبة الخير، من خلال توزيع سلال بالمكتبات والفضاءات التجارية المتواجدة عبر بلديات الولاية، لتمكين المحسنين من التبرع بمستلزمات الدخول المدرسي من أدوات وغيرها، حيث سمحت إلى حد الآن من جمع 400 حقيبة مدرسية بكامل مستلزماتها، سوف يتم توزيعها لاحقا على مستحقيها من أبناء العائلات المعوزة المحصية من أجل تمكينهم من التمدرس في ظروف جيدة.