أجمع عدد من النقاد والفنانين والأكاديميين أمس بالجزائر العاصمة على أن "سوء تسيير" المؤسسات المسرحية في الجزائر "من أهم أسباب" عزوف الجمهور عن المسرح. وأكد المتدخلون في يوم دراسي حول "المسرح والجمهور"، نظم بمقر المسرح الوطني الجزائري، محيي الدين باشطارزي، أن تسيير هذه المؤسسات عرف "تراجع كبير" منذ التسعينيات إلى اليوم مقارنة بما كان منذ الستينيات إلى أواخر الثمانينات من القرن الماضي. ودعا في هذا الإطار الأكاديمي والناقد المسرحي أحمد شنيقي إلى "إعادة النظر في تنظيم المؤسسة المسرحية والنشاط المسرحي في الجزائر بصفة راديكالية، غير أنه أكد في نفس الوقت على أن عزوف الجمهور هو ظاهرة تعرفها اليوم العديد من المسارح عبر العالم على غرار فرنسا وغيرها. وقال الأكاديمي والكاتب مخلوف بوكروح من جهته أن عزوف الجمهور راجع ل«غياب سياسة إنتاج وتوزيع مسرحي"، معتبرا أن المؤسسة المسرحية "أخفقت بشكل عام في جعل موضوع الجمهور هدف استراتيجي". وأشار المتحدث بهذا الشأن واستنادا إلى إحصائيات حول الموضوع إلى أن المؤسسة المسرحية "لم تتمكن منذ التسعينيات من إقامة حوار مع الجمهور، كما أنها لم تستطع جعل العرض المسرحي "حدث ثقافي يكرس تقاليد ارتياد المسارح". وعرف هذا اليوم أيضا مداخلات بعض الممارسين المسرحيين من مختلف الولايات على غرار المخرج شوقي بوزيد من باتنة الذي أرجع عزوف الجمهور أساسا إلى "سياسة تسيير المسارح"، مشيرا في هذا السياق إلى الحوار اليوم "منقطع" بين رجال المسرح والإدارة على حد قوله. وتبقى مسألة "سوء التسيير" في رأي المخرجة والمدرسة بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض والسمعي البصري (إيسماس)، حميدة آيت الحاج إضافة إلى أسباب أخرى منها عدم إدراج الفن الرابع في المنظومة التربوية. ودعا المشاركون في ختام هذا اليوم الدراسي - الذي غاب عنه العديد من الممثلين والمخرجين المسرحيين ومديري المسارح الجهوية - إلى ترقية مستوى التكوين في الجزائر والتوعية بأهمية الترويج الإعلامي للأعمال المسرحية وخصوصا عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية ووسائل التواصل الاجتماعي.