أوضح المدير العام للوكالة الوطنية للتبرع بالدم السيد كمال كزال، أمس، أن انعدام ثقافة التبرع بالدم لدى المواطن الجزائري وانحصار العملية بين أفراد العائلة من الإشكالات التي تعيق عملية جمع الدم رغم توفير الأجهزة العصرية بمراكز حقن الدم وتدعيمها بأطباء مختصين يسهرون على ضمان نجاح العملية وإعطاء المعلومات الضرورية للمتبرع. وأبرز السيد كزال في ندوة صحفية نشطها بمعية رئيس الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم ومديرة إذاعة متيجة، أهمية إطلاق حملات تحسيسية وسط المواطنين لتجنيد متبرعين جدد مشيدا بالحملة الوطنية التحسيسية التي أعلنت عنها الإذاعة الجزائرية والتي تنطلق غدا عبر 45 إذاعة جهوية، معتبرا إياها فرصة للتقرب من المواطنين عبر ولايات الوطن. وفي هذا السياق، ذكر السيد كزال بالبرنامج الوطني الذي أقرته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في هذا المجال حيث سيتم إعادة تنظيم الشبكة الوطنية للدم تحت وصاية الوكالة الوطنية للدم بصفتها المتعامل الحصري في ميدان الدم على المستوى الوطني، وستدعم ب 12 وكالة جهوية للدم 3 منها دخلت حيز التنفيذ على أن يسلم مركز العاصمة قبل نهاية السنة وهو المركز الذي سيسمح بتوفير 100 ألف تبرع سنويا. وعن دور هذه المراكز أوضح ذات المسؤول أنها ستكلف بتسيير نظام توفير الدم ومشتقاته مع 48 مركز ولائي للدم وبنك الدم على مستوى كل مؤسسة صحية وهذا بهدف وضع نظام معاصر لتسيير الدم مطابق للمقاييس المعترف بها والمعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة في هذا الميدان من أجل ضمان اكتفاء ذاتي من مواد الدم وكذا ضمان أمن وسلامة عملية حقن الدم، مضيفا أن من بين الأهداف الإستراتيجية للوكالة تطوير الجمع المتنقل للدم للوصول إلى 85 بالمائة من التبرعات المجموعة خارج المؤسسات الصحية مشيرا إلى تدعيم حظيرة الوكالة ب 24 شاحنة جديدة تضاف ل 32 شاحنة تعمل على المستوى الوطني. وبلغة الأرقام كشف مدير الوكالة الوطنية للتبرع بالدم، عن جمع ما يقارب 405 ألف تبرع على المستوى الوطني خلال 2009 مقابل 384450 تبرعا سنة 2008 فيما تم جمع خلال شهر رمضان المعظم لسنة 36895 2009 تبرعا على مستوى هياكل حقن الدم وخاصة على مستوى الشاحنات المتنقلة لجمع الدم التي وضعت بالقرب من المساجد لاستقبال المواطنين بعد صلاة التراويح. من جهته، قلل السيد قدور غربي رئيس الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم من المخاوف التي تلازم المواطنين وتمنعهم من إنقاذ حياة مريض هو في حاجة لقطرة من دمهم حيث أكد أن 180 مركز حقن المتواجدة على المستوى الوطني تم تدعيمها بالأطباء الذين يستقبلون المتبرعين لفحصهم وتحديد مدى قدرتهم على التبرع من عدمه، كما أن آلات نقل الدم أحادية لا تستعمل إلا لشخص واحد إذ تحرق بعد الاستعمال. وشدد السيد غربي على ضرورة غرس ثقافة وطنية للتبرع بالدم حتى لا يبقى ذلك مناسباتيا كما هو اليوم. وعن الحملة الوطنية التحسيسية بأهمية التبرع بالدم المنظمة من قبل الإذاعة الوطنية والمقرر انطلاقها غدا تزامنا مع اليوم المغاربي للتبرع بالدم المصادف ليوم 30 مارس من كل سنة، أوضحت مدير إذاعة متيجة السيدة الهام بربارة أن الحملة تهدف إلى توعية المواطنين وتحسيسهم بأهمية التبرع بالدم لإنقاذ أرواح بشرية في حالة خطيرة، وتوفير الكميات الكافية من الدم على مستوى المؤسسات الصحية وخلق ثقافة التكافل والتآزر بين أبناء الوطن الواحد في وقت المحن والشدائد. ومن المقرر أن يتم تنظيم موائد مستديرة، وفضاءات نقاش مفتوحة على مستوى 45 إذاعة جهوية يحضرها أطباء ومختصين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع مع تقديم تسجيلات لنماذج أشخاص متبرعين دائمين وتقديم شهادات حية لمرضى كانوا في حاجة لقطرة دم وشفيوا.