انطلقت أمس بمدينة بلنسية شرق اسبانيا الندوة الأوروبية ال34 للتنسيق ودعم الشعب الصحراوي بحضور مئات الممثلين عن الحركات الجمعوية من مختلف أنحاء العالم وهيئات ومنظمات غير حكومية متضامنة مع القضية الصحراوية التي لا تزال بدون تسوية بعد مرور أزيد من ثلاثة عقود.ويشارك في هذه الندوة التي تختتم أشغالها غدا الأحد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. ويناقش المشاركون على مدار ثلاثة أيام كيفية تعزيز تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الصحراوي المناضل من اجل حقه في تقرير مصيره، وينتظر أن يعرض المشاركون تجاربهم ومبادراتهم لصالح حقوق هذا الشعب المضطهد. وتعتبر هذه الندوة أهم لقاء يعقد سنويا للتعبير عن تضامن المجتمع الدولي مع قضية شعب وجد نفسه في الشتات والملاجئ بعد أن أنكرت عليه دولة شقيقة حقه في الحرية والاستقلال بالرغم من إقرار الشرعية الدولية لحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها ومن ضمنها الشعب الصحراوي. وأكد المشرفون عن الندوة أن هذه الأخيرة ستكون "أرضية ممتازة للتطرق إلى آخر المستجدات والى الرزنامة السياسية للنزاع في الصحراء الغربية والمطالبة مجددا بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره" . وسيقوم المشاركون بإعداد حصيلة الانجازات التي تم تحقيقها منذ الندوة الأوروبية الأخيرة المنعقدة في العاصمة الايطالية روما والتي تم خلالها تحديد أهداف واستراتيجية لدعم كفاح الشعب الصحراوي من اجل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وهو ما سيجعل ندوة بلنسية الدولية بمثابة نداء لحركة التضامن الدولي من أجل البحث عن الآليات الكفيلة لضمان حماية المواطنين الصحراويين في الأراضي المحتلة والذين يتعرضون يوميا إلى أسوء الممارسات وحملات شرسة من القمع، تنتهجها قوات الاحتلال المغربي لإرغامهم على قبول الأمر الواقع. وتأتي هذه الندوة الدولية في ظرف خاص تمر به القضية الصحراوية على ضوء المفاوضات المباشرة التي انطلقت قبل أزيد من عام بين جبهة البوليزاريو والمغرب تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة في مسعى إلى التوصل إلى حل عادل ونهائي للنزاع في الصحراء الغربية يقوم على أساس مبدأ احترام الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مما يجعلها فرصة لمساندة جهود المنظمة الأممية من اجل إحلال السلم وتشجيع مواصلة العملية السلمية التي اصطدمت بمواقف الطرف المغربي المتعنت والمصر على اتخاذ ما يسمى بمخطط "الحكم الذاتي" كقاعدة وحيدة للتفاوض في نزاع عمّر أزيد من ثلاثة عقود. وكان طرفا النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو عقدا أربع جولات من هذه المفاوضات في منتجع منهاست بالولايات المتحدةالأمريكية لكن دون التوصل إلى أي نتيجة تذكر، بسبب استمرار المغرب في التمسك بموقفه الرافض لأي تسوية خارج إطار "الحكم الذاتي"، وهو الإطار الذي ترفضه جبهة البوليزاريو خاصة أن اللائحة الأممية رقم 1754 دعت صراحة طرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة من دون أي شروط مسبقة تفضي إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وكان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في مسعى لإيصال رسالة الشعب الصحراوي المتمسك بحقه في تقرير مصيره التقى بالأمين العام الاممي بان كي مون بمقر الأممالمتحدة بنيويورك الأسبوع الماضي وأكد له تمسك جبهة البوليزاريو بمسار مفاوضات السلام التي لم يتم تحديد موعد جولتها الخامسة بعد.