حذّرت الجزائر من "المستقبل المجهول" الذي تعرفه قضية النزاع في الصحراء الغربية في ظل حالة الانسداد التي تعرفها منذ سنة 2012، وعدم تمكن المبعوث الأممي الخاص كريستوفر روس، من استئناف مهمته لعقد جولة مفاوضات خامسة. وقال صبري بوقادوم، ممثل الجزائر الدائم في الأممالمتحدة أن هذا الوضع راجع إلى ما وصفه ب«موقف مجلس الأمن الدولي الذي يبقى دون مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتقه مع أن الشعب الصحراوي يستحق دعما دوليا أكبر وخاصة من جانب الأممالمتحدة. وطالب الدبلوماسي الجزائري في ختام نقاش اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار، المجتمع الدولي بالتحرك من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب لوضع حد لحالة الانسداد التي يعرفها مسار السلام في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية والتي لم تحقق أي تقدم ايجابي منذ السنة الماضية بما لا يبشر بخير. وأضاف بوقادوم، أن المجموعة الدولية في مثل هذه الوضعية مدعوة إلى تطبيق ما تضمنته اللائحة الأممية 2285 التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي نهاية شهر أفريل الماضي، والتي أكدت على عقد جولة خامسة من المفاوضات بين الطرفين" ما يتطلب مساعدة المبعوث الأممي كريستوفر روس، في بعث مسار هذه المفاوضات المتوقف منذ 2012 بسبب عقبات حالت دون تمكنه من الإيفاء بالتزامه الذي قطعه على نفسه شهر مارس الماضي، بالتوجه إلى المنطقة بهدف حلحلة الوضع القائم. وقال إن "الأحداث الأخيرة أكدت أن العقبات التي حالت دون التوصل إلى تجسيد حلول سياسية لم تسمح بإقامة السلم"، حيث حذّر من القلق المتزايد من الأوضاع التي تعرفها الأراضي المحتلة التي تنذر "بمستقبل مجهول" بعد طرد المكون المدني لبعثة "مينورسو" ومعهم ملاحظي الاتحاد الإفريقي وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة "كركرات" العازلة. وجدد التأكيد على موقف الجزائر الثابت والداعي إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي أقرته منظمة الأممالمتحدة ويعتبر حلا وسطا تم التفاوض بشأنه والموافقة عليه من قبل طرفي النزاع". وأضاف بوقادوم، أن التهديدات الإرهابية وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للأوطان الناجمة عن النزاع في الصحراء الغربية التي تطرق إليها بعض المتدخلين كنتيجة للوضع السائد في الصحراء الغربية "يجب أن يكون حافزا إضافيا للتعجيل بتسوية هذا النزاع". وقال إن "الجزائر تدعم قرار لجنة تصفية الاستعمار بعقد دورة خاصة حول الصحراء الغربية وتحث أعضاءها على أخذ احتلال المغرب لهذا الإقليم بعين الاعتبار. يذكر أن أغلبية أعضاء لجنة تصفية الاستعمار الأممية أدانوا سياسة المغرب الاستعمارية في الصحراء الغربية وطالبوا بوضع حد للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وهو الموقف الذي أفحم السفير المغربي في الأممالمتحدة عمر هلال، الذي لم يجد حجّة للدفاع عن موقف بلاده الاستعماري وراح يتهم الجزائر وفنزويلا وتحميلهما تبعات سياستها. وباءت مناورات الدبلوماسي المغربي بفشل ذريع أمام الحجة الدامغة التي طرحها ممثل الجزائر الذي وضع المغرب أمام مسؤولياته كقوة محتلة في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. وهو واقع حاول سفير المغرب مواجهته باعتماد سياسة التمويه من خلال عرض مقترح الحكم الذاتي المزعوم الذي فشل كما يدل على ذلك تصريح الأمين العام للأمم المتحدة في نوفمبر 2015، وقرارات مجلس الأمن المتتالية التي تمدد كل سنة مخطط التسوية المعتمد سنة 1991. وتساءل بوقادوم لماذا يتخوف المغرب من تنظيم استفتاء لو أن السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة يعيشون في النعيم وأن قاطني مخيمات اللاجئين هم من يعاني الحبس وانتهاك حقوق الإنسان وأضاف قائلا "في هذه الحال ستسمح نتائج الاستفتاء لمن هم "محبوسون" باختيار الانتقال إلى الجهة الأخرى. وتساءل ممثل الجزائر لماذا يرفض استقبال بعثة تحقيق في المنطقة لو كان فعلا على يقين من تصريحاته، وقد تحدى ممثل الجزائر المغرب أن يتحلى ولو مرة واحدة بالجدية وحسن النية وأن يستأنف المفاوضات مع جبهة البوليزاريو وذلك ما يمثل الجزء الثاني من النزاع.