احتفالا باليوم الوطني للتبرع بالدم المصادف ل25 أكتوبر تنظم الإتحادية الجزائرية للتبرع بالدم حملات تحسيسية تحت شعار"لنعمل جميعا على أن لا يموت أحد بسبب نقص الدم"· حسب السيد غربي قدور الأمين العام للاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم فإن هذا الشعار يرمي الى ابراز الدور الأساسي الذي يلعبه المتبرعون بالدم في انقاذ حياة آلاف المرضى لاسيما الأمهات والمواليد الجدد باعتبار أن آخر الاحصائيات الصادرة عن المراكز الاستشفائية تفيد ان 30 مولودا جديدا يموت كل سنة بالجزائر وحوالي 700 امرأة تموت كل سنة أثناء المخاض· وعن الحملات التحسيسية التي نظمت خلال شهر رمضان، أوضح السيد غربي أن الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية اعطت تعليمات لكافة أئمة المساجد عبر كامل التراب الوطني لتخصيص خطبة يوم الجمعة لتحسيس المواطن بأهمية التبرع بالدم إضافة الى نداءات قامت بها الكشافة الإسلامية خلال نشاطاتها على غرار بعض الثانويات، المدارس والجامعات التي خصصت ندوات وملتقيات لهذا الشأن مما جعل اقبال المواطنين للتبرع بالدم خلال هذا الشهر الكريم اكثر بكثير من الأعوام الصارمة· وعن النشاطات المرتقبة بولايات الوطن، أفاد الأمين العام للاتحادية أنه سيتم تنظيم عدة حفلات وتظاهرات علمية حول التبرع بالدم واسهام هذا العمل الانساني الثمين في الصحة العمومية، مضيفا أن عملية التحسيس مسؤولية الجميع ابتداء من الوزارة الوصية، وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، وزارة التضامن، وزارة التربية المجتمع المدني وكافة القطاعات الاخرى· واستطرد محدثنا قائلا بأن هناك مشروعا لكتابة زمرة دم الشخص في بطاقة التعريف الوطنية، جواز السفر ورخصة السياقة التي هي الآن في إطار تطبيق هذه التعليمة لتسهيل عملية الاطباء وضمان حياة المريض عند حدوث أي ضرر· كما أن الجزائر بصدد انشاء معمل لتفريق مركبات الدم أي الكريات الحمراء والبيضاء، البلازما والصفائح الحديدية لنتمكن من انقاذ عدة مرضى بكيس واحد من الدم اي بأخذ كل مريض المركب الذي يحتاجه فقط· وعن حصيلة عدد المتبرعين بالدم، أفاد المتحدث بأن الاحصائيات هي نفسها كالسنة الماضية حيث أن عدد المتبرعين الدائمين على المستوى الوطني يتراوح من 60 الى 65 ألف متبرع دائم و340 ألف متبرع غير دائم· وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 سنة ويتمتعون بصحة جيدة وقد تصل عدد التبرعات الى 4 مرات بالنسبة للرجال في السنة و3 مرات بالنسبة للنساء، كما يوجد 152 مركز تبرع تابع للوزارة الوصية و13 عيادة متنقلة، ثلاثة منها مخصصة للجزائر العاصمة والأخرى موزعة على مستوى التراب الوطني· ولدى ذكره للمشاكل التي تعترض الفيدرالية، أكد الأمين العام السيد غربي قدور ان اعضاءها لايتوفرون على مقرات ثابتة ب35 ولاية، بل جل المتطوعين يلتقون في المقاهي للتشاور ومنذ سنة 2001 لم تشارك الفيدرالية في التظاهرات الدولية بالخارج لغياب الامكانيات وهذا ما تأسف له السيد غربي بحكم ان الجزائر عضو في المنظمة العالمية للصحة ويستوجب عليها المشاركة واحتضان مؤتمرات خاصة بهذا المجال· كما اشتكى السيد غربي من نقص في أكياس الدم والميزانية المخصصة للفيدرالية والتي لا تفي حتى بطبع مطويات أو انجاز حملات اشهارية أو شراء هدايا رمزية لتكريم المتبرعين بالدم· وقد طالب السيد غربي بانشاء مراكز لحقن الدم خارج المراكز الاستشفائية ووضعها في الساحات العمومية وأمام الجامعات والثانويات بهدف تقريبها من المواطن كما شدد على وجوب الاستقبال الجيد للمتبرعين في هذه المراكز وتحسين الوجبة الغذائية المخصصة لهم· وتعمل الاتحادية على محو ظاهرة التبرع العائلي أي وجوب انتظار شخص من عائلة المريض ليتبرع له بالدم وهي العملية التي لاقت نجاحا كبيرا في بعض ولايات الوطن كعنابة، البويرة وعين تيموشنت لوجود بنك دم على مدار السنة في مستشفيات هذه الولايات· وفي ذات السياق، أكد السيد غربي ان الاتحادية تعمل جاهدة للتنسيق مع الوكالة الوطنية للتبرع بالدم لبلوغ هدفهما في اقرب وقت ممكن· الجدير بالإشارة أن الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم هي جمعية وطنية ذات طابع اجتماعي انساني تأسست في 25 أكتوبر 1976 من طرف أكبر المتبرعين بالدم والمتطوعين وتحتل 4 مقاعد في الفيدرالية الدولية لمنظمات التبرع بالدم و4 مقاعد في الفيدرالية الخاصة بجمعيات التبرع بالدم للمغرب العربي الكبير، بالإضافة الى انها حاضرة بلجانها على مستوى كل الولايات، الدوائر والبلديات بغرض القيام بعمل التحسيس، التجنيد وترقية التبرع بالدم· *