لم تفوّت تشكيلة جمعية وهران فرصة نيل النقاط الثلاث، وبالتالي تحسين موقعها في لائحة الترتيب بمناسبة زيارة مولودية العلمة ملعب الحبيب بوعقل، حيث كان كافيا توقيع هدفين في المرحلة الأولى من قبل أوسعد في الدقيقة ال30 بعد قذفة قوية من على مشارف خط مربع العمليات، غالطت حارس العلمة متحزم، وبالح في الد 36 بعد هجمة معاكسة، ومحاولة أولى من زميله بوباكر، لتُعبّد الجمعية طريقها لنيل انتصارها الثاني في بطولة المحترف الثاني، خاصة العودة إلى سكة الانتصارات سريعا بعد عثرة عين فكرون، حتى لا تفقد المجموعة الثقة في النفس التي استعادتها بعد فوزها الأول أمام شبيبة سكيكدة. وفي المحصلة النهائية رفعت الجمعية الوهرانية رصيدها من النقاط إلى عشرة، وبفارق أربع نقاط عن صاحب الرتبة الثالثة مؤقتا اتحاد البليدة. ولقد كانت الجمعية أمام مهمة سهلة نوعا ما في مواجهة العلمة، خاصة بعدما أهدرت هذه الأخيرة فرصا لا تعوَّض في بداية اللقاء كانت ستغيّر مساره، لكنها دفعت غاليا كل ذلك الإهدار، وهي التي كانت مدعوة من جانبها إلى تدارك نفسها بنتيجة إيجابية أمام الجمعية، ترمم معنويات لاعبيها، وبالتالي تساعدها على خوض الآتي في أحسن حال. غير أن عزيمة الوهرانيين كانت هي الغالبة، وفازوا، وكان هذا «هو الأهم بغض النظر عن الأداء، فالهدف هو الابتعاد عن منطقة الخطر قبل فوات الأوان، ولا يهم إن كان المردود حسنا أم سيئا، فالنقاط أضحت ثمينة، وكل واحدة بقدرها، وما يسجل هو أن الجمعية نالت فوزا بثلاثة لهدفين»، قال الشاب بلعالم عقب اللقاء، لكن عليها الاحتراس من فخ التساهل، الذي قد يعيدها إلى نقطة الصفر، والذي كاد يوقع بها ضد العلمة خاصة في الشوط الثاني، بعدما ظن زملاء القائد الوهراني باركة أنهم في مأمن، حيث أسالت لهم انتفاضة المولودية العرق البارد، خاصة بعدما هزّت شباكهم بهدفين من قبل بوحربيط في الدقيقتين 66 و68 أمام نرفزة المدرب حنكوش، وصراخه على لاعبيه الذين تراجعوا إلى الخلف، فاسحين المجال للضيوف للضغط عليهم. ولحسن حظهم أن صافرة النهاية للحكم حلالشي أوقفت رد فعل العلميين، ورسمت فوزهم عليهم وإلا لحدث أمر آخر. المدرب حنكوش وبقدر سعادته بهذا الفوز إلا أنه عبّر عن غضبه من أشباله على تراجعهم إلى الخلف بعد حيازتهم على التفوق بثلاثية نظيفة، ووبخهم في غرف تغيير الملابس، لكنه استطرد بأن مباراة الكأس الخاصة بالدور الجهوي ما قبل الأخير التي لعبها «الجمعاوة» الثلاثاء الماضي ضد بوقيراط، تركت آثارها على الفريق خاصة من الجانب البدني، لذلك وفي جانب ما ثمّن حنكوش النقاط الثلاث التي أحرزها فريقه، وكذلك العودة الموفقة للثنائي نعمان وعامر يحيى، التي كانت مفيدة جدا للمجموعة بحسبه، معنويا، ومن ناحية الفعالية دفاعا وهجوما مع علامة كاملة للحارس دحمان على أدائه ضد «البابية».