أنار ليلة أول أمس، ضوء قوي سماء ولاية قسنطينة، تمت مشاهدته في حدود التاسعة ليلا من طرف عدد كبير من السكان الذين تفاجؤوا بهذا الضوء ومنهم من خاف وهلع، وفسّر البعض هذه الظاهرة بضوء البرق خاصة وأن الضوء سبق بأمطار غزيرة على المدينة وضواحيها، فيما أكد البعض الأخر أنه رأى شهابا يمر عبر سماء قسنطينة ويتجه نحو الجهة الجنوبية. وحسب المعلومات التي وردت إلينا، فإن الضوء يعود إلى حدوث ظاهرة فلكية عادية، ويتعلق الأمر بحجر اخترق سماء المدينة وشوهد على بعد عدة كيلومترات، حسب معلومات استقيناها من شهود عيان. اتصلنا عصر أمس، بجمعية "الشعرى" التي يترأسها الدكتور جمال ميموني، والتي لها باع طويل في تفسير الظواهر الفلكية العادية منها والاستثنائية وتتابع كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالفضاء وأجرامه، حيث أردنا الحصول على جواب عن تساؤلاتنا ومن ورائها تساؤلات المواطنين الذين كانوا متعطشين لتفسير علمي لهذه الظاهرة، وهل تشكل خطرا عليهم في الساعات القادمة أم لا؟، وكان جواب الدكتور ميموني، واضحا وعلق على هذه الظاهرة، معتبرا أن الأمر لا يتعلق بنيزك أو شهاب وكل ما روّج له مجرد إشاعات وأخبار لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن الضوء الذي شاهده سكان ولاية قسنطينة وحتى المدن المجاورة لها وصل حسب شهود عيان إلى غاية ولاية سوق أهراس، ليس بضوء البرق الذي لا يمكن مشاهدته في ولايات مختلفة في نفس الوقت، وإنما هو ناتج عن احتكاك حجر فضائي صغير الحجم وهو جزء صغير من الشهاب والذي أحدث كرة نارية بمجرد ملامسته للغلاف الجوي، مضيفا أن هذا الحجر خرج من مدار الأرض ولم يسقط كما يروّج له البعض، والجمعية التي أرسلت فريق بحث مشكّل من أساتذة وطلبة ومختصين، لم تعثر على أي حفرة بين عين مليلة وعين فكرون مكان سقوط الجرم السماوي، كما تم تداوله صوره على العديد من المواقع الاجتماعية، وقال الدكتور جمال ميموني، إن صور الضوء المتداولة حقيقية، بينما صور الحفرة التي تتحدث عن سقوط هذا الحجر لا أساس لها من الصحة وهي مجرد صور تم تنزيلها من مواقع أخرى وليس لها صلة بظاهرة أمس. وبخصوص الهزّة الأرضية التي سجلتها ولاية قسنطينة في الساعات الفارطة، أكد الدكتور جمالي ميموني، أن هذه الهزّة لا علاقة لها بما حدث، معتبرا أن مرور هذا الحجر أنتج ضوء ساطعا، كما أحدث صوتا كبيرا وهي ظاهرة طبيعية عادية ليست لها أي علاقة بالخرافات والشعوذة.