البوليزاريو تدعو مجلس الأمن إلى إعادة بعث مفاوضات تقرير المصير
دعت جبهة البوليزاريو، أمس، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل إعادة بعث مسار المفاوضات لتسوية القضية الصحراوية. وجاءت دعوة البوليزاريو عشية انعقاد جلسة إعلامية مخصصة لملف الصحراء الغربية، الذي يبقى يشكل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وفي رسالة وجهها لرئيس مجلس الأمن تحسبا لهذه الجلسة، أكد أحمد بوخاري، ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة، أنه "من الضروري أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات حاسمة من أجل إعادة بعث وقيادة مسار المفاوضات تجاه نتيجة سريعة تسمح للصحراويين بممارسة حقهم المشروع في تقرير مصيرهم". في السياق، ذكر المسؤول الصحراوي أن "أعضاء مجلس الأمن أعربوا خلال الأشهر الأخيرة وفي عديد المرات عن دعمهم للانتقال السياسي، الذي يعكس المبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وأكد بوخاري أن هذه الأحداث أظهرت أن كل تسوية للنزاع بالصحراء الغربية يجب أن "تعكس إرادة شعبها من أجل ضمان سلام دائم وأمن وتكامل إقليميين على المدى الطويل". كما تطرق بوخاري في رسالته إلى المشاورات التي قام بها كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية خلال جولته الأخيرة إلى المنطقة وقال إنها جاءت "بعد عدة أشهر من الانتظار المؤسف في مسار السلام" مضيفا أن موقف التعنت المغربي "أدى إلى تأجيل ليس فقط سلسلتين من المفاوضات غير الرسمية اللتين كانتا مقررتين شهري جوان وجويلية الماضيين، بل أيضا زيارة السيد روس إلى الصحراء الغربية وإلى المنطقة والتي كانت مقررة مبدئيا خلال ماي الماضي". وكان مجلس الأمن قد اعترف في لوائحه 1920 سنة 2010 و1979 المصادق عليها سنة 2011 و2044 سنة 2012 بأن "الوضع الراهن في الصحراء الغربية غير مقبول"، داعيا إلى وتيرة مكثفة للاجتماعات وتعزيز الاتصالات" بين طرفي النزاع. غير أنه اعتبر ضمن رسالته أنه رغم تصرفات المغرب غير البناءة وبعد أول زيارة قام بها روس إلى المدن المحتلة والاجتماعات، التي عقدها بالعواصم الإقليمية والأوروبية فإن "المشاورات القادمة للمجلس تعد بمثابة فرصة لإحداث قطيعة مع السنوات ال 21 الأخيرة من التأخر والانسداد". وذكر بوخاري بأن "جميع قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وكذا محكمة العدل الدولية لا يوجد فيها أية وقائع قانونية أو غيرها تمس بحق شعب إقليم الصحراء الغربية غير المستقل الثابت في مسار تقرير المصير الذي يشكل التعبير الحر والأصلي للإرادة السياسية". من جهة أخرى، اعتبر المسؤول الصحراوي أن مصداقية مجلس الأمن ونظام الأممالمتحدة عموما "منقوصة" كون بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" هي البعثة الوحيدة للحفاظ على السلام التي تعمل دون آلية لحقوق الإنسان. بالمناسبة، جلب الممثل الصحراوي الانتباه إلى "الاستكشاف والاستغلال غير الشرعي" الجاريين للموارد الطبيعية للصحراء الغربية.