تحصي الجزائر 20 ألف طفل مصاب ب«التريزوميا21" في سن التمدرس؛ 3500 منهم فقط يستفيدون من التمدرس خلال الموسم الدراسي الجاري، مما يعني تسجيل عجز ب16500 مقعد دراسي بالنسبة للعدد المتبقي لأسباب يرجعها السيد محمود عمورة، رئيس جمعية ‘تريزوميا الجزائر" أساسا إلى نقص عدد الأقسام المدمجة أو بُعد المدارس المتخصصة المستقبلة لهؤلاء المعاقين، إضافة إلى نقص كبير في المهنيين المتخصصين، لاسيما الأرطوفونيّين منهم. تبذل الجمعيات المتخصصة -حسب نفس المتحدث- جهدا كبيرا للتكفل بالمصابين ب«التريزوميا21"، إلا أن الجهد الأكبر يبقى على عاتق الدولة، خاصة فيما يخص التشخيص المبكر والتكفل الصحي وتوفير المهنيين المتخصصين، إلى جانب المراكز المتخصصة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال، إلى جانب توفير الأقسام المدمجة ضمانا لتمدرسهم. ولئن كانت جهود الدولة في السياق ملحوظة وتبشر بالأمل، "علما أن وزيرتي التضامن والتربية السيدتين مونية مسلم ونورية بن غبريط تبديان تعاملا خاصا مع ملفات الأطفال المعاقين، مما يعني أملا مضاعفا في حلول واقعية لتمدرس هذه الفئة، خاصة أن الواقع يشير إلى أن إدماج طفل معاق في الوسط العادي يضاعف من أمل تحسنه"، إلا أن الواقع يبقى صعبا سواء للأطفال المعاقين أو لأوليائهم ممن يضطرون إلى طرق الأبواب دون جدوى! يضيف عمورة، ملفتا إلى أهمية اتخاذ تدابير واضحة وجدية من طرف المسؤولين تجاه هذه الشريحة الهشة للوصول إلى نتائج مرضية للجميع. من ضمن الجمعيات الفاعلة في المجال، هناك الجمعية الوطنية للإدماج المدرسي والمهني للأطفال المصابين ب«التريزومية21"، فتتكفل خلال سنتي 2016-2017 بتمدرس 800 طفل مصاب عبر 18 ولاية، أما الجمعية الولائية "ألِف" فتتكفل من جهتها بتمدرس 200 طفل في ولاية الجزائر، فيما تتكفل مديريات النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن بتمدرس 500 طفل وتتكفل من جهتها جمعيات محلية بتمدرس حوالي 2000 طفل من فئة "تريزوميا21" على مستوى ولايات الوطن. من ضمن التحديات التي يواجهها تمدرس فئة الأطفال المعاقين عموما، نقص التأطير المتخصص، لاسيما منهم الأرطفونون، وعلى سيبل المثال، يشير محمود عمورة إلى ولاية تلمسان التي تحصي نقصا كبيرا في هؤلاء المتخصصين، إضافة إلى نقص الوسائل البيداغوجية وكذا برنامج بيداغوجي خاص، مما يرهن التكفل الجدي بتمدرس الأطفال المصابين ب«التريزوميا21" تحديدا. في الأخير، يلفت المتحدث إلى أن النتائج الإيجابية المحققة في السنوات الأخيرة بالنسبة لفئة الأطفال المعاقين لابد لها أن تتبع بتسطير "برنامج حياة"، ويقصد برنامج تكفل متعدد القطاعات، هدفه الرئيسي تحقيق الإستقلالية لهؤلاء الأطفال ببلوغهم 18 أو 20 سنة، وهذا هو التحدي الحقيقي الواجب بلوغه، يختم عمورة حديثه.