على الرغم من النداءات المتكررة التي قامت بها الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم طيلة شهر رمضان وفي الفترة التي سبقته لحث المواطنين على التبرع بالقليل من دمهم لإنقاذ حياة المرضى ومساعدة بعضهم على تأدية واجب الصيام في ظروف صحية جيدة إلا أن هذا النداء لم يلق الصدى المرغوب إذ سجلت نسبة بسيطة من المتبرعين حتى الدائمين منهم. أطلقت الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم حملتها الوطنية لجمع التبرعات قبل حلول رمضان عبر كافة القنوات الإعلامية المتاحة من صحافة مكتوبة ومسموعة وببث الومضات الإشهارية عبر القنوات التلفزيونية الثلاث، تحسبا للطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية خلال هذا الشهر أين تستدعي العمليات الجراحية التي ترى يوميا لضحايا حوادث المرور المرتفعة في هذه الفترة، نقل كميات كبيرة من الدم ، إضافة إلى وجود العديد من الحالات المرضية التي تحتاج إلى تجديد الدم بصفة دورية، قد تتعرض إلى افتقاد هذه المادة لتناقصها على مستوى بنوك حفظ الدم بالمستشفيات . 13 مركبة لا تفي بالغرض ------------------------------------------------------------------------ لإنجاح عملية التبرعات بالدم عملت الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم على استقدام 13 مركبة متنقلة لجمع الدم حسب ما صرح به رئيسها ''غربي قدور'' في اتصال هاتفي ب (الحوار)، موضحا أن هذه المركبات المجهزة بكافة الوسائل اللازمة للسير الحسن للعملية قد تم توزيعها في المدن الكبرى أمام المساجد خلال صلاة التراويح وفي الساحات العمومية إلا أنها بقيت غير كافية لوصول إلى ما كانت الفدرالية تطمح بلوغه من التبرعات خلال هذا الشهر، وأرجع السيد ''غربي'' سب تراجع نسبة التبرعات بصورة طفيفة إلى تخوف المواطنين حتى المعتادين منهم على التبرع بصفة منتظمة من العملية في شهر الصيام ضنا منهم أن هذا سيؤثر سلبا على صحتهم، ما أدى بالجمعية إلى التكثيف من حملاتها التحسيسية وتوزيع المطويات والملصقات الجدارية، التي يصب مجملها في حث المواطنين على التبرع المنتظم بالدم، كما عملت الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية إلى إشراك أئمة المساجد في العملية التحسيسية بحثهم جموع المصلين على التبرع عقب صلاة التراويح. فعلى مستوى العاصمة أكد ''غربي'' جود مركبتين متنقلتين تحت تصرف مستشفى بارني ومستشفي بني مسوس تعمل إلى جانب تلك التابعة للوكالة الوطنية للتبرع بالدم، فهي لا تسع إلى جمع كل التبرعات عبر 4آلاف أو 5آلاف مسجد على مستوى العاصمة. 71 ألف تبرع تبقى نسبة ضئيلة ------------------------------------------------------------------------ كشف رئيس الاتحادية أن نسبة التبرعات بالدم في رمضان ازدادت بعد وقت التراويح بصفة ملحوظة فقد قدر عدد المتبرعين الدائمين وهم الأشخاص الذين يتبرعون كل 3 أو 4 أشهر ب71000 متبرع على مستوى الوطن فيما تقدر النسبة العادية أو المعدل السنوي بين متبرعين دائمين وغير دائمين ممن يتبرعون لذويهم من المرضى في المستشفيات ب 370 ألف متبرع حسب آخر الإحصائيات و التي تعود إلى السنة الماضية، وهي النسبة التي اعتبرها رئيس الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم تبقى ضئيلة ولأسباب من ضمنها ضعف الحملات التحسيسية وسوء الاستقبال الذي يميز بعض مراكز حقن الدم التي يقصدها المتطوعون وتشجيعا لهذه العملية عكفت الاتحادية وبالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان على تقديم وجبة غذائية للمتبرعين بالدم، لكنها تغيب في أغلب الأحيان ويقتصر توزيعها في بعض المراكز دون غيرها قصد تجسيد هدفها المنشود والمتمثل في تحسيس وتشجيع المواطنين على التبرع بالدم لإنقاذ حياة المرضى ويبقى التبرع بالدم عملا إنسانيا تطوعيا يحمل معنى تضامنيا يجسد روح التعاون ويحتاج إلى تحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم الذي من شأنه منح الحياة للمرضى على الرغم من أن التبرع بالدم له عدة فوائد تعود على الشخص المتبرع، مثل زيادة نشاط وظيفة نخاع العظم في إنتاج كميات جديدة من خلايا الدم، والزيادة في نشاط الدورة الدموية هذا إضافة إلى الفائدة الإنسانية التي يتلقاها المتبرع بعد تبرعه بالدم، فإن لهذه العملية فوائد أخرى، في مقدمتها إنقاذ حياة إنسان إلا أنه وفي الجزائر ما يزال المواطن لا يولي أهمية كبيرة، بل ويتجنب هذه العملية. وللإشارة كر السيد''غربي'' أن اليوم الوطني للتبرع بالدم المصادف ل 25 أكتوبر سيتم الاحتفال به هذه السنة في ولاية عين تموشنت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية.