أوقفت شبيبة بجاية انتفاضة مضيفتها جمعية وهران، وأرغمتها على تقاسم زاد مباراتهما أول أمس بالتساوي، فنالت الشبيبة نقطة ثمينة، أبقتها ثالثة في لائحة الترتيب كيفما ستكون نتيجة المباراة المتأخرة بين اتحاد البليدة ومولودية سعيدة، في حين كبح هذا التعادل آمال «الجمعاوة» يؤمّن به جانبه أولا، وبعد ذلك الاقتراب من المراكز المقدمة. كانت الحسرة كبيرة عند الطرف الوهراني، الذي كان يمنّي النفس بخطف انتصار ثالث على التوالي، وظهر بما لا يدع مجالا للشك، أن التشكيلة الوهرانية الشابة لم تتعود بعد على طريقة عمل الطاقم الفني الجديد بقيادة المدرب جمال بن شاذلي، حيث تجاهلت نصائحه مع مرور وقت المباراة، فلم تفرق أحيانا بين السرعة والسرعة، وفقدت التركيز في الأوقات الهامة والسانحة، على غرار الإهدار غير المتوقع الذي صدر من المهاجم البديل الغوماري في الأنفاس الأخيرة من المباراة، عندما تعامل برعونة مع كرة مهيأة من قبل زميله أوسعد، فضيّع على نفسه تحرير قدراته، وبالتالي كسب الثقة، وفريقه فوزا أكيدا ومستحقا بالنظر إلى مجريات المقابلة، إذ كان بمقدور الجمعية تسييرها كما تشتهي لو تحلت تشكيلتها ببعض الفطنة بالابتعاد عن الكرات الطويلة العالية، التي ساعدت كثيرا الضيوف، وانتهاج أسلوب التمرير القصير للكرات، والتوغل من الجناحين، خاصة التحلي بالصبر في مواجهة فريق قوي بحجم شبيبة بجاية، الذي نجح في احتواء غارات مضيفيه بفضل تكتيك مدربه يونس إفتيسان، الذي أغلق المنافذ والمساحات أمام الوهرانيين، الذين وجدوا صعوبات في اختراق دفاع الفريق البجاوي، واللقطة الوحيدة التي أقلقلت هذا الأخير سُجلت في الد 45 بواسطة مخالفة مباشرة من تنفيذ زياية، ارتطمت فيها كرته بالقائم الأيمن لمرمى جبارات. تواجد المحنّك زياية كان مهمّا، لكن ليس حاسما هذه المرة، وزملاؤه لم يستفيدوا من خبرته وتحركاته التي أزعجت كثيرا منافسيه، لكن في المقابل كرر نفس الخطأ الذي ارتكبه ضد جمعية الشلف، حيث نال، أول أمس، بطاقة صفراء بسبب الاحتجاج على قرارات الحكم، مما سيحرمه وفريقه من لعب لقاء هام آخر الجولة القادمة بميدان شبيبة سكيكدة. ونفس الشيء بالنسبة للمحنك الآخر الصديق براجة، وهما تصرفان غضب منهما الطقم الفني الوهراني، خاصة أنهما صدرا عن لاعبين مجربين، وكان الأولى بهما تجنب الوقوع في المحظور، وحرمان الفريق من خدماتهما، بحسب المدرب بن شاذلي. أبدى المدافع خرباش أسفه عن نتيجة التعادل. وأرجع ذلك إلى قوة فريق شبيبة بجاية، وسوء الحظ الذي لم يخدم مصلحة فريقه بحسبه. ووعد الأنصار بالتدارك في الجولة القادمة. وأضاف: «كان هدفنا البقاء في وتيرة الانتصارات، خاصة الابتعاد نهائيا عن منطقة الخطر، والاقتراب من خصمنا بجاية، لكنا اصطدمنا بفريق قوي، يسعى من جهته للبقاء فوق المنصة. نفسيا كنا جيدين، ودخلنا المباراة بقوة، وخلقنا العديد من الفرص، لكن للأسف لم تترجم إلى نقص التركيز أحيانا، وكذلك الحظ لم يقف إلى جانبنا، واعتذر من أنصارنا، وأدعوهم للبقاء دائما ملتفين حول فريقهم، ونعدهم بالتدارك في قادم المباريات».