قررت الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة «كاسي» إنشاء خلية خاصة ب«إفريقيا» في الأسابيع المقبلة ستكلف بتطوير إستراتيجية تجاه القارة وجمع كل المعلومات المتعلقة بالاستثمار والعمل بها وتحليلها. وحسبما صرح به أمس نائب رئيس الغرفة، رياض عمور، ل«المساء»، فإن الخلية الأولى من نوعها ستعمل كذلك على متابعة مايتم إنجازه من طرف بلدان أخرى في إفريقيا. وتم هذا الإعلان على هامش اليوم الإعلامي الذي نظم أمس بمقر الغرفة والذي خصص لفرص الاستثمار في السنغال بحضور عدد هام من رجال الأعمال فاق التوقعات. وحسب السيد عمور، فإن الخلية التي يرتقب تنصيبها خلال شهرين على الأكثر، ستقوم بدراسة الفرص المتوفرة للمنتجات الجزائرية وفرص الشراكة المتاحة للمؤسسات الجزائرية بهذا البلد، وتتم معالجة هذه المعلومات داخل هذه الخلية التي «سيكون أمامها عمل ضخم»، كما قال، حيث ستقوم أيضا بفهرسة كل البعثات الجزائرية نحو بلدان القارة، وتطوير رؤية واضحة بمراحل معينة، لتقيم ما أنجز ومابقي إنجازه. ويرتقب أن تنظم بعثة لرجال الأعمال إلى السنغال خلال السداسي الأول من السنة الجارية، حيث لم يتم لحد الآن تحديد تاريخ معين لتنقلها. ولهذا تم تنظيم يوم مخصص لهذه الوجهة بغرض عرض وشرح أهم الفرص المتوفرة وكذا مناخ الاستثمار وشروطه. في هذا الصدد، أكد السيد عمور الذي أشرف على افتتاح اللقاء رفقة السفير السنغاليبالجزائر، أن «هناك مؤسسات جزائرية كثيرة تصدر نحو السنغال... لذا ارتأينا خلال هذا اليوم الإعلامي أن نعرض قصص نجاح مؤسسات جزائرية عملت هناك، لأننا نطمح لأن يتضاعف عدد المؤسسات العاملة هناك بعشرة أو حتى مائة.. ومن خلال هذه الأمثلة نمنح للمتعاملين الجزائريين الثقة في أنفسهم ونؤكد لهم أنم قادرون على تطوير منتجات قابلة للتصدير». 8 ملايين دولار مبادلات تجارية ين الجزائروالسنغال وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بالغرفة الوطنية للتجارة والصناعة، السيدة وهيبة بهلول، فإن حجم المبادلات بين البلدين مازال ضعيفا، إذ لم يتجاوز 8.5 ملايين دولار خلال سنة 2016، وكان الميزان لصالح الجزائر، بحجم صادرات يقدر ب7.7 ملايين دولار وحجم واردات ب890 ألف دولار. وأوضحت السيدة بهلول ل«المساء» أن الصادرات الجزائرية نحو السنغال متنوعة، تتكون خصوصا من الطاقة ومشتقاتها والأغذية ومنتجات نصف مصنعة وسلع استهلاكية، أما الواردات فأغلبها منتجات غذائية لاسيما الفواكه الاستوائية. لكن محدثتنا تشدد على أنه رغم الرغبة في رفع حجم المبادلات، فإننا «نسعى أكثر من ذلك إلى استغلال الفرص الهامة في كافة المجالات بالسنغال من أجل الاستثمار والشراكة الحقيقيين، فنحتاج إلى تواجد في الميدان هناك، والأمور بدأت تتحرك في هذا الاتجاه وهناك أمثلة عديدة مثل فتح كوندور لقاعة عرض بدكار وكذا توقيع شركة «عطور الجزائر» لاتفاقية...أنها بدايات ستعمل على رفع حجم المبادلات». وأكد في السياق المدير العام لشركة «عطور الجزائر»، السيد عبد الوهاب زياني، في تصريح ل«المساء» أن شركته التي تصدر منتجاتها للسنغال منذ 2005، تمكنت هذه المرة من توقيع اتفاق شراكة مع متعامل سنغالي من أجل تمثيلها بهذا البلد ابتداء من مارس المقبل، وهو ماسيسهل عليه تسويق كميات أكبر من منتجاته. وأمام رجال الأعمال الجزائريين الذين حضروا بقوة إلى اليوم الإعلامي الذي نظمته أمس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بمقرها، وهو مايعكس تزايد الاهتمام بالوجهة الافريقية لدى المتعاملين الوطنيين، بعد أن برزت للعيان أهمية الفرص المتاحة، عرض سفير السنغالبالجزائر السيد بابا عمر ندياي فرص الاستثمار ببلاده مؤكدا على وجودها الفعلي. الجزائريون مدعوون إلى زراعة الموز والمانغا والبطاطا بالسنغال في هذا الصدد، كشف عن وجود حوالي 150 مشروعا في مجال الفلاحة وتربية المواشي بقيمة 128 مليون دولار تنتظر المستثمرين الجزائريين، موضحا في رده على سؤال»المساء» أن الأمر يتعلق بمشاريع تم إنجاز دراسات جدواها وتتم مرافقة المستثمرين المهتمين بها لتنفيذها في السنغال لاسيما في زراعة الموز والمانغا والبطاطا والطماطم والبطيخ. وقال السفير إن «كل المهتمين بهذا الميدان يمكنهم الاتصال بوزارة الفلاحة للحصول على المعلومات وتدابير المرافقة». واستغرب السفير خلال المناقشات التي دارت بينه وبين المتعاملين الاقتصاديين من غلاء بعض الفواكه المستوردة بالجزائر ومنها المانغا التي قال إنها ثمن إنتاجها بالسنغال يقدر ب50 دج فقط، في حين تباع في الأسواق الجزائرية ب2500 دج ! وهو نفس الشيء بالنسبة للموز الذي ارتفاع سعره كثيرا في الآونة الأخيرة، كما أشار إلى وجود طلب كبير جدا في بلاده على البطاطا لاسيما في فترات انخفاض الإنتاج. لكن الفرص متعددة ولاتقتصر على المنتجات الفلاحية، وهو ما أظهره العرض الذي قدم خلال اللقاء، والذي بين أن هناك إمكانيات كبيرة للاستثمار في مجالات أخرى لاسيما المنتجات الصيدلانية والصناعات الغذائية والطاقة والبنى التحتية والصناعة والمناجم ومواد البناء. وهو ما شدد عليه السيد رياض عمور الذي أبرز اهتمام متعاملين بالصناعات التحويلية بالسنغال المعروف أنها تصدر موادها خاما إلى الخارج، حيث تحدث عن إمكانية إنشاء مؤسسات صغيرة لإنتاج مركزات الفواكه المستخدمة في صناعة المشروبات ببلادنا والتي تستورد حاليا من الخارج.