يؤكد عزوز العايب المناجير العام للفريق الوطني ل «الريغبي»، أن رياضة «الريغبي» هي التي فازت في الدورة المغاربية بوهران باكتشافها والفاعلين فيها عن قرب، وجلبها معجبين جددا، مشيرا إلى جهود القائمين على اللعبة في الجزائر من أجل تطويرها انطلاقا من القاعدة عبر توسيع الممارسة، وإطلاق بطولة وطنية في غضون سنة، وذلك ما نكتشفه، ونقاط أخرى في هذه الدردشة القصيرة... ❊ هزيمة ثانية في هذه الطبعة الأولى للدورة المغاربية ل«الريغبي»، وهذه المرة أمام منتخب تونس، ما هو تعليقك عليها؟ ❊❊ كان بودنا الفوز وإهداؤه للجماهير والعائلات الجزائرية التي قصدت ملعب أحمد زبانة، لكن هذه هي الرياضة، وعلينا احترام ماهيتها. المنتخب التونسي انتصر علينا، ويجب تهنئته على فوزه. بالنسبة لنا لازلنا في مرحلة التكوين، الاتحادية الجزائرية ل «الريغبي» حديثة النشأة، وهذا الأمر سمح للجزائر باللعب ضد من يوجدون من بين أحسن 40 منتخبا في العالم، فهذا شيء مشرّف ومشجّع في آن واحد. هذه تجربة كبيرة لنا سواء من الناحية التنظيمية أو الفنية، لأننا نستعد لكأس إفريقيا التي ستقام شهر مارس القادم، وهذه الدورة المغاربية تسمح لنا بالتطور أكثر. ومن يعتبر هزائمنا في هذه الدورة المغاربية نكسة وأمور سلبية، فأنا، على العكس، أعتبرها إيجابية. ❊ لكن المنتخب الوطني ارتكب أخطاء فنية ساذجة وقاتلة، كان يمكنه تفاديها في الأوقات الحاسمة، قلبت انتصاره إلى هزيمة أمام التونسيين؟ ❊❊ لا أنكر ذلك، وسنعمل على تصحيح هذه الأخطاء في المستقبل، لأنه في جانب ما غير مقبول أن تسيطر على مقابلة في أغلب أوقاتها، وتنهزم في نهاية الأمر. وفي رياضة «الريغبي» إذا ارتكبت خطأ صغيرا سيكلّفك غاليا. ❊ إلامَ تعود هذه الأخطاء؟ ❊❊ إلى نقص الخبرة بالتأكيد، فلاعبو المنتخب الوطني لم يلتقوا ببعضهم البعض منذ سنة، وليس مثل المنتخب الوطني لكرة القدم أو اليد، فمنتخب «الريغبي» تدرب يومين فقط قبل ملاقاة المنتخب المغربي. وبالنسبة لي، فمهما كانت الحصيلة الفنية للجزائر في هذه الدورة المغاربية، فهو انتصار كبير لرياضة «الريغبي» الجزائري بتواجد هواة هذه اللعبة والعائلات الجزائرية بكثرة في ملعب زبانة. ❊ سبق وأن قلتم بأن «الريغبي» الجزائري بصدد ملامسة حلم طال أمده، فهل تحقق بالنسبة لكم؟ ❊❊ تأسيس اتحادية جزائرية خاصة ب «الريغبي» حلم وتحقق. انضمام الاتحادية الجزائرية والاعتراف بها من قبل الاتحاد الإفريقي ل «الريغبي» حلم كذلك وتحقق، حتى تنظيم هذه الدورة المغاربية حلم ولامسناه، لكن ما يهمنا أكثر ويعنينا بدرجة قصوى هو الأندية 21 الناشطة في الجزائر. ففي سنة واحدة كونّا 300 مرب، وهذه السنة (2016) أكثر من 2000 طفل اكتشفوا رياضة «الريغبي» للمرة الأولى، وحاليا نحوز على 1000 إجازة. وما يسعدنا كثيرا هو نقل مباريات «الريغبي» في الجزائر على الشاشة الصغيرة، فهي فرصة للتعريف بها، واكتشافها ولو عن بعد. ❊ ما هي الأشياء التي خرجتم بها من تنظيم هذه الدورة المغاربية؟ ❊❊ أغلبها إيجابية، كمنح الفرصة لمتابعة خرجات رياضة «الريغبي» عن قرب، وكذا للمنتخب الوطني الذي يتشكل أغلب لاعبيه من عناصر تلعب في نواد أوروبية، لا تسمح لها الظروف بالمجيء إلى الجزائر بصفة دائمة ومنتظمة. يجب أن نكون إيجابيين. وأنا متأكد من أن الأمور ستتقدم للأحسن إن شاء الله. ❊ والآن بعد تلك الخطوات الإيجابية، ما هي المواعيد التي تنتظر فريقنا الوطني في المستقبل القريب؟ ❊❊ على المدى القريب كأس إفريقيا للأمم ل «الريغبي» في شهر مارس القادم بنيجيريا، والطبعة الثانية من هذه الدورة المغاربية بمدينة الدار البيضاء المغربية شهر جويلية القادم، خاصة أن الأهم ألعاب الشباب التي ستنظمها الجزائر شهر جويلية 2018، ورياضة «الريغبي» مدرجة رسميا في هذه الألعاب، وهذا يعني أن أمامنا سنة ونصف سنة للعمل مع لاعبين شباب جزائريين هنا من داخل البلد، حتى نشكل منتخبا وطنيا أغلبه من اللاعبين المحليين، وهذا هدف واضح يجب بلوغه. العمل سيكون محليا مع المدربين والحكام وممارسي رياضة «الريغبي».. ❊وهل تتوفرون على إمكانيات تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع؟ ❊❊ لا نتوفر على إمكانيات، يلزمنا الكثير منها، ذلك أمر مفروغ منه، لأن المشروع طموح، ويحتاج إلى جهود كبيرة ومتراصة، فمثلا هذه الدورة المغاربية أجريت من دون دعم وميزانية عمومية بل بأموال خاصة وما يُعرف ب «السبونسورينغ»، هذا فخر لنا، لكن يجب تدعيم هذه الرياضة ماديا ومعنويا. وزير الشباب والرياضة أعطى موافقته، وكذا رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، وقد شجّعانا ومنحا موافقتهما، وكذلك رئيس الاتحادية الجزائرية ل «الريغبي»، أشكرهم كثيرا على ذلك، وأتمنى أن تكون سنة 2017 ناجحة للريغبي الجزائري. ❊ خاصة مع هؤلاء اللاعبين الحاضرين في هذه الدورة المغاربية، الذين يُعدون قاطرة «الريغبي» الجزائري؟ ❊❊ فعلا هم واجهة، وقطار»الريغبي» الجزائري انطلق فوق سكة صحيحة، وأتمنى أن يبلغ المحطة التي نتوسمها، وهي النجاح والتألق لهذه الرياضة داخل الجزائر وخارجها. ❊ تكلمت عن الدفع برياضة «الريغبي» داخل الجزائر إلى الأمام، ودعمت كلامك بإحصائيات، لكنك لم تتطرق لبطولة وطنية، يرى كثيرون أنه حان الوقت لإطلاقها ، فماذا بجعبة الاتحادية في هذه المجال؟ ❊❊ هو هدفنا الأسمى، وأحيطك علما أن البداية ستكون بدورة وطنية شهر فيفري القادم. وإذا سارت الأمور كما يجب، فإن إطلاق أول بطولة جزائرية ل «الريغبي» سيكون في شهر سبتمبر 2017 إن شاء الله، ولكن سنبدأ ب «ريغبي» من 7 لاعبين، وبنفس القواعد، وكل الأمور المتعلقة بهذه الرياضة. ❊ وما هي كلمتك الختامية؟ ❊❊ أشكر فيها جريدتكم المحترمة على تغطيتها هذه الدورة المغاربية، وكل من ساهم سواء من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الموعد الرياضي فنيا وتنظيميا. وأؤكد أن المستقبل ل «الريغبي» الجزائري.