بدا السيد جمعي طيباني مدير رياضة الريغبي في الجزائر في هذا الحوار متفائلا بمستقبل هذه اللعبة، حيث أكد ان الخطوات التي تم قطعها في هذا الشأن هي مؤشر ايجابي خاصة ان وزارة الشباب والرياضة قدمت يد المساعدة لاقامة اول بطولة وطنية. - بداية كيف جاءتكم فكرة إدخال الريغبي إلى الجزائر؟ * صاحب الفكرة هو الزميل مراد كلال الذي كان انشغاله الأكبر هو إعطاء دفع حقيقي للريغبي في الجزائر، حيث عرض علي مشروعه كوني متخصص في اللعبة ولاعب سابق في نادي مارسيليا، كما نشطت في عدة أندية أوروبية. استحسنت الفكرة كثيرا خصوصا وان جذور هذه الرياضة موجودة منذ حقبة الاستعمار، وكانت اللعبة الشعبية الثانية في الوسط الرياضي الجزائري باعتبارها شبيهة بالكرة المستديرة، وبعد الاستقلال بقي عدد قليل من الفرق التي تمارسها لكن باحتشام على غرار فريق مكانيك بلوزداد ولابريزدو، ثم زالت نهائيا بمرور الوقت لنقص الاهتمام بها. - وماذا حققتم إلى حد الآن ؟ * قمنا بتظاهرات عديدة في مختلف انحاء القطر الوطني انطلاقا من دورة ديسمبر 2006 بزرالدة والتي نظمتها جمعية نادي الجزائر للريغبي، تلتها دورات أخرى أشرفت عليها شركة "اومو" والتي منحت لنا فرصة التعريف برياضة الريغبي على مستوى 5 ولايات في جوان الفارط، كما أعطت للفنيين فرصة إنشاء جمعيات خاصة بها، والحمد لله استطعنا لحد الآن الوصول الى تكوين سبعة اندية هي بجاية، تيزي وزو، بسكرة، سطيف، العاصمة، وهران وأخر الملتحقين المسيلة حيث تم توفير جميع الوسائل لفائدة هذا الفريق الناشئ حيث نظمنا في شهر جوان الفارط أبوابا مفتوحة على رياضة الريغبي بذات المدينة بمشاركة نخبة من المحترفين من خارج الوطن. - هل تجاوبت الوزارة معكم؟ * حقيقة فتحت الوزارة أبواب واسعة لرياضة الريغبي، وكان تدعيمها واضح من خلال إمضاء اتفاقية تعاون مع دولة جنوب إفريقيا (حاملة اللقب العالمي للموسم2007) في شهر ديسمبر المنصرم اتبعتها دورة رمزية بملعب الغولف بدالي إبراهيم، ويرمي هذا البروتوكول إلى إقامة تربصات مشتركة للاستفادة من الخبرة التي يتمتع بها البلد، إضافة إلى الخبراء الأجانب الذين سيحلون بالجزائر بغرض تقديم دروس تكوينية للحكام والمدربين الذين سيحملون مشعل تطوير هذه الرياضة في المستقبل القريب، لاسيما وأننا بصدد تنظيم دورة وطنية بولاية وهران في شهر فيفرى المقبل من اجل جلب اكبر عدد ممكن من عشاق هذه الرياضة. - أكيد ان نجاحكم متوقف على توفر الامكانيات المادية؟ * الشيء الايجابي وهو هام جدا أن ميادين كرة القدم تصلح لممارسة رياضة الريغبي، فالجزائر تزخر بملاعب عديدة، لاسيما أن هذه اللعبة تشترك في نفس قواعد ممارسة الرياضة الأكثر شعبية، والفرق بينهما يكمن في أن الأولى تمارس بالقدم والثانية باليد. - الآن وبعدما وضعتم القدم الأولى، ما هي مشاريعكم ؟ * تسعى هيئتنا منذ عدة أشهر إلى إطلاق أول بطولة وطنية وكذا تأسيس إتحاديه التي تسمح لنا بالمشاركة في المحطات الدولية القادمة على رأسها كأس "السوبر" المقررة بالمغرب في شهر ديسمبر القادم والبطولة العربية للأمم. وحضور هاتين المنافستين متوقف على شرط واحد هو إقامة بطولة وطنية، الأمر الذي جعل وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الجزائرية تسارعان إلى تقديم يد المساعدة لهذه الرياضة تسهيلا لاندماجها في الحقل الرياضي الوطني بصورة رسمية، وذلك من خلال تمويل انطلاق أول بطولة من نوعها في شهر سبتمبر القادم . كما قدم مسؤولي الاتحاد العربي للعبة دعما كبيرا للريغبي الجزائري من خلال إلحاح على عدم إقامة بطولة عربية بدون مشاركة "الخضر"، وقال لنا: "وجود عناصر تلعب في أقوى الأندية الفرنسية، الانجليزية والسكوتلاندية سيرفع من مستوى المنافسة ويساهم بالتالي في إعطاء دفع جديد للريغبي العربي". - متى نرى رسميا منتخبا وطنيا للريغبي ؟ * انطلقنا في اول خطوة عندما برمجنا لقاء وديا ضد تونس في جوان الفارط بملعب احمد زبانة وهران، لكن للأسف تم إلغاء هذه المواجهة بسبب اعتذار التونسيين في آخر لحظة. وغياب المنتخب التونسي عاد بالفائدة على الأندية المحلية حيث استفادت هذه الأخيرة من تربصات تكوينية قصيرة المدى قام بتأطيرها عناصر منتخب وطني مبدئي الذي يضم في صفوفه أربعين لاعبا ينشطون في أوروبا وبالتحديد بفرنسا، انجلترا واسكتلندا ويتعلق الأمر بكل من عجيمي فؤاد (سرجي بونتواز)، بومدين علام (بلانياك)، عامر مهدي (بربينيان)، عمار قادر (بوردو)، علي بلحسين (شالون)، بن حمور ناصر (كاهور)، عايب عزوز وبن حمودة نيبل (بريف)، بن حسان عبد القادر (جانفيليي، بطيب فيصل (شامبيري)، بوشور عادل (رايشل)، بودي كريم (ماسي)، دمبري فؤاد (كورباي ال 13)، دوقارم محمد (دومون)، هلالي مهدي (بوربار) وحيرش سعيد وصالحي عبد القادر (الملعب الفرنسي)، خموش سمير (كاستر)، تباني سليم (أويوناكس) ويانينة عزيز (نيوبريدج ايرلندا الجنوبية). - وماذا عن طموحاتكم؟ * ينتظرنا برنامجا مكثفا للعمل، الذي يرتكز معظمه على الجانب التكويني للمدربين والحكام وتوجيهي للرياضيين قصد تلقينهم الأبجديات الأساسية للعبة بهدف تشكيل قاعدة وبهذا الغرض نجري حاليا دورات استعراضية في شواطئ الجزائر التي شرعنا فيها منذ نهاية جويلية المنصرم بوهران، والآن بالعاصمة وبعدها في عنابة ثم بجاية.