يُعدّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من المناسبات الدينية التي تكتسي أهمية كبيرة عند عامة السكيكديين من الجنسين، كبيرهم وصغيرهم، كونه يؤرخ لميلاد عهد الأنوار والإيمان والإسلام، ومن هذا المنطلق تحرص الأسرة السكيكدية بمختلف شرائحها على إعطائه بعده الديني الذي يستحقه، من خلال العادات والتقاليد المتوارثة التي تقوم بإحيائها خلال كل سنة في أجواء إيمانية تضامنية يصنع الأطفال بهجتها وفرحتها، حتى وإن بدأت العديد من مظاهر تلك النفحات الإيمانية الخالصة تتلاشى بمرور الوقت، بعد أن أضحى يغلب عليها الطابع الاحتفالي من خلال الأطعمة التقليدية التي تُحضّر والتي تعصرنت هي الأخرى للأسف، من خلال المفرقعات مختلفة الأسماء والأنواع التي أضحى صوتها يشبه إلى حد ما القنابل والمتفجرات. عن أبعاد ومغزى الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، وما يجب أن تكون عليه، اقتربت «المساء» من عدد من الأطفال وسألتهم عن الموضوع، فكانت إجابتهم تقريبا متباينة، فالتلميذة عمراني نور الماس (10 سنوات تلميذة في السنة الأولى متوسط)، ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يتزامن وميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة يعبر فيها الأطفال كما قالت عن فرحتهم من خلال إشعال الشموع والإكثار من الصلاة والدعاء في أجواء عائلية يسودها الفرح. وفيما يخص ظاهرة استعمال المفرقعات، ترى أنها بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن تبذير الأموال فيما لا ينفع. من جهتها اعتبرت التلميذة ألاء صيافة (11 سنة) أن المولد النبوي الشريف فرصة سانحة تسمح لنا بالتعرف أكثر على مناقب الرسول الكريم كي نتمسك بها في حياتنا، وترى أن استعمال المفرقعات غير جائز لأنها عادة دخيلة على الإسلام والمسلم، فعوض أن يتبع الرسول في كل السلوكات الإيجابية فإنه يعصيه فيما يتعلق بتبذير المال، وتقول صيافة بأن ما تعرفه عن كيفية إحياء هذه الذكرى ما تعلمته من العائلة، خاصة الإكثار من قراءة القرآن أو متابعة الحصص والأفلام الدينية، كفيلم «الرسالة» مثلا. أما رزان بلاّل(13 سنة) فقد رأت أن استعمال المفرقعات غير جائز ولا يتماشى مع طبيعة هذه المناسبة الدينية، لأن الإفراط في استعمال المفرقعات يعتبر تبذيرا للمال وتعريض الآخرين للأخطار، ومثل هذه السلوكات كما أضافت تتنافى وطبيعة ما جاءت به رسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ونفس الشيء تقريبا عبرت عنه التلميذة نور الهدى صيافة (11 سنة) التي أضافت بأنها تحتفل بهذه الذكرى في أجواء عائلية متميزة يعمها الفرح والبهجة بعد أن تلتف العائلة ليلة المولد مباشرة بعد صلاة المغرب حول مائدة مزينة بطبق من الأطباق التقليدية، دون إهمال المكسرات التي يتم اقتناؤها، بما فيها حلويات الحلقوم والحلويات التركية، بعد أن يتم إشعال الشموع في كل الغرف. أما البرعومة ريتاج سويسي (07 سنوات تدرس في السنة الثانية ابتدائي) وبعفوية، قالت بأن استعمال المفرقعات عند الاحتفال بالمولد النبوي الشريف «حرام».