عادت تشكيلة جمعية وهران إلى جو التدريبات بعد زوال أمس، بحصة جرت بغابة "كناستيل"، كما جرت عليه العادة في الأيام القليلة الماضية، حيث وجد فيها المدرب كمال مواسة المكان الأفضل للتحضير والتركيز، وخاصة إبعاد لاعبيه عن الضغط. وحسب البرنامج المسطر، فإنه يحتمل جدا أن يبرمج الطاقم الفني تربصا خارج مدينة وهران، يعيد فيه شحن بطاريات لاعبيه تحسبا لباقي مشوار الذهاب للبطولة الوطنية، الذي يظهر عسيرا لصعوبة المواجهات التي تنتظرهم، بداية باستقبال القوي، اتحاد العاصمة، فالانتقال بعدها إلى ميدان شبيبة القبائل، ثم "داربي" الغرب ضد سريع غليزان، فشدّ الرحال إلى مدينة بشار لمواجهة شبيبة الساورة. وقد كانت الخيبة كبيرة نهاية الأسبوع الماضي، بعد التعثر أمام شباب بلوزداد بملعب هذا الأخير، والذي أقبر صحوة الجمعية الوهرانية وأعادها إلى نقطة الصفر، حيث سقط سعي المدرب كمال مواسة في تأكيد تلك الاستفاقة بسبب الأخطاء الدفاعية التي أطلت برأسها على "الجمعاوة"، فأفقدتهم معالمهم أمام فريق "العقيبة"، والخشية أن تصاحبهم في المقابلات القادمة إذا لم تصحح في المهد، وهي المأمورية العاجلة للطاقم الفني الذي قال بأنه أعياه كثرة الحديث عنها في كل مرة ومقابلة. والدليل أن المدرب مواسة، غضب بشدّة بعد نهاية اللقاء من تلك الأخطاء المرتكبة، التي قال إنه نبّه أشباله كثيرا إليها في الحصص التدريبية لكن دون جدوى، حيث أن انعدام الرقابة الفردية في مربع العمليات، غالبا ما كانت تتسبب في طرق المرمى الوهراني. ولقد ظهر ذلك واضحا - بحسب مواسة دائما - في لقطة الهدفين الأول والثالث لشباب بلوزداد، وشدّد مدرب الجمعية على القول أن تعليماته أضحت دون فائدة، في ظل عدم تمكن لاعبيه من التخلص من هذه الأخطاء التي ترهن العمل الذي يقوم به معهم طيلة الأسبوع. ولقد تسبب ذلك التعثر القاسي في عودة الجمعية إلى نقطة الصفر، إذ تدحرجت إلى الرتبة ما قبل الأخيرة برصيد عشر نقاط، وبفارق ثلاث نقاط عن متذيّل لائحة الترتيب أمل الأربعاء، وهذه الوضعية تستدعي حتما من "الجمعاوة"، العودة إلى نغمة الانتصارات سريعا وقبل فوات الأوان، وذلك ما أكد عليه المدرب مواسة خاصة معالجة الأخطاء البدائية التي مافتئ يرتكبها خط الدفاع، والتي هزمته في أكثر من مرة، وما كان ليتلقاها لو أحسن الخط الخلفي تنظيم وتقوية نفسه، وفترة الراحة الإجبارية التي ستحال عليها كل الأندية فرصة لتدارك الأمور. تألق الغوماري يجب أن يثّمن وبمقابل ذلك، هناك إيجابيات ظهرت يجب تثمينها، خاصة على مستوى خط الهجوم، وذلك بتألق الشاب الغوماري الذي استعاد الثقة بإمكانياته، إذ وبعدما بصم على ثلاثية كاملة أمام شباب قسنطينة بملعب الحبيب بوعقل، والتي حررته كثيرا، أكد على ذلك عندما سجل الهدف الوحيد لفريقه أمام شباب بلوزداد، وهو الرابع له في المباريات الرسمية، وكان بالإمكان أن يكون الخامس لو أقر عوينة، حكم تلك المواجهة، هدفا آخر سجّله المهاجم الشاب في الشوط الثاني، حيث رفضه بحجّة التسلل. لكن ورغم ذلك أصبح الغوماري الهدّاف الجديد للجمعية الوهرانية وفي ظرف جولتين فقط، وبرصيد أربعة أهداف متبوعا بجمعوني وبن تيبة بهدفين لكل واحد منهما، مع العلم أن الغوماري هو هدّاف الجمعية أيضا في المباريات الودية بمجموع تسعة أهداف. وكان اللاعب السابق لاتحاد مغنية قد وعد برفع حصيلته من الأهداف في المباريات القادمة. وقد لعب المدرب كمال مواسة دورا إيجابيا في تحرر الغوماري، عندما منحه الفرصة تلوى الأخرى، رغم استياء الأنصار منه بعد أدائه غير المقنع في اللقاء ضد وفاق سطيف، والذي انهزمت فيه الجمعية بهدفين نظيفين، إذ صرح مواسة بأنه تكلم مع لاعبه، وأكد له أنه يثق في إمكانياته، وجددها بمناسبة شباب قسنطينة فجلبت ثلاثة أهداف جميلة.