تعد مغارات السبع الرقود الواقعة بالضبط شمال مركز بلدية زردازة، التابعة لدائرة الحروش، على بعد حوالي 04 كلم منها والمحصورة بين المحجرة التابعة لشركة عمومية والمفرغة العمومية، واحدة من المعالم السياحية الأثرية التي وإن استغلت أحسن استغلال لحولت إلى منطقة لجذب السياح. وحسب السيد عبد الرحمن العايب، ابن المنطقة وباحث مختص في التاريخ والتراث المحلي، فإن تلك المغارات السبع تم اكتشافها في ماي 2013 عن طريق الصدفة، بعد أن قرّر بعض الشباب من الباحثين الهواة الشروع في عملية التنقيب عن أثار مدينة نوميدية، كانت تسمى «نيدليس» (nedibus) التي لم يتم اكتشافها بعد وسمعوا عنها من خلال حكايات شيوخ وعجائز المنطقة الذين خلدوها في ذاكرتهم الجماعية، على شكل أسطورة شعبية تشبه إلى حد ما قصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم، وما حفّزهم للمضي قدما أكثر، كما أضاف أن بعض مراجع الأثريين الفرنسيين الصادرة خلال حوالي سنة 1870، قد تطرقت إلى هذه المدينة بعد أن حددت موقعها في منطقة السبع رقود بنواحي زردازة، زيادة إلى ذلك توجد في محيطها أثار مقبرة رومانية ومقبرة للإنسان الحجري أو ما يعرف بالدولمان. مضيفا أن أول زيارة للموقع كانت في 12 أفريل 2013، حيث تم اكتشاف فتحات يخرج منها هواء بارد، وبتاريخ 24 أفريل من نفس السنة تم التوغل داخل المغارة العجيبة الأولى لتتوالى بعدها الاكتشافات إلى أن تم الوصول إلى المغارة السابعة واكتشاف هذه الأخيرة، كما تم التصريح بها على مستوى البلدية والدرك والدائرة ومديرية الثقافة، لكن وبالرغم من أهمية الاكتشاف لم تكن هناك متابعة. وعن مميزات مغارات سبع الرقود، قال محدثنا بأنّها تتميز بمداخل متقاربة تمتد على نطاق واسع يصل إلى كيلومتر، تضم بداخلها مجموعة من الأشكال المختلفة والمتنوعة من الصواعد والنوازل، تقدر درجة حرارتها ب18 درجة مئوية، كما تقدر نسبة الرطوبة بها حوالي 70 بالمائة، ويتوفر بها الأكسجين بنسبة مئة بالمائة، وعن سبب تسميتها بسبع الرقود، أشار مصدرنا إلى أنه يعود إلى الجبل المقابل لها من الحروش باتجاه زردازة. وعن قيم هذه المغارات السبع، يرى السيد العايب عبد الرحمان بأنّ أول ما يجب القيام به هو العمل من أجل تصنيفها، ومنه حمايتها، مع العمل على غلق المحجرة والمفرغة العمومية المحاذية لها، بعد القيام بإنجاز دراسات حول عمرها الجيولوجي، مؤكدا على ضرورة الإسراع في تهيئتها حتى تستطيع أن تؤدي دورها، خاصة أن توجهات الحكومة الحالية هو العمل من أجل البحث عن موارد مالية بديلة للنفط من خلال استغلال مثل هذه المواقع في السياحة، مشددا على ضرورة تصنيفها، كما هو الحال بمغارات الكهوف العجيبة بجيجل وفي منطقة أوقاس ببجاية وفي بني عاد بتلمسان وغيرها، وفي كل هذا تبقى مغارة سبع الرقود العجيبة بحاجة جد ماسة إلى التفاتة المعنيين، خاصة القائمين على قطاع الثقافة لجعلها موردا سياحيا بإمكانه المساهمة الفعلية في سبيل جلب موارد مالية بالعملتين.