شن عمال ترامواي العاصمة أمس، إضرابا عن العمل دون إشعار مسبق، احتجاجا على عدم استجابة الإدارة لمطالبهم المهنية والاجتماعية، حيث رفض العمال ضمان الحد الأدنى من الخدمة، لإرغام إدارة شركة «سيترام» على تنفيذ وعودها وتوفير الظروف المناسبة للعمل، مما أحدث اضطرابا كبيرا في حركة النقل عبر الخط الرابط من محطة المعدومين بحسين داي إلى درقانة ببرج الكيفان. وكان التوقيف التعسفي ضد بعض العمال حسب تصريحات بعضهم القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لهؤلاء، الذين قرروا شل حركة الترامواي كليا والدخول في مفاوضات مع الإدارة لدفعها نحو تنفيذ وعودها تجاههم، حيث أكد أحد سائقي الترامواي ل»المساء» أن عودة المضربين للعمل مرهونة بتحقيق المطالب المرفوعة، منها الكف عن توقيف العمال بطريقة تعسفية، على غرار ما حدث لمسؤول الأمن بالمؤسسة خلال الأيام الأخيرة وتطبيق الاتفاقية الجماعية وشبكة الأجور وتوفير الأمن داخل التراموي وتحديد المناصب وغيرها من المطالب التي كانت أمس محل مفاوضات بين ممثلي العمال والإدارة. وبهذا الخصوص، ذكر محدثنا أن أرضية المطالب التي رفعت مكونة من ست نقاط، لا يمكن التراجع عنها، نتيجة للظروف غير المناسبة التي يؤدي فيها هؤلاء مهامهم، منها غياب الأمن الذي جعل السائقين والقابضين يتعرضون لاعتداءات خطيرة أثناء العمل، مثلما حدث مؤخرا للسائق (ق.م)، الذي تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض على الخامسة صباحا، وجرّد من هاتفه النقال ومبلغ من المال، نتيجة لغياب الأمن بالترامواي الذي يفتقر لكاميرات المراقبة داخله. في حين تم تزويد كل محطة للترامواي بأربع كاميرات. من جهتها، رفضت إدارة مؤسسة «سيترام» المسيرة للترامواي، السماح للصحفيين بتخطي باب مقرها المتواجدة بحي موحوس ببرج الكيفان، بينما فضل بعض المضربين الحديث لوسائل الإعلام والتعبير عن مطالبهم خلسة، كما تم تعيين فوج منهم لتدارس الوضعية وإيجاد حل يرضي الطرفين، حيث دام اللقاء إلى ساعة متأخرة من نهار أمس. وقد أدى الإضراب غير المعلن عنه مسبقا، إلى اضطراب كبير في حركة المرور صبيحة أمس، ووجد المسافرون والطلبة صعوبة كبيرة في الوصول إلى أماكن عملهم والدراسة، في وقت كانت الإدارة تعلن عبر مكبرات الصوت بالمحطات أن الأمر يتعلق بخلل تقني. من جهتهم، تجمع المسافرون وبأعداد كبيرة على مستوى محطات الترامواي، منها محطة المعدومين التي وفرت بها حافلات النقل التابعة لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري «إيتوزا»، لضمان الخدمة وتخفيف معاناة هؤلاء، الذين تعودوا على استعمال هذه الوسيلة تجنبا للاختناق المروري الذي تشهده الطرقات في أوقات الذروة، خاصة أن الخط يتوقف في عدة محطات، كما يستعمله القادمون من الجهة الشرقية للعاصمة المتوجهين إلى وسطها عبر الميترو انطلاقا من محطة المعدومين. يذكر أن ترامواي الجزائر العاصمة انطلق في العمل في ماي 2011، وتستغله منذ أكتوبر 2012 شركة استغلال ترامواي الجزائر العاصمة، في إطار شراكة بين مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري للجزائر العاصمة ومؤسسة ميترو الجزائر ومجمع استغلال ترامواي الجزائر العاصمة.