قام بعض الناشطين عبر الفيسبوك بتداول فيديو لقناة تلفزيونية تصور مغارة افريزي التي تحوي رفات شهداء الثورة التحريرية، وهي الحادثة التي أثارت حفيظة العائلات الثورية والمجتمع المدني لبلدية عمال. وفي اتصال ب "المساء" أمس، ندّد أحد ممثلي عائلات شهداء المنطقة ومجاهدين مازالوا على قيد الحياة، بهذا الفعل، وأكد تقييد شكوى رسمية للفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبني عمران، في انتظار رفع دعوى قضائية. حمّل ممثلو المجتمع المدني عمال مديرية المجاهدين ومن ورائها كافة السلطات الولائية، ما وقع. يقول محمد شارف المتحدث باسم عائلات الشهداء: "لقد راسلنا المديرية منذ أربع سنوات لإيفاد لجنة متخصصة لرفع رفات الشهداء وإعادة دفنها، حيث إن جبال بلمو وجراح مليئة بالمقابر الفردية والجماعية، لشهداء بفضلهم ننعم اليوم بالاستقلال، وهو ما لم يحدث إلى اليوم، ليأتي شباب يصوّرون المغارة ويرفعون رفات الشهداء بين أيديهم؛ وكأن الدولة غير موجودة تماما". المتحدث أكد أيضا أن هذه الحادثة جريمة في حق شهداء الثورة وفي حق الضمير الوطني الغيور على التاريخ، "لذلك فإننا كمجتمع مدني، توجهنا صبيحة اليوم (أمس) إلى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبني عمران، وقدمنا شكوى رسمية تحسبا لرفع دعوى قضائية ضد الفاعلين"، موضحا: "إننا نفعل ذلك احتراما لمن ضحوا بأرواحهم من أجل أن ننعم بالحرية، وهذا حتى لا يشهد التاريخ ضدنا"، موجها نداء إلى الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح للتدخل شخصيا ومتابعة هذا الأمر، ومنه "حماية تاريخ وذاكرة المنطقة الثورية بعد أن عجزت مختلف المديريات عن فعل ذلك رغم المراسلات"، يقول نفس المتحدث. جدير بالذكر أن منطقة عمال كانت قد اكتُشف بها مؤخرا مغارة جديدة تسمى ثيغرين، تقع على بعد أمتار من محجرة لمؤسسة عمومية، أدى استعمالها الديناميت إلى فتح باب هذه المغارة. ويكون التداول الواسع لصور مغارة ثيغرين على الفيسبوك قد أدى إلى ازدياد الفضول بشأن استكشاف كامل المنطقة، ومنه جاء تصوير الفيديو الذي أثار استهجانا وتنديدا واسعا "بحكم أن المصورين لم يستلموا تصريحا من السلطات الأمنية أو المحلية لولاية بومرداس"، يقول نفس المتصل. في رد فعل حول فيديو رفات الشهداء ببومرداس ... نداءات لتدخل المجاهدين وكبار المنطقة وصل صدى الفيديو الذي انتشر عبر الفيسبوك لقناة إعلامية يمسك موفدها الإعلامي برفات شهداء بمغارة تيزيغير بجبال عمّال ببومرداس، إلى أبعد الحدود أمس بالولاية، حيث تسارعت الأحداث بتدخل الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لبني عمران وتطويق المغارة وحظر الوصول إليها، مخافة أن تجذب الفضوليين مثلما كان الحال مؤخرا مع مغارة ثيغرين المكتشفة حديثا، فيما أكد أعضاء من المجتمع المدني لعمّال أن مجاهدين من المنطقة الأولى للولاية التاريخية الرابعة، قد سارعوا إلى مديرية المجاهدين للضغط عليها للتدخل وحماية ذكرى الشهداء. ناهيك عن مطالبتهم لقادة جيش التحرير بهذه الولاية التاريخية أمثال الكولونيل المدعو سي الخطيب، والرائد رابح زراري المدعو عز الدين، إضافة إلى الرائد بورقعة وكذا المجاهد صالح بليدي «للتدخل العاجل والإدلاء بشهاداتهم حول المعارك الكبرى التي وقعت بالمنطقة التاريخية الأولى التابعة للولاية التاريخية الرابعة هنا ببومرداس، حفظا للذاكرة الثورية ونفض الغبار عن مغارات كثيرة يرقد بجوفها شهداء الثورة التحريرية»، يقول ممثل المجتمع المدني في اتصال ب«المساء»، مذكرا بأن أغلب أولئك المجاهدين شاركوا جنبا إلى جنب مع القائد الثوري امحمد بوقرة الذي تحمل جامعة الولاية اسمه الخالد. المساء» ستعود في عدد لاحق إلى ردود الأفعال حول الموضوع الذي خلّف غليانا أمس ببومرداس.