بالأغلبية الساحقة، انتخب السيد تاج الدين جمعي رئيسا جديدا للرابطة الوهرانية للتنس، خلفا لفاتح عبد الحكيم، حيث نال جمعي أصوات 14 عضوا من أصل ال15 الذين حضروا الجمعية العامة الانتخابية للتنس، التي جرت أول أمس بدار الشباب «مقداد أحمد» ببئر الجير، والتي أشرف عليها السيد بن عبو مصطفى رئيس الجمعيات الرياضية بمديرية الشباب والرياضة. السيد تاج الدين كان صارما في إشرافه على الجمعية الانتخابية، صرامة القوانين المنصوص عليها في هذا المجال، والتي بموجبها أقصي أحد المرشحين للرئاسة، ممثل فريق مولودية وهران سريك عمر الذي لم يشفع له ماضيه الرياضي الحافل بالمولودية وفي عالم التنس الوهراني من الترشح لمنصب الرئاسة، بسبب عدم استيفاء ملفه لكافة الشروط الضرورية، وبسبب ذلك دخل في ملاسنات هادئة مع ممثل «الديجياس»من دون فائدة. جمعي لم يكن الوحيد الذي نال الأغلبية الساحقة، بل حتى أعضاء المكتب الجديد الذي سيتشكل من كل من دهيليس عبد الرحيم، رمضاني الهواري، بناصر علال الهواري، مانع مهدي وطهراوي عبد الكريم، كلهم أبانوا في تصريحات مقتضبة ل«المساء»، عن استعدادهم لشد أزر رئيسهم جمعي في برنامجه الذي استعرض خطوطه العريضة أمام الحضور من أجل النهوض بالتنس الوهراني، والذي يرتكز بدرجة أولى على التكوين في جميع المجالات، والعمل بالتنسيق مع الفرق الوهرانية للرفع من مستواها، والبحث عن طرق الرقي بأداء اللاعبين الوهرانيين الموهوبين والمتميزين. جمعي قال أيضا بعد انتخابه: «أشكر الجمعية العامة على ثقتها في شخصي، ومديرية الشباب والرياضة على احترامها الصارم للقوانين، تمنيت منذ فترة أن أترشح وأنال الرئاسة، لأن رياضة التنس بوهران لها دين معنوي علي تسديده والوفاء به، ويتوجب علينا جميعا البحث عن الحلول لمشاكل التنس في ولاية وهران حتى يسترجع بريقه السابق». لاحظ الحضور غياب الرئيس السابق فاتح عبد الحكيم وبعض الأعضاء الآخرين عن هذه الجمعية العامة الانتخابية، رغم أن القوانين تسمح له شخصيا، وأعضاء مكتبه السابق من التصويت دون الترشح، بسبب الإقصاء الذي تعرض عقب رفض الجمعية العامة لتقريره المالي في الجمعية العامة العادية التي انعقدت منذ أسبوعين بنفس المكان. تاج الدين جمعي (رئيس الرابطة الوهرانية للتنس) ل «المساء»: هدفي لمُّ شمل عائلة التنس الوهراني واسترجاع هيبته يؤكد تاج الدين جمعي الرئيس الجديد للرابطة الوهرانية للتنس، أن همه الأول هو استعادة قوة التنس الوهراني، الذي فقد مناعته لأسباب منطقية بحسبه، وذلك بلمّ شمل عائلة التنس بالولاية، ورص كل جهود أصحاب النيات الحسنة لفائدة الرياضيين المتميزين الذين تزخر بهم الأندية الوهرانية.. ❊ ما هو شعورك بعد انتخابك رئيسا جديدا للرابطة الوهرانية للتنس؟ ❊❊ سعيد جدا وفي نفس الوقت أشعر بثقل المسؤولية التي حمّلني إياها أعضاء الجمعية العامة، الذين أشكرهم على ثقتهم في شخصي. وسأبذل أقصى جهدي حتى أكون عند حسن ظنّهم وظنّ الرجال الحقيقيين الذين عرفناهم في عالم التنس الجزائري في كامل ربوع الوطن. ❊ وكيف تقرأ هذه الثقة من قبل أعضاء الجمعية العامة لشخصكم؟ ❊❊ هي رسالة عن رغبة في التغيير على مستوى الرابطة الوهرانية للتنس، ورد الاعتبار للتنس الوهراني المعروف بنتائجه الإيجابية وسمعته الطيبة على مر السنوات الماضية. والغيورون من الناشطين في عالمه يرغبون في عودته إلى مكانته الحقيقية في الجزائر. ❊ تحدثت في الكلمة التي ألقيتها على مسامع الحضور بعد انتخابك، عن برنامج طموح تحمله بجعبتك، لو تفيدنا بخطوطه العريضة والجديد الذي يحمله؟ ❊❊ برنامجي يرتكز بدرجة أولى، على مدارس رياضة التنس والتكوين في جميع المجالات، سواء الحكام أو المدربين أو غيرهم، والعودة إلى ذلك المستوى الجيد الذي كان يسمح للرابطة الوهرانية بحصد كل الألقاب، حتى سميت رابطتنا بخزان المنتخب الوطني وفي مختلف الأصناف. لقد كانت مثلا يُحتذى به، لكن خمد كل شيء في رابطتنا، وأضحت خارج الإطار في السنوات القليلة الماضية، وعلينا معالجة هذا الأمر. ❊ هل نفهم من كلاكم أنكم لستم راضين عن الحصيلة السابقة؟ ❊❊ صراحة لا، فأنا لازالت أتذكر أنه إلى وقت قريب، كان احتكاك لاعبينا في أعلى مستوى بحضور لاعبين أوربيين متميزين، وذلك انعدم في السنوات القليلة الماضية، فلا معنى لتنظيم دورات «المستقبل» التي لا فائدة تُرجى منها، حتى إن الأفضل بين لاعبينا كان لا يعمّر فيها أكثر من دور واحد ويُقصى. ❊ أغلب الفرق الوهرانية تشتكي من نقص الإمكانيات الذي يعطّل عملها وبرامجها، فهل ستسعى رفقة مكتبكم الجديد لتحسين أمورها في هذا المجال؟ ❊❊ هي نقطة هامة لن نهملها، وأكشف في هذا المجال أننا وضعنا في مخططنا إنشاء ما يشبه ثانوية تقنية رياضية، نجمع فيها كل الرياضيين المتميزين في الفرق الوهرانية، وتزويد هذه الفرق بمدربين ذوي مستوى عال تابعين للرابطة لتدريب رياضييهم. ❊ هناك المنشآت الرياضية الخاصة برياضة التنس التي تفتقر ولاية وهران للكثير منها، كيف ستتعاملون مع هذا المشكل؟ ❊❊ أكيد أنه مشكل يعرقل تطبيق الرابطة لبرنامجها بحذافيره، وكذا السير الحسن للفرق المنضوية تحت لوائها. وأؤكد أن الرابطة ستتكفل بحل هذا المشكل رفقة قدامى اللاعبين والمسيرين الذين عادوا إلى المكتب التنفيذي للرابطة، وكذلك مساهمة مديرية الشباب والرياضة. وستستغل الرابطة إلى أقصى حد ميادين التنس المرممة، والتي أنشئت حديثا؛ كمركب عين البية لمصلحة اللاعبين اليافعين لمختلف مدارس التنس بالولاية. ❊ مدينة هران ستستضيف ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2021، فهل تفكر رابطتكم في مرافقة التحضير لهذه التظاهرة الهامة، والعناية بتكوين جيل يدفع بالتنس الجزائري إلى التألق فيها؟ ج: بتوفيق من الله تعالى، خططت مع المكتب التنفيذي لهذا الأمر. بديهي أن نعمل على تقديم صورة حسنة لبلادنا رياضيا، وفي رياضة التنس بالتحديد، اختصاصنا الأول. ❊ وكيف تنظر إلى علاقة رابطتك المستقبلية بالاتحادية الجزائرية للتنس؟ ❊❊ ستكون جيدة إن شاء الله، وسأعمل على أن تبقى كذلك، وهذا لفائدة التنس الجزائري عامة، والوهراني على وجه الخصوص، لكن النسبة الكبيرة من جهودي سأجعلها لخدمة الرابطة الوهرانية ولمّ شمل عائلة التنس الوهرانية. وأنا سأكون رئيسا لكل الأندية الوهرانية، وأبواب مكتبي ستكون مفتوحة للجميع 24 ساعة على 24، حتى للذين غابوا عن الجمعية العامة الانتخابية. ❊ نعود الآن إلى شخصكم، قدّم نفسك لقراء جريدتنا المحترمين؟ ❊❊ أنا كنت لاعب تنس في ثمانينيات القرن الماضي، بداية بفريق الاتحاد الرياضي لبلدية وهران (جنوب). بعد اعتزالي اللعب اقتحمت مجال التدريب سنة 1987 بفريق النادي الرياضي الجامعي لوهران، أعقبها مجال التحكيم الذي ولجته لأنال درجة حكم دولي من سنة 1988 إلى غاية 1997، بعدها نلت عهدة أولى على رأس الرابطة الوهرانية للتنس (1998-2002)، لأنسحب من أمور تسيير الرابطة لالتزامات شخصية، ثم عدت إلى عالم التنس بعدما فرغت من تلك الالتزامات. وآمل أن أقدم لهذه اللعبة بوهران تلك الإضافة التي تعود بها إلى الصفوف الأولى. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ إن شاء الله أنا وأعضاء المكتب الجديد، سنعمل سويا وبأقصى جهدنا حتى نعيد التنس الوهراني إلى سابق مجده. وأسأل الله تعالى التوفيق فيما نصبو إليه.