تمكنت عناصر الدرك الوطني، للفرقة الإقليمية لمدينة عين ولمان جنوبسطيف، من فك لغز الجريمة البشعة التي هزت مدينة أولاد سي أحمد ليلة الثلاثاء المنقضي، وتحديدا ببيت الشيخ (ش.ك) الكفيف، والتي راحت ضحيتها ابنته البكر (ط.ك) صاحبة 35 سنة، حيث تم في ظرف وجيز فك خيوطها والكشف عن مرتكبي الجريمة ويتعلق الأمر بشقيقة الضحية (ح. ك) صاحبة 31 سنة (أستاذة بثانوية) بمساعدة ثلاثة من أخواتها ووالدتهن حسبما جاء في أقوالهن أثناء التحقيقات الأولية التي باشرتها مصالح الدرك، حيث اعترفن جميعا بالجرم المنسوب إليهن. واستنادا لمصادر «المساء»، فإن المتهمة الرئيسية الأستاذة (ح.ك)، حاولت إجراء رقية لأختها الضحية التي تعاني من مس وبعض الأعراض، اعتقادا منها أنها متمكنة من ذلك، في ظل استحالة جلب راق إلى البيت كون الوالد صعب التعامل ولا يحبذ مثل هذه الأمور. وحاولت الأستاذة بمساعدة شقيقاتها ووالدتهن إجراء رقية للضحية، هذه الأخيرة أبدت رفضها بمقاومتهن، فاعتبرت المتهمات أن الجن هو من يقف وراء ذلك، فقمن بضربها وخنقها بواسطة خمار، فحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة. أمام شدة الصدمة لم تجد المتهمات ما تبررن به فعلتهن والتبليغ عن الحادثة إلا بعد مرور 48 ساعة، حيث لاحظ الوالد الكفيف غياب ابنته الكبرى، وإحساسه بحركات غريبة داخل البيت، فذهب يستعين بعصاه للبحث عن ابنته بغرفتها فوجدها جثة هامدة، وعند استفساره عن الأمر قيل له بأن وفاتها طبيعية، وبقيت العائلة متسترة عن فضيحتها إلى غاية قدوم إبن عمهم الذي راودته شكوك حول وفاة الفتاة، ما دفعه للتبليغ الفوري لدى مصالح الدرك الوطني التي فتحت تحقيقا في القضية التي حاولت العائلة في بداية الأمر التمويه بأن الأمر يتعلق بحالة انتحار إلا أن خبرة عناصر الدرك مكنتهم من فك الخيوط الأولى للجريمة ودفع البنات الى الإعتراف بفعلتهن. وكيل الجمهورية لدى محكمة عين ولمان أمر بإيداع الفتيات وأمهن الحبس المؤقت، فيما استفاد شقيقهم البالغ من العمر 30 سنة من استدعاء مباشر كونه على علم بالجريمة ولم يبلغ عنها، إلى غاية إنتهاء التحقيق ومحاكمة المتهمين.