أكد السيد عبد السلام شلغوم، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، أن صالون الإنتاج الوطني كان فرصة للمتعاملين الجزائريين، حيث تلقوا عروض استثمار وشراكة وطنية وأجنبية في شتى المجالات التجارية ومجالات الصناعات التحويلية والخدمات. أفاد السيد شلغوم أن المؤسسات الجزائرية التي شاركت في معرض الإنتاج الوطني الذي اختتمت فعاليته أمس بقصر المعارض بالصنوبر البحري تلقوا عدة عروض وأجروا مفاوضات مع متعاملين جزائريين عموميين وخواص وكذا زوار أجانب من المهنيين المهتمين بالمنتوجات الوطنية. وأضاف الوزير في كلمة ألقاها لدى إشرافه على اختتام الطبعة ال25 للمعرض أن هذه العروض تمحورت حول كيفية إقامة استثمارات وشراكات في مختلف الميادين، حيث عبر المتعاملون المهتمون بالمنتوج الوطني عن رغبتهم في إقامة شركات مربحة وشراء المنتوج الجزائري الذي يحترم مقاييس الجودة والنوعية. وفي هذا السياق، ذكر السيد شلغوم بأن المنتوج الجزائري بات يعرف تطورا كبيرا، حيث حقق "نتائج جد مرضية من حيث الكمية والنوعية" بفضل سياسات الحكومة الرامية لتطوير الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الإنتاج المحلي ومرافقته لإنعاش قطاعات حيوية بديلة لقطاع المحروقات يمكن الاعتماد عليها. مضيفا أن الحكومة تعمل جاهدة على وضع المؤسسات الاقتصادية الوطنية في قلب معادلة التنمية الاقتصادية. وفي سياق حديثه عن سياسة التصدير لتنويع الصادرات خارج المحروقات وجلب مداخيل إضافية، أكد الوزير أن المنتوج الجزائري بدأ يقتحم الأسواق الأجنبية تدريجيا بفضل جودته التي أهلته لذلك. من جهته، قال السيد طيب زيتوني المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير منظمة المعرض إن هذه التظاهرة الاقتصادية كانت مناسبة قربت بين المؤسسات العمومية والخاصة في خطوة لتجسيد النموذج الاقتصادي الجديد الهادف إلى ترقية الصادرات خارج المحروقات. مؤكدا اهتمام العديد من المتعاملين الاقتصاديين الذين شاركوا في المعرض بخلق شركات دائمة مع بعضهم البعض لتطبيق هذه الإستراتيجية والتوجه نحو الأسواق الأجنبية خاصة الإفريقية منها. وأشار السيد زيتوني إلى أن معرض الإنتاج الوطني في طبعته ال25 عرف تحولا كبيرا مقارنة بما كانت عليه الطبعات السابقة، حيث تحول من وجهة تجارية لتسويق المنتوجات المستوردة إلى عرض وتسويق منتوجات محلية لها تنافسية وقادرة على منافسة المنتوجات الأجنبية بفضل نوعيتها واحترامها لمقاييس الجودة. وعرفت الطبعة ال25 لمعرض الإنتاج الوطني زيادة في عدد المؤسسات المشاركة بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية بمشاركة 340 عارضا يمثلون عدة قطاعات صناعية، تجارية، وخدماتية. كما سجلت حضور أكثر من 15 ألف زائر من المهنيين والمختصين المهتمين بالتعرف على المنتوج الوطني، إضافة إلى أكثر من 500 ألف زائر من مختلف الفئات. وتميز معرض الإنتاج الوطني هذه السنة بالحضور القوي لوزارة الدفاع الوطني ممثلة في 16 مؤسسة صناعية أكدت قوة الصناعات العسكرية واستعدادها للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني. حيث ترجمت المؤسسة العسكرية مسؤوليتها الاقتصادية إلى جانب مسؤوليتها الأمنية في الدفاع عن الوطن وضمان أمنه وحراسة حدوده، علما أن المنتوجات العسكرية معروفة بجودة منتوجاتها التي يعول عليها للمساهمة في ضمان الأمن الاقتصادي للبلد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطبعة انعقدت في ظرف حساس يعيشه الاقتصاد الوطني بسبب الأزمة الناتجة عن تراجع المداخيل بعد انخفاض أسعار النفط، حيث كان الهدف منها دفع الاستثمار والسعي للتعريف بالإنتاج الوطني والتشجيع على استهلاكه للتقليل من فاتورة الاستيراد ودعم المؤسسات الوطنية لتمكينها من خلق الثروة والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني ليجد بديلا عن المحروقات في خطوة للتقليل من آثار الأزمة. جناح وزارة الدفاع الأكثر استقطابا للزوار وعلى هامش اختتام المعرض الذي انطلقت فعاليته في 21 ديسمبر الجاري، أشرف وزير الفلاحة على تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن خلاله المؤسسة العسكرية ممثلة في وزارة الدفاع الوطني التي فازت بلقب الجناح الأكثر استقطابا للزوار بفضل منتوجاتها المتنوعة خاصة ما تعلق بجناح عرض سيارات "مرسيدس بنز" الذي بين قوة الصناعة الميكانيكية، فيما عاد لقب أحسن ابتكار لمؤسسة "كوندور"، ولقب أحسن مصدر لمؤسسة "رويبة"، وشهادة أحسن تصميم جناح لمؤسسة "ايريس". بالإضافة إلى تكريم مؤسسات أخرى عرفانا بمشاركتها الدائمة ومساهمتها في الاقتصاد الوطني كمتعاملي الهاتف النقال "موبيليس" و«أوريدو" وبعض القنوات التلفزيونية التي غطت الحدث. وفي ختام المعرض كرم عمال الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير وزير التجارة بختي بلعايب عرفانا بمجهوداته في ترقية التجارة الوطنية والخارجية وخدمة الاقتصاد الوطني. وتسلم التكريم نيابة عنه وزير الفلاحة.