يصنع الشهاب الذي وقع على الأرض قبل يومين، الحدث الدولي، ففي حادثة كونية غريبة من نوعها أثار وابل من الشهاب في السماء انفجارا على بعد 1500 كيلومتر من شرق العاصمة الروسية، موسكو، ما أدى إلى سقوط كريات من اللهب على الأرض بالمنطقة، وحدوث أضرار بالمباني، حيث شاهد سكان المنطقة أضواء مبهرة ثم تلا ذلك وقوع موجة اهتزازية، بسرعة 30 كيلومترا في الثانية، وقد قامت كاميرات العالم بتصوير برق الشهاب في السماء مخلفا ذيلا طويلا من الدخان الأبيض، وقد تضرر عشرات المباني، وفق تقديرات أولية، فيما أعلنت قوات الدفاع المدني، حالة التأهب القصوى في صفوفها. ربما تكون هذه الشهاب مرتبطة بكويكب في حجم نصف ملعب كرة قدم كان من المقرر أن يمر قرب كوكب الأرض، برغم أن وكالة الفضاء الأوروبية أكدت أن خبراءها صرحوا عدم وجود أي صلة بين الأمرين. سبحان الله العظيم، هذا ما حصل بالضبط قبل ثلاث أيام من الآن، إنها قدرة الله تعالى، ومصداقا لقوله سبحانه في سورة الجن الآية 9 و10: فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا . وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا. أمن الممكن أن يكون هذا الحدث الذي تناقلته وسائل الإعلام في مشهد حي لهذا الشهاب، شر أريد بمن في الأرض؟ أم أن سطوع ضوء قوي، والذي أعقبه ظهور جسم مشتعل يسقط من السماء قبل أن يرتطم بالأرض، هو خير أراد به الله رشداً لعباده؟.. إن ما بث على الفضائيات والقنوات، وما نشر على الجرائد والصحف، أمر يثبت من جديد أن للكون أسرار وخبايا، وفي كل مرة يرسخ هذا الأمر مفهوم حقيقة الإنسان في هذا الفلك العظيم. الشهب في النظريات الفلكية، هي ظاهرة ضوئية خاطفة تبدو عادة في صفحة السماء، ويظهر الشهاب في الأغلب خطا متألقا يقوده رأس ساطع يظهر هاويا باتجاه الأرض كأنه سهم ناري منقض سرعان ما يتلاشى في أعالي الجو، أو قد يبدو في سقوطه مثل كرة نارية متوهجة منقذفة من السماء نحو الأرض بسرعة خاطفة. وهذا يعني أن هذه الشهب يقذف بها في جو السماء، ولا يمنع ذلك من دخولها المجال الجوي للأرض. ولقد ثبت علمياً أن الشهب لا تظهر ولا تنطلق إلا في الأيونوسفير بطبقاته الثلاث، أي في الفضاء من فوق الأرض المحتل لارتفاع معدله من نحو 60 كم وأكثر، وقد اكتشفت علوم الفلك والجيوفيزياء أن هناك رجماً دائباً بقذائف داحرة تنقذف في السماء وفي أجواء قريبة من الأرض باستمرار، وفي جميع الاتجاهات. وهذا ما أكدته فعلاً، وكالة، نوفوستي، للأنباء بأن انفجاراً وقع على ارتفاع نحو 5 آلاف متر، شوهد في السماء، نتج عن احتراق مجموعة من النيازك، فيما سقط أحدها على الأرض. وقد أتى هذا الحدث فيما يترقب السكان في مختلف أنحاء العالم مرور كويكب ضخم يصل وزنه إلى حوالي 140 ألف طن، بالقرب من الأرض، على مسافة تصل إلى حوالي 20 ألف كيلومتراً، مما يثير مخاوف من احتمال ارتطامه بالكرة الأرضية.. فلا ندري أشر أريد بمن في العالم؟ أم أنها شهاباً رصداً، أراد بها الله تعالى رشداً لعباده..؟